علي الغراوي
بعد أن أقلعت طائرة رئيس الوزراء الى واشنطن؛ عادت لتُقلِع من جديد الى طهران، كان التوقيت للرحلتين مريب للشك في الرغبة لتحقيق حلم الولاية الثالثة، ونحنُ نُقبل على خوضِ غِمار الثورة البنفسجية وتحديد المصير؛ حلقت الطائرة بالهواء مُخلفةً أجواء غير مستقرة، وشعباً تعايشت معه الكوارث، وأزمات متفاقمة، وإرضية خصِبة تجعل الخوازيق تتوغل وتنفذ كما تريد!الرحلتان كانتا متأخرتان لكسب الولاية الثالثة، فحالة الإستنفار التي تسود الشارع العراقي من الفشل السياسي ترتفع حصيلتها، وربما لا تنفع سياسة قرع الأبواب في ظل هذه المرحلة الحرجة ما دام التغيير متوقف على ما تفرزهُ صناديق الإقتراع، فهي التي سترسم معالم الطريق للمنافسين في الوصول الى المبتغى، أي ان المواطن هو الذي يقرر من يُستبعد ومن يُقرب الى السلطة؛ لكن على ما يبدو أن المنافسة لم تكن شريفة من بعض الإطراف المشاركة في عملية الأنتخاب، فتجد إعلام دولة القانون أو حزب الدعوة بأعتباره المهيمن على قمة الهرم، يستخدم أساليب التسقيط، والتضليل على شوائب الدولة وتحويلها الى شيء يجلب الطمأنينة والرخاء للمستهلك، والتشهير بالأخر عبر مواقع التواصل الأجتماعي( الفيس بوك) كصفحة( صورني واني مغلس) ووضع كلمات تثير السخرية على صور المنافسين بغية التسقيط السياسي بأعتبار أن هناك شريحة واسعة من الشعب تسكن هذه المواقع؛ الأمر الذي يثير السجالات الكلامية العنيفة، وتشويه المنافس بأقاويل مزيفة يراد بها باطل، وإستغلال ميزانية الدولة للترويج في حملتهم الأنتخابية بزيادة رواتب منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، وتوزيع قطع الأراضي، والإنجاز السريع للمشاريع المعطلة وغيرها من المغريات! وبالمقابل ذهب إعلام بعض الكُتل لإستخدام نفس الأساليب في الرد والمواجهة في حرب التسقيط هذه؛ لكن كفة الميزان تتأرج الى أعلام الكُتلة الحاكمة بأعتباره يستثمر الميزانية الهائلة في بث دعايته الأنتخابية؛ فأقلاع الطائرة الى واشنطن ومن ثم الى إيران، هو جزء من حملة انتخابية ضللت عليها وسائل الإعلام(الدعوجي) وجعلتها من الضروريات للنهوض بالواقع المزري، وتدمير قوة الإرهاب! هناك آية في كتاب الله( عز وجل) أحبُها كثيرا؛ يمكن أن نجعلها حكمةً في هكذا مواقف{ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}يالبؤس من يستغل أموال الناس ويستخدم أساليب مُقرِفة، وعناوين مغلوطة بحق المنافس الآخر، بهدف الحصول على مراده، لكن الخبرة التراكمية التي إكتسبها المواطن في الأنتخابات السابقة؛ جعلتهُ يميز ويضع النقاط على حروف المتنافسين فلا يلدغ المرء من جحره مرتين! فطائرة المالكي؛ مع وقت أقلاعها المريب للشك؛ لا يخفى حديثها ونواياها على مسامع وأذهان الشارع العراقي...!
https://telegram.me/buratha