المقالات

اثراء فاحش

676 21:55:00 2013-12-10

عادل العتابي

لم تمر فترة على العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في بداية العشرينات من القرن الماضي، الى يومنا هذا، ان شهدت مثل هذا الاثراء الفاحش لعدد من الوزراء، والنواب، وموظفي الدرجات الخاصة، فقد غادر بعض افراد العائلة المالكة في العراق الى مثواهم الاخير، من دون ان تكون لهم ثروات طائلة أورثوها الى احفادهم، وكان الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم مثالا ومقياسا كبيرا للنزاهة، والتواضع، والبساطة، في الحكم اذ لم يمتلك حتى دارا للسكن، فبقى خالدا في ضمير الشعب.وشهدت سنوات الحكم الدكتاتوري السابق نمو فئة او عائلة واحدة على حساب كل ثروات الشعب، فكان عامة الناس تتحسر على قطعة من الفاكهة، او علبة من المشروبات الغازية، فيما تنعم تلك العائلة وافرادها بكل شيء من لحم الغزال بطعم الهيل، الى ارقى ماركات الملابس والسيارات، ومع ضوء سقوط ذلك النظام واقامة نظام ديمقراطي في العراق الجديد، كانت الغالبية من الناس تعتقد بأن الامر سيكون لها من خلال الاهتمام بالبناء، وزيادة الرواتب، وفتح ابواب التعيين امام ابناء العراق ومنهم على وجه التحديد الخريجين من الكليات والمعاهد.الا ان الذي تمت ترجمته على ارض الواقع هو اقتتال البعض من المتنفذين لاجل الاستحواذ على كل شيء، فظهرت طبقة جديدة هي طبقة لاتشبع ابدا وكأنها اصيبت بمرض النهم، استحوذت على كل شيء من خلال اختفائها خلف صورة الدين، او انها انتمت واسست المليشيات لاخافة الاخرين قبل التفكير بحمايتها، ومن المحزن ان تكون كل القوميات والاديان والمذاهب لها ما يمثلها في عملية النهب المبرمج الذي تتعرض له اموال وثروات العراق، فيما تنحسر بشكل واضح وجلي، الاصوات الشريفة التي تنادي بالتوزيع العادل للثروات والتفكير جديا بالشعب العراقي، من خلال الاهتمام بالبنى التحتية، وتنفيذ المشاريع العملاقة على مختلف الاصعدة.على الرغم من مرور السنوات منذ سقوط النظام السابق، بقى الحال على ما هو عليه، الفقراء يزدادون فقرا، والاغنياء يزدادون غنى، وهؤلاء الاغنياء يعرفهم الشعب العراقي حق المعرفة، فهم ليسوا سليلي اسر غنية، حصلوا من ابائهم او اجدادهم او حتى اسلافهم قبل مئات السنين على ميراث او ثروة كبيرة، فهم قبل يوم من سقوط النظام السابق كانوا لايملكون شيئا، او فلسا وهم اليوم من اصحاب المليارات وليس الملايين، يتحكمون بمصائر الاغلبية، ويضعون انفسهم على رأس قائمة المجاهدون من اجل الشعب.ان القانون، والمسائلة، والنزاهة، وان كانوا قد اصدروا عددا من القرارات الخاصة بايقاف السراق، والنهابون، الا ان تلك القرارات مازالت بحاجة الى الكثير من الجدية والصلابة، ليس للقضاء كليا على تلك الفئة الباغية، بل لاسترجاع حقوق الشعب من تلك الافواه النتنة، التي سرقت كل شيء في العراق الجديد، كما انها تلاعبت بمصير الشعب بعد ان وفرت الانواع الرديئة والمنتهية المفعول من الاغذية والادوية مقابل حصولها على عمولات عالية جدا، ان التاريخ سيختار واحدة من اكبر مزابله لتكون مكانا لكل من سرق ويسرق من اموال ابناء العراق والذين يصبرون اليوم على البعض، الا ان لذلك الصبر حدود.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك