عباس الديري
في ظهيرة العاشر من محرم الحرام قبل ما يقارب سنه هجرية قد سجل التاريخ الاسلامي نقطة تحول في مسار الانسانية جمعاء فبعد معركة كتب عنها الكثيرون من الكتاب وعبر عنها المعبرون وتحدث عنها الرواة وعلى مر السنين فلم يغطوا الا القيل من تلك الملحمة التاريخية لما تمتلكه من دروس وعبر كانت ولازالت تتغذى عليها الانسانية فهي ملحمة فاقت العقول وعجزت عن وصفها الاقلام فأصبحت عنواناً للإنسانية وصورة لحياة قد اراد لها الكريم جل علاه.وهذه كانت المرحلة الاولى لتلك الملحمة فبعد نهاية الحرب واعتقد الامويين الطلقاء انها قد انتهت وتكللت بنصرهم الموهوم فسارت عقيلة الطالبين زينب بنت علي مع موكب السبايا والأيتام وعلى رأسهم زين العابدين (عليهم السلام) في الاول من شهر صفر الى قصر الطاغية يزيد لتعلن عن مرحلة اعلامية تظهر من خلالها تلك المضلومية التي تعرض لها ال بيت النبي الكريم (ص) ولتظهر حقيقة ما جرى من ظلم وعدوان على الدين فتحول ذالك الوهم من نصر الى فضيحة اهتز على اثرها عرش الامويين انذاك فقد صوروا انهم سبايا من الروم أوالد يلم ولكن بعد الحديث الذي دار بين عقيلة الطالبين والطاغية يزيد عرف الحضور ان السبايا هم ال بيت النبي وبعدها اتم الامام السجاد تلك المهمة فعند ارتقائه المنبر وبدأ خطبته الشهيرة ضج الحضور بالبكاء والعويل وتحول مجلس يزيد الى حالة من الهيجان فسارع الى انزال الامام من على المنبر فهنا عرف يزيد انه لم ينتصر بل هو الخاسر وانتصر الدم على السيف .نعم فقد اصبحت كل صغيرة وكبيرة في واقعة الطف عنواناً يسير عليه المحبون فبعد ذالك المسير الشاق للأهل البيت (عليهم السلام) الى الشام تحول فيما بعد ثورة تنطلق كل عام ومن شتى مدن العالم نحو كربلاء البطولة بمسيرة تعدادها الملاين من الانصار والمحبين ليكون ابطالها نساء ورجال كباراً وصغار ولم يقتصر ذالك فقط بل كان للمقعدين والمرضى حصة في ذالك المسير طلباً لشفاء وقبول الأعمال وان ذلك المسير قد شكل خطراً لطغاة فقد تعرض الزائرين الى شتى انواع القتل والتعذيب ومنذ انطلاقتها ففرضت الضرائب المالية والجسدية على الزائرين فقطعت الايدي ضريبة لزيارة الحسين وانتقلت تلك الحرب من طاغي الى اخر وصولا الى عهد البعثيين فكان لهم اثر واضح على الزائرين فعمل احمد حسن البكر على ضربهم في سبعينيات القرن الماضي من قبل طائرات في ذالك الوقت وأكمل اللقيط صدام فزاد على كل الطغاة في حربه على شيعة ومحبين الحسين فقتلهم بشكل جماعي وشرد الملاين منهم وقد اكدته فيما بعد المقابر الجماعية والإحصائيات للمنضمات الدولية والمحلية وكل هذا الظلم هو الهدف منه النيل من تلك الثورة التي اصبحت اكبر تهديد لكل الطغاة
https://telegram.me/buratha