الحاج هادي العكيلي
فلفول رجل عشائري يعيش في أحد أرياف عراقنا ، وعلى غير موعد أصبح معارض لنظام صدام ، فطورد وهرب إلى خارج القطر واستقر أولاً في إيران .وأصبح معارضاً ومجاهداً ولكنه لم يحمل السلاح أبداً بوجه نظام صدام . والمعروف عن المعارضين وخاصة من حزب الدعوة لم يجاهدوا بالدفاع عن الشعب بل أكتفوا بالتنظير مما حدا بإيران بطردهم فخرجوا إلى البلدان العربية والاوربية .وذهب فلفول إلى سوريا وعمل في صناعة الفلافل واشتهر بها وأصبحت له خبرة في صناعتها وأطلقت شهرته ( فلافل .... فلفول ) . وبعد سقوط نظام صدام عام 2003 عاد الى العراق متبجحاً بنفسه رافعاً راية المجاهدين ليكون على غفلة مدير عام في احدى الدوائر الحكومية نتيجة المحاصصة الحزبية وهو لا يفقه شيئاً عن عمل الدائرة وعدم قدرته على قيادتها . كم أشعر بالغضب حينما أرى بعض رجالات الفلافل يبالغون في جهادهم ونضالهم ضد الطاغية صدام . فقد استمتعوا بعمل الفلافل وبيعها واكلها ، وكأنهم وضعوا تاريخاً شخصياً لهم بهذه الصنعة .ليطرزها بتولي المناصب الحكومية وقيادتها على عماها مما أدى الى تدهورها وانهيارها .للفلافل السورية شهرتها بين كل أنواع الفلافل لكونها تدخل في مكوناتها الخدمة الجهادية والتي توصل العامل بها إلى تولي المناصب . فهاهم الكثيرون ممن عملوا في صنع الفلآفل جاءوا بعد تحرير العراق يطرزون نضالهم الفلافلي بلاستلاء على المناصب لأنهم وجودها شاغرة لا يجرئ أحد أن يقودها إلا أصحاب الفلآفل . وبالحقيقة إنهم مغفلون لا يفقهون شيئاً عن الحياة العملية عدا أنهم يرفعوا بطاقة الجهاد الفلافلي .أن الحروب الخائبة التي صبت على رؤوس العراقيين والتي تنتهي في كل مرة بضياع الالاف منهم ، وضياع أجسادهم وأرضهم ووطنهم ،أدت إلى البحث عن لفة فلآفل ما بين الحصار الاقتصادي الجائر والحصار الصحي الظالم ، فكانت الرغبة بالحصول على فلفوله يقدمها صديق إلى صديقه هدية ثمينة. وبطبيعة الحال أن الفلآفل العراقية لها ميزتها وطعمها الخاص ولكن عيوبها لا تقود إلى المناصب الحكومية ، بقدر ما تصنعه الفلآفل السورية المعجونة بالخدمة الجهادية إلى تلك المناصب .لقد سرقوا منا روح التغيير نحو الافضل ولم يغيروا ثوب أمي الاملح ألممزق وأصبحوا يشتمونا بلغة الفلآفل التي تعلموها ، ولم يعرفوا أننا بتنا لعدة ليالي بدون عشاء ، فلم تسرقوا رغيفنا ونفطنا ولا مبادئنا التي أمنا بها وضحى من أجلها أبأئنا وأجدادنا ، فمهما غيروا طريق الحق وسرقوا أحلامنا ، فأننا نبقى على الامل المحمل بالحب نحو حياة أفضل يرعاها الشرفاء والمجاهدون الحقيقيون الذين رفعوا السلاح بوجه صدام وقدموا التضحيات . ولهذا أقول مع سبق الاصرار والعناد فلتبدأ مقاومتنا لهم من خلال صناديق الاقتراح ونحث الناس على تغييرهم باختيار الاكفاء والنزهاء . لكي نستمتع بكل لحظة من حياتنا ما تبقى منها ، ولا نستكثر على أنفسنا أن نفرح بالتغيير كما وجهت به المرجعية الرشيدة ، لكي نحرر أنفسنا من الاحتلال الدعوجي .لان تحرير شعبنا من الاحتلال الدعوجي هو استحقاق لابد منه .حيث لا نريد مكاناً لندفن فيه بل نريد مكاناً لنحيا به . فلا نؤجل تحرير شعبنا ونفوت الفرصة بعدم المشاركة في الانتخابات أو عودة اختيار جماعة فلفول مرة ثالثة فيصبح الوضع لا هم هنا ولا هم هناك .
https://telegram.me/buratha