عباس المرياني
رغم حالة الإحباط واليأس التي تغلف واقع الحياة اليومية للمواطن العراقي وانكفاءه عن كل ما له علاقة بالعملية الديمقراطية التي تمثل منهجا وحيدا للعملية السياسية بسبب سوء أداء الحكومة المركزية وبعض الحكومات المحلية للسنوات الأربع الماضية وفي جميع المجالات تقريبا إلا إن هذا الإحباط وهذا اليأس تحول بسبب دعوات المرجعية الدينية وعدد من القيادات الدينية والسياسية الوطنية إلى حالة من الفعل والرغبة بصناعة تاريخ جديد من قبل أبناء الشعب العراقي.هذا الفعل المتميز من قبل أبناء الشعب العراقي الذي يوصل إلى التغيير والى رفض الواقع المزري في مجال تردي الواقع الخدمي والأمني والاجتماعي والصناعي والرياضي تمثل باستجابة أكثر من ثلاثة ملايين مواطن لدعوات المرجعية الدينية ودعوات القيادات الوطنية السياسية والتجاوب مع جهد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في تحديث سجلاتهم وفي تصحيح بياناتهم،وهذا الفعل لم يحدث في جميع الممارسات السابقة بل إن هذا الفعل إنما جاء ليترك رسالة واضحة تستحق القراءة والتأمل.إن العنوان الرئيس الذي يمكن مطالعته من زيادة الإقبال من قبل المواطنين على تحديث سجلاتهم الانتخابية إنما يعني اهتمام المواطن بالممارسة الديمقراطية واعتبارها الطريق الوحيد للتصحيح أولا وثانيا إن هذا الإقبال الكبير إنما يخفي بين سجلاته الرغبة الحقيقية لدى هؤلاء في التغيير ولا شيء أخر غير التغيير.ومن الواضح إن زيادة إقبال الناخبين على تصحيح بياناتهم يمثل هاجس قلق لدى النخبة الحاكمة لان هذه الزيادة تمثل رفضا للسياسة وللبرنامج الذي تنفذه هذه الحكومة بل إن هذا الإقبال يمثل جرس إنذار ومقدمة لما هو في غير مصلحة النخبة الحاكمة التي تتمنى لو إن أبواب المفوضية أغلقت أبوابها ولم يراجعها أي مواطن لان مثل هذا الفعل يجعلها تعتقد إن الجمهور يتماشى مع سياستها وان انكفائهم عن التحديث يدلل على أنهم لا يسعون إلى التغيير.إن قيام أكثر من ثلاثة ملايين مواطن بتحديث وتصحيح سجلاتهم يعني إن هناك رغبة كبيرة في المشاركة ورغبة اكبر في التغيير لان حركة التصحيح مرادفة للتغيير وإلا فان التحديث والتصحيح لا معنى لها بل هي عملية نمطية ليس لها اثر على الواقع وعلى مستقبل العراق السياسي والاقتصادي والأمني والخدمي.ان عملية التغيير ستكون بأصوات الملايين الثلاثة المتحفزين للمشاركة وتصحيح مسارات تجربتهم الديمقراطية التي تكاد تسير بهم الى منزلقات خطيرة ربما لا يمكن تعديلها إذا أخذت وقتا أكثر مما أخذته ولهذا فان الشعور بالارتياح بدا يعود بشعاعه على عراق ديمقراطي من خلال مقدمات الأمل التي إشاعتها أخبار المفوضية وأخبار الراغبين في التغيير
https://telegram.me/buratha