المقالات

انحراف قانون الحياة...

500 11:44:00 2013-12-07

حيدر المهناوي الحسيني

رسم قانون الحياة منذ بدء الخليقة، وحدد من قبل مشرع هو أدرى بمصالح العباد، إلا أن الانحراف في تطبيق ذلك التشريع السماوي، اثر سلباً على بني آدم والى يومنا هذا. وبما أن الإنسان سيد المخلوقات، وله دور وأهمية كبرى في تكوين مجتمعات كريمة تتمتع بالحرية والأمان، ليسودها الألفة والمحبة والتسامح أذا ما اتبعت القيادة الصالحة، وبالتالي المضي قدماً نحو جادة الصواب.. لذا تم تحديد آليات من قبل خاتمة الرسالات، هي كفيلة بأن تخلصه من رواسب التخلف والعدوان، والنأي بهي من منزلقات الهوى والنفس الأمارة بالسوء،، لكن تفرق العباد للأسف الشديد عن كلمة الحق والهدى وخذلانها أيضاً، أدى إلى فسح المجال أمام شرار الخلق، المتعطشين لسفك الدماء من أجل المال والسلطة وحب الأنا والشهوات، أن يهيمنوا على رقاب ومقدرات الشعوب، بعدما أزاحوا عنوة أهل العلم والورع والزهد والتقوى عن مراتبهم الحقيقية، التي رتبهم فيها الباري عز وجل!. وما تشهده البشرية من ظلم وتمزق وصراعات وانتهاكات للحرمات، تجاوزت كل الحدود!، ما هو إلا دليل سافر بابتعاد الخلق عن النهج الذي خط لهم من قبل العدالة الإلهية. ولو قلبنا صفحات التاريخ وبحثنا فيها ملياً، عن وجود لأي مشروع يحقق العدل والمساواة بين الناس، على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وحتى دياناتهم على ارض الواقع، فأننا لا نجد إلا ذاك الذي يرتبط بالله فقط، ولا مجال لإدعاء غير ذلك قط، بدليل لوضعنا مثلاً مقولة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)على طاولة التحليل، أعتقد سوف يجد القارئ الكريم، مدى العلاقة الوثيقة بين هذا الطرح ومبادئ الإسلام المحمدي الأصيل، وارتباطهما البعض بالبعض الأخر، ليشكلان بذلك حلقة وصل بين الخالق والمخلوق، وهذا ما يدفعنا باتجاه الحاجة الماسة بل والملحة إلى من يطبق هذا الكلام العميق والبليغ قولاً وفعلاً، وذلك لِما يحمله من دلالات واضحة الأثر، في التعامل بحيادية مع جميع أنواع أفراد البشر، من دون استثناءات تذكر، ناهيكم عن كونه يعطي رسائل طمأنة للآخرين، هذا بالإضافة إلى انه يُعد بحق مقت، ونبذ للتمييز والطائفية بكل أشكالها، كما يعبر عنها اليوم، وبمعنى آخر ما أحوج العالم إلى مثل تلك القيادة المقدسة، لقربها من المولى العلي القدير، وتعنى برعايته، وتسديده، وتمتلك العصمة من الزلل، حتى إنها تستطيع تصحيح مسارات تطبيق قانون السماء، لأنه يتطلب إمكانات لا تتوفر إلا في من أحب الله ورسوله، وأحبه الله ورسوله.. نعم "أنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا"،، فبلا شك سيظهر قريباً سليل الرسالة ومهبط الوحي من آل المصطفى محمد (ص)، فهو خير من يمثله ويحيي شريعته ويقيم حدود الله، انه الغائب المنتظر الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة عليهم السلام، الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف-:(متى الفرج سيدي فقد ضاقت بنا الأيامُ،، يا منقذنا ومخلصنا أيها الضرغامُ.. آما حان وقتاً للعيش بأمانُ،، لكي يعم بين العالــــمين السلامُ)....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك