المقالات

احذروا ادعياء الدين /

638 14:43:00 2013-12-10

حافظ آل بشارة

الانتخابات النيابية تقترب ، ويسبقها تعريف المرشحين ، فيسعى كل منهم لاقناع الناخبين بانتخابه ‏، وعملية الاقناع معقدة وتحتاج الى خبرة وخطة دعائية ، الانتخابات هي طريق الرئاسة ، ‏وموقع النائب في البرلمان هو موقع رئاسي ، تمثيل شعب وتشريع ورقابة وقرار ، وفرصة ‏لكسب الجاه والمال وحطام الدنيا ، وهنا يحدث الفرز والتمييز فالمرشحون الذين يقولون بأنهم ‏اسلاميون حسب تعبيرهم يجب ان يختلفوا عن غيرهم ، فالاسلام يعد الرئاسة تكليفا وليس تشريفا ‏، والمؤمن يهرب منها خوفا من التقصير ، وقوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا ‏يريدون علوا في الارض و لا فسادا والعاقبة للمتقين) وقول الامام الصادق (ع): (اياكم و هؤلاء ‏الرؤساء الذين يتراسون، فو الله ما خفقت النعال خلف رجل الا هلك و اهلك) وقوله: (ملعون من ‏تراس، ملعون من هم بها، ملعون من حدث بها نفسه). وفي الاحكام الشرعية تعد رئاسة الناس ‏وخدمتهم واجبا كفائيا ، اي انه واجب شرعي اذا قام به شخص او عصبة سقط التكليف عن ‏الآخرين ، وما بين الحكم الفقهي والحكم الاخلاقي هناك مسافة كبيرة ، فالفقه يصف ويبين ‏الحدود ، والاخلاق تناقش المضمون والنتائج ، الرئاسة عند الأخلاقيين اصعب من القتال لانها ‏تتطلب ان يعيش الرئيس بمستوى افقر الرعية مالا وسكنا ومأكلا وملبسا ، وان يكون عادلا ‏وشجاعا وحازما لا تأخذه في الحق لومة لائم في مواجهة الخصوم وهم عادة ما بين رجال المال ‏ورجال العسكر ووعاظ السلاطين ، كانت خلافة أمير المؤمنين علي عليه السلام نموذجا صممته ‏السماء لأهل الأرض ، فهو لم يطلب الخلافة وهي تكليفه المنصوص الا بعد ان بايعه الناس ‏واحتجوا عليه ، وعندما اصبح خليفة عاش حياة افقر الرعية ، ثم بدأ بتطبيق العدالة ليواجه اعداء ‏قساة منهم من يطلب السلطة كأمتياز قبلي بدوي ، ومنهم من يعبد المال والثروة ، ومنهم منحرفو ‏العقيدة والتكفيريون ومستخدمو الدين لبلوغ الدنيا ، وواجه تطلعات الآخرين الرخيصة من الداخل ‏والخارج ، انه الحاكم الفقير المقاتل الصلب الذي تفرقت من حوله النخبة السياسية النفعية التي ‏تفتقر لشرف الانتماء وبقيت معه القلة من عظماء الرجال وكنوز التأريخ حتى قال : (ما ابقى لي ‏الحق صاحبا) ، من يدعي السير في طريق علي (ع) لا يطلب الرئاسة الا بعد ان تتحول الى ‏تكليف عيني و بعد ان يجد في نفسه القدرة فيعرض نفسه على الناس ليعرفوه ، فاذا اختاروه ‏فعليه ان يسير فيهم بسيرة علي (ع) وليستعد للبلاء ، وان لم ينتخبوه اي يبايعوه فقد ادى تكليفه ‏وفرغت ذمته من اي التزام شرعي ، وله ثواب الحاكم العادل لأنه نوى ذلك ونية المؤمن ابلغ من ‏عمله ، ليس اسلاميا من يقوم بالاعمال الآتية : 1- يرشح نفسه وهو يعلم ان هناك من هو أكفأ ‏منه. 2- يعرف الناس بنفسه بطريقة فيها الكذب والتدليس والتضليل والمبالغة والتزوير ليقنعهم ‏بانتخابه ، ومن يستخدم وسائل غير نزيهة فلا يمكن ان تكون غايته نزيهة . 3- اذا بلغ موقع ‏الرئاسة لم يتمثل بأفقر الرعية بل يتمثل باغناهم واكثرهم ترفا وسرقة للمال العام واشدهم انغماسا ‏في الحرام وتكبرا وغطرسة ، يجب التعرف على الاسلامي المخلص الصادق لكي يأتمنه الناس ‏على ارواحهم واعراضهم واموالهم ، وليحذروا ادعياء الدين ممن ظهر فسادهم في البر والبحر ، ‏لأنهم اشد خطرا على العباد والبلاد من حاكم مجاهر بالكفر ، انتخبوا لبراليا او يساريا او قوميا ‏واضحا غير منافق خير لكم ممن يدعي الاسلاموية وهو منها براء عقيدة وسلوكا . ‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك