المقالات

حين يُكرم المرء أو يهان

558 19:11:00 2013-12-09

حيدر حسين الاسدي

أتذكر أستاذي في المدرسة الثانوية، وعبارته الشهيرة التي كان يرددها على مسامعنا دائماً ويكثر من قولها قبيل كل اختبار بذلك الصوت الجهوري "في الامتحان يُكرم المرء أو يهان".ولعل الذي ذكرني بها، اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وقيام بعض الكتل والأحزاب السياسية وشخصيات، تطمح لتحقيق مكاسب انتخابية بمساعي متأخرة ووعود كاذبة تحاول بها اللعب على عواطف المواطنين .أكثر ما لفت انتباهي هي تلك التحركات المكوكية والزيارات المتلاحقة للسيد المالكي، وحلفاءه السياسيين لدول فاعلة بالملف العراقي، كان المعلن منها والأبرز زيارة الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، محاولة منه لكسب الدعم والتأييد لولاية ثالثة، يطمح بالوصول لها عن طريق الوعود والإغراءات وتقديم التنازلات ان اضطر الى ذلك .وفي حالة قل نظيرها على مستوى السياسة الدولي أتفق الجانب الأمريكي والإيراني بوجهات النظر، وخرجوا برأي أن تجديد الولاية للسيد المالكي أمر لا جدوى منه، وضرورة تغيير الوجوه والإستراتيجية بات أمراً ملحاً يتطلبه الوضع العراقي الراهن.فمن سياق زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة والمواقف التي جوبه منها والتسريبات الإعلامية، التي تعمد البيت الأبيض إيصالها للإعلام، ظهر جلياً الرفض الأمريكي لسياسة المالكي، وتحميله مسؤولية القصور في التعاون مع شركاءه السياسيين، وافتعاله الأزمات، واتخاذه ذريعة المؤامرات منهج وأسلوب لقيادة العراق، مما خلق حالة تراجع امني وعودة القاعدة والمجاميع المسلحة لشوارع المدن العراقية، وتضيع فرصة الاستقرار الأمني الذي تحقق قبيل الانسحاب الأمريكي من العراق، يضاف لذلك الوضع الخدمي المتردي.فيما الجانب الإيراني كان يرفض ذلك، لرؤيته ان الولاية الحالية اعتمدت منهج بناء عرشها على سياسة تفتيت التحالف الشيعي، وطعن الحلفاء في التحالف كمحاولة لإسقاطهم، لإبعادهم عن التنافس على السلطة، متناسياً الدور المحوري الذي يلعبه العراق في الساحة الشيعية وأهمية تقوية تحالفه .وهنا السؤال يُطرح على السيد المالكي وهو يستعد للانتخابات البرلمانية، ويسعى من خلالها لتجديد الولاية، ماذا حققت في ولايتك الحالية في مجال الأمن الذي بدأ يتراجع يوماً بعد يوم وتزداد سطوة الجماعات المسلحة؟ وكيف أصبحت الخدمات متدهورة وسيئة وشاهدها ما يعانيه المواطن في كل موسم شتاء؟ وهل مجال الرعاية الصحية هو بالمستوى الذي يتناسب مع الميزانية الانفجارية التي تتفاخرون بها ؟ولا يفوتنا ذكر انجاز العودة الظافرة للبعث، وتربع رجالاته وسطوتهم على ربوع بلادنا ومؤسساتنا وتحول الرفيق المبجل، برعاية وحماية شعارات المصالحة الوطنية والتعايش السلمي، الى مسؤولاً وقائداً متحكماً بالأمور وبأنفاسهم العدوانية. دولة الرئيس "اذا رأيت الحاكم على باب العالم فنعم العالم ونعم الحاكم" مقولة لم تجد طريقها للتطبيق بعد ان أغلقت المرجعية الدينية أبوابها أمامكم، ليس لعداء او مصلحة شخصية معكم، انما لفشل وإخفاق في إدارتكم لأمور العباد والبلاد، لذا فمن الأجدر قبل ان تتحركوا خارج البلاد، أن تلبوا طلبات مراجعكم التي تصب في تقديم واجباتكم لأبناء شعبكم. أن ابلغ درس نتعلمه في عالم السياسة، أن نكون مثابرين جادين في أداء الواجبات، لا متقاعسين متكاسلين ننتظر العون من الآخرين، لنجني أعلى الدرجات ونُكرم في الخاتمات، ليكون النجاح حليفنا وتتحقق خدمة الوطن والمواطن شعار وتطبيق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك