المقالات

ممالك تنقرض واخرى تفرض نفسها

558 10:04:00 2013-12-09

 

من معلولا الى صنعاء الى شوارع المنامة وحاراتها الى مدن العراق الى سيناء الى طرابلس لبنان: اللاعب والفاعل واحد ، انه ذلك الذي خطفت التحولات الكبرى النوم من عينيه ولم يعد قادرا على مواكبة تسارع الاحداث ومفاجآتها، فقرر ‘الحرد’ حتى على الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي !

لاشيء في الافق يوحي بانه يمكن ان يتعلم من تجارب الماضي او انه بصدد اجراء مراجعات يمكن ان تطور من رؤيته او منهجيته في التعامل مع المستجدات ، لانه لا يملك ديناميكية القدرة على التحول الذاتي كما يقول مطلعون من داخل السور العالي الذي يفصل هذا اللاعب الوحيد المتبقي هناك وحيدا ومعزولا والذي يصر على البقاء في العالم الافتراضي الذي بناه لنفسه في الوقت الذي نزل فيه الجميع ‘ليمشوا في الاسواق ويأكلوا الطعام ‘ كما ينبغي ان تكون الناس والاشياء !

العالم يتغير جيو استراتيجيا والبحار تتلاطم والمصالح تتقارب واللاعبون الذين باتوا كثرا على المسرح الدولي بدأوا يتقنون فن تنظيم الاختلاف بعد ان اتقنوا فن التعاون والائتلاف الا هذا اللاعب المصر على البقاء خارج دائرة المعقول !

فواشنطن تتجه رويدا رويدا للاذعان بان عليها الافساح بالمجال لدخول لاعبين جدد كبار ومتوسطين وصغار الى المسرح الدولي مهما اختلفت معهم لانها ادركت ولو متأخرا بان نجمها يأفل شيئا فشيئا وان لاعبين محترفين اعتلوا المسرح الدولي رغم انفها بفضل اتقانهم فنونا جديدة ليس اقلها فن ديبلوماسية حياكة السجاد!

وموسكو تتجه رويدا رويدا لاخذ موقع متميز لها على المسرح الدولي لانها اتقنت فن التقدم المنظم والمؤتلف مع الآخر وكيفية ملء الفراغات الناتجة عن انكفاءة الامبراطورية المصابة بالشيخوخة المبكرة والتي حاولت قيادة العالم احاديا فما قدمت الا الخراب الشامل والفوضى والهرج والمرج واثبتت انها ربان فاشل !

في هذه الاثناء ظهرت طهران التي اتقنت فن اللعب مع الكبار بانها قادرة رغم كل اشكال الضغوط والحصار ان تمسك بخيوط عديدة في المعادلتين الاقليمية والدولية ما يكرسها شيئا فشيئا لتأخذ مقعدها الثابت والمستقر في نادي الدول والقوى الكبرى دون استئذان من احد !

القاهرة بدورها وبعد ان اثبتت انها تتقن فن تجديد دماء ثورتها وابقاء حيوية مجتمعها تحت كل الظروف هي الاخرى اثبتت بانها قادرة قريبا الخروج من قوقعتها التي ادخلها فيها جماعة الاسلام الامريكي لترى النور قريبا مجددة دورها التاريخي والرائد عربيا وافريقيا واسلاميا !

حتى انقرة ورغم حيرتها وارتباك خطواتها وتخبطها بين ماضي هويتها ومجهول مستقبلها لكنها رغم ذلك تتجه نحو ائتلافات جديدة محاولة استعادة بعض ما تبقى من ماء وجهها بسبب خطيئة المشاركة في سفك الدم السوري ونهب تراث وصناعة بلاد الشام الجريحة من خلال التوجه لحليفي دمشق المنتصرة في الميدان اي اعادة رسم خطوط سياسة صفر مشاكل عبر كل من طهران وبغداد !

وحدها الرياض مصرة على استحضار التاريخ الغابر والبقاء في الدرعية دون تغيير رافضة بذلك رياح التغيير والتحول الاجباري في حياة الامم !

فهي من جهة تريد استحضار ايام تلك الحقبة التاريخية في العام 1804 م ، في محاولة منها للانتقام من اسطنبول و بيروت والقاهرة التي تشاركت في طردها من تخوم الشام !

وهي من جهة اخرى مصممة على استبدال عدو الامة التاريخي والمجمع عليه لدى جمهور الامة اي العدو الصهيوني بعدو وهمي لا وجود له الا في اذهان صناع قرار الدرعية الجديدة مقررين بذلك التوحد والتماهي مع اسرائيل ضد الجارة ايران رغم جسامة مثل هذا الارتكاب الاستراتيجي الخطير !

وهذا الذي نقول لم يعد مجرد ادعاء عليها بعد ان سمعنا جميعا التصريح الشهير للامير الوليد بن طلال بانه اذا ما هاجمت اسرائيل ايران فانه سيقف الى جانب اسرائيل مدعيا بالطبع انه يتكلم باسم اهل السنة والذين لم يفوضوه اصلا في حكم الجزيرة العربية فما بالك في النطق باسمهم من طنجة الى جاكارتا! بل على العكس تماما فالذين التقوا الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في بيروت الاسبوع الفائت وهم كثر وهو القادم من جولة خليجية ومن القاهرة المتجددة التي مر ذكرها ينقلون عنه كلاما كبيرا :

ان من حق ايران ليس فقط ان يكون لها موطئ قدم على المتوسط بل وان تدافع عنه بكل ما اوتيت من قوة وهذا هو شأن مصر التي من حقها ان تكون في قلب تطورات المشرق العربي وجزء لا يتجزأ من الامن القومي لبلاد الشام !

اما اولئك المدعون بعداوة العرب والمسلمين لايران يضيف هيكل ودائما على لسان زواره :

فهؤلاء افاقون ومخادعون ومزيفون لحقائق التاريخ والجغرافيا وهم انما يروجون لهذا الكلام لانهم فقدوا وظيفتهم التاريخية التي كلفوا فيها خلال القرن الماضي وهم في طريقهم الى الانقراض نعم الى الانقراض والخروج من المسرح السياسي !

30/5/131209  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك