المقالات

شعب أيوب

512 21:29:00 2013-12-10

علي محسن الجواري إعلامي وناشط مدني

قال تعالى} وَأَيُّوب إِذْ نَادَى رَبّه أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرّ وَأَنْتَ أَرْحَم الرَّاحِمِينَ {القران الكريم ، سورة الأنبياء 83 يعرف اغلبنا قصة نبي الله أيوب عليه السلام سواء بالمختصر أو التفاصيل، والتي تعتبر نموذجاً تجريبيا حيا على الصبر، صبر الإنسان على البلاء طاعة ومحبة لله تعالى، فقد النبي أيوب عليه السلام كل شيء، المال والبنون وهما زينة الحياة الدنيا، وامتد البلاء ليشمل حتى جسده الشريف الذي حمل شتى الأمراض وتحمل مختلف الآلام، ولما وصل الأمر إلى حد ينتهي معه الصبر دعا ربه مناديا، أن يكشف الضر عنه، فاستجاب الله تعالى له وكشف ما به من ضر وأعاد له أهله وأمواله ومثلهم معه.وقد ابتلى الله تعالى شعبنا العراقي بجملة من الابتلاءات، سياسيون فاسدون، قادة نفعيون، جيران سيئون، حكومات رعناء..الخ .فأوضاعنا تزيد سوء يوما بعد يوم، وخاصة في أيامنا هذه، عادت الاغتيالات العشوائية والتي تستهدف مسؤولين أمنيين وشيوخ عشائر وأساتذة مواطنين ، ويبدو أن الإرهاب متمثلا ً بفصائله المتعددة من قاعدة وتكفيريين مع أذناب البعث، قد وجدوا موطئ قدم على الأرض مرة ثانية، وعلى ما يبدو أن الابتلاء الذي ابتلينا به، لا يقع في اغلبه كامتحان لصبرنا من الله تعالى فقط، بل يرتبط ذلك أيضاً بعدة أسباب من بينها سوء الاختيار، نعم فنحن العراقيين معروفين بميولنا العاطفية، وقد يؤثر علينا الكثير من السياسيين، بجوانب عاطفية مستغلين تلك الميول، ولا أجد الكثير من أبناء وطني يسألون المرشحين أو الكتل السياسية عن برنامجهم الانتخابي، بل كثيرا ما يتلاعب سياسيونا بعقول وقلوب الناخبين، أو أنهم يستغلون حاجة الكثير من الناس، وقصر ذات أيديهم، كما حصل قبل أيام، فدولة رئيس الوزراء طوال فترتين من حكمه، لم يوزع أراضي على الفقراء، بتلك الطريقة، مما يدعونا لنتساءل ، لماذا يحدث هذا ألان؟وعلى ما أظن، سنعود إلى ما يحصل في كل انتخابات، حيث يبدءا الاستغلال العاطفي، وتوزيع المال السياسي،، الذي هو بالأساس مال الشعب المسكين الصابر، وكل خشيتي من استمرار الأمر كما هو ألان، أو ازدياده سوءاً ، وان نعود كما تعودنا دائماً في كل انتخابات (بخفي حنين)، حيث لا تغيير هنا أوهناك، وسيستغل الكثير من الأطراف الصراعات الوهمية بين أبناء الشعب والتقسيم القومي أو الديني، والذي بدوره يشكل بطريقة تفكير البعض، بلاء أخر يضاف إلى بلاءتنا وما أكثرها.على أني كمواطن عراقي، عاش في هذا البلد المبتلى، أجد أحياناً إننا نجحنا في جوانب عديدة في الاختبار، ولم يبقى لنا إلا أن نحكم عقولنا، ونؤشر الغث من السمين، وان لا نذهب إلى صناديق الاقتراع، إلا ونحن متأكدون ومقتنعون بالحل، كمغزى لذهابنا، وكهدف لمطالبنا، التغيير الدائم نحو الأفضل، ولنا في تجارب الشعوب الأخرى من أصحاب الديمقراطيات السابقة، والذين ينعمون بالكثير مما لا ننعم به مع أنهم اقل مواردً منا، وأفقر مادياً، لكنهم يفكرون بطريقة صحيحة التغيير نحو الأفضل ، فهم لا يقتنعون بما لديهم دائما ويتلمسون الأفضل، بل يغيرون لان لديهم حب التغيير والرغبة في التطور.أن الحل الوحيد لازمات هذا البلد المبتلى، والثمرة الوحيدة التي من الممكن أن يجنيها شعبه الصابر، هو عبر صناديق الاقتراع، هو بالثورة البنفسجية، ولكن الأمر يبدو كمعادلة رياضية، علينا أولاً فهم الموضوع، وإجادة القوانين، ثم التقدم بثبات، والتأكد من اختياراتنا، ومن ثم طلب الهداية والتوفيق والرحمة من الله تعالى، فاستمرار الأوضاع كما هي وعودة نفس الوجوه لتتقدم الركب، أمر لا تحمد عقباه، فقد مللنا الوجوه ذاتها التي لا تتغير شكلاً و لا مضموناً..سلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك