حمودي جمال الدين
من خلال معايشتنا للواقع السياسي العراقي وعبر السنين التي أعقبت سقوط النظام ألبعثي ألصدامي وما صاحبها من مشاكل وأزمات سياسيه وأمنيه وتفشي واستفحال ظاهرة الفساد الإداري والمالي في مفاصل ألدوله وعروقها والتبديد المفرط في الثروة الوطنية والنكوص في الأعمار وتقديم الخدمات للمواطن فضلا عن الإرهاب الذي يتنقل بكل حرية زمانيه ومكانيه حسب مشيئته واختياره للمواقع بلا انتقائية أو استثناء فيحصد الآلاف من الناس المسالمين الأبرياء ويعبث بمقدراتهم وممتلكاتهم دون إن يجد أي رادع وقوه تحول بينه وبين مراميه الشريرة القاتلة .و في مقابل ذلك لانلمس إلا الارتجالية والتخبط في حل المشاكل والأزمات من قبل القيادات السياسية وأحزابها التي انشغلت طيلة تسنمها مقاليد الحكم في ألدوله العراقية في المهاترات والاصطراعات السياسية والفئوية على المناصب والامتيازات وإشباع المنافع والمصالح الشخصية لشخوصها ورموزها وأحزابها ناسية دورها الوطني الموكل إليها بقيادة هذا البلد إلى بر الأمان والتنمية والاستقرار وتقديم أفضل الخدمات وتوفير العيش الرغيد والحياة الهانئة للمواطنين وخلق روح المواطنة والشعور بالمسؤولية في نفوسهم من خلال إحساسهم بالعدالة وسيادة القانون في توزيع الوظائف والمناصب على أساس تكافئ الفرص ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب دون المحسوبية والمنسوبيه والتميز بين أبناء الشعب العراقي على أساس الحزبية والفئوية والعشائرية أو الطائفية والعرقية كما هو حاصل اليوم .ونتيجة لهذه التصرفات والممارسات الخاطئة في إدارة ألدوله والسلطة تولدت فجوه واسعة من انعدام الثقة والاطمئنان لدى المواطن العراقي من قياداته السياسية ومن أحزاب سلطتها كما أدت إلى الهشاشة والضعف في ألدوله العراقية وسلطتها وبجميع مؤسساتها وأصنافها. وفي محاولة متواضعة لرصد وتتبع هذه التقلبات والمتغيرات السياسية وتداعياتها على المجتمع العراقي الذي أصيب بالخيبة والإحباط من سياسيه بعد إن عقد الآمال الجسام على التغير, عمدت إلى تدوين بعضا من هذه الإحداث على شكل مدونات ومعالجات نقدية وتحليليه متوخيا من ورائها خير العراق واستقراره وعلى مختلف الاصعده.ولكي لاتذهب هذه المدونات إدراج الرياح فضلت جمعها بكتاب يؤرخ لحقبه زمنيه مضطربة من عمر العراق السياسي منحصرة بين 2003 إلى 2013 وتسهيلا لتتبع القارئ واستمتاعه قسمتها على شكل أبواب لاتلتزم بالتسلسل ألزمني للإحداث التي كتبت بها بقدر التزامها بالتقارب والانسجام بين مواضيع كل باب.وقد شملت الأبواب الحالة السياسية عموما في العراق كما شملت التحدث بشكل مقتضب عن المؤسسة العسكرية العراقية وماهية الإخفاقات والنجاحات التي لحقت بها ابتداء منذ تأسيسها في العشرينات من القرن المنصرم مرورا بحلها على يد الحاكم المدني لسلطة الاحتلال بول بريمر ومن ثم تشكيلها بالشكل الذي عليه اليوم .وفي الأبواب الأخرى تناولت الإشكالات التي حدثت في العلاقات الخارجية للدولة العراقية الحالية ومدى التصدعات في هذه العلاقات والمحيط الإقليمي. كما تحدثت عن وقائع ورؤى متفرقة شملت الأزمات والإخفاقات السياسية والكثير من الإشكاليات المفعمة بالفساد الإداري والمالي والسرقات التي شوهت وجه المرحلة الحالية بعتمتها وعفونتها التي خلقتها أحزاب المرحلة الحالية وقياداتها وحكومتها .لم أتوخى من وراء كتابي هذا إلا خير العراق وعزته وتقدمه وكرامة أبنائه والحفاظ والحرص على ثروتهم وقوتهم .أملي ان أوفق على إيصال ما كان يجول بذهني ويؤرقني عن الحالة السيئة التي يمر بها عراق اليوم والتي أتمنى من خلال هذا الإسهام المتواضع استجلاء ووضوح الكثير من الهنات والمثالب التي سببت التردي والتخلف الحاصل في بلدنا ولعلها تحفز الكثير من الكتاب والمؤرخين للإدلاء بدلوهم خدمة لعراقنا الحبيب ولشعبه المتعب الجريح وإنارة لأجيالنا القادمة في تلمس طريقها الصحيح نحو البناء والتقدم والأعمار.
https://telegram.me/buratha