المقالات

بين نجاد وروحاني ... إيران نووية

585 22:33:00 2013-12-10

عبد الكاظم حسن الجابري

تعبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية, "من أهم دول المنطقة, ولها دور كبير في رسم المتغيرات والسياسات في المنطقة, ويؤهل إيران لهذا الدور, عمقها التاريخي وعدد نفوسها, وإمكانيتها الاقتصادية كونها من أغنى الدول النفطية في العالم والمنطقة", إضافة إلى ترسانتها العسكرية.نظام الجمهورية الإسلامية, يخضع لثوابت وضوابط, من خلال حكم المرشد الأعلى, المطلع على كل تفاصيل الأمور, والمتدخل تدخلا مباشراٍ, في سياسة إيران الخارجية, هذه الثوابت, أعطت إيران القوة والرصانة في أداءها, وتوحد الأهداف.يشرف على ثبات السياسة الإيرانية, هيئات تضمن الشفافية في طرح الحلول وتوجيه وتقويم السياسة الداخلية والخارجية كمجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام, وهذا الأخير ـ مجمع تشخيص مصلحة النظام ـ يرتبط ارتباطا مباشرا بالمرشد الأعلى للجمهورية وهو الذي يعين أعضاءه الدائمين والمؤقتين ماعدا رؤساء السلطات الثلاث فهم يعينون آليا.هذا الثبات أعطى الجمهورية الإيرانية وحدة موقف تجاه الأمن القومي الإيراني وتجاه كل القضايا الخارجية.يتدخل الرئيس الإيراني تدخل مباشر في تنفيذ القانون والنظم الداخلية, وجزئيات من القضايا الخارجية, فمثلا لا يمكن لأي رئيس أن يقيم تقارب وعلاقة مع إسرائيل والتي تعتبر العدو الأول لإيران ـ فهذه العلاقة خط احمر لا يمكن تجاوزها من قبل أي رئيس, لذا نرى إن المواقف ثابتة مع اختلاف الرؤساء, ويعبر عن ذلك المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإيرانية منذر الكاشف، الذي أكد في حديث مع موقع راديو سوا "أن وظيفة الرئاسة الإيرانية مرتبطة بالسياسية الداخلية عموما، فيما تبقى الملفات الخارجية بيد المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي "المسؤول الأول والأخير" عن السياسة الخارجية لطهران واصفا وظيفة الرئاسة بالحكومة التي تنفذ أوامر المرشد"..أما العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية, فهي بين شد وجذب, إذ إن" في تاريخ العلاقات الإيرانية الأمريكية تغيرت الصورة في 1997 عندما فاز محمد خاتمي بأغلبية 70% ، فبدأت بعض الأصوات تعلو داخل المجتمع الأميركي وتطالب بإعادة النظر في مجمل السياسة الأميركية تجاه إيران، خصوصًا بعد دعوة الرئيس خاتمي عبر شبكة "سي أن أن" للحوار الحضاري بين الشعبيين"." لكن هذا التقارب سرعان ما تلاشى، في ضوء كثرة الخلافات الأميركية الإيرانية سواء ما هو متعلق باستمرار الحظر الاقتصادي ا الأميركي الشامل أو الخلافات الإقليمية نتيجة تواجد القوات الأميركية في الخليج وتواجدها الحالي في أفغانستان وبعض دول آسيا الوسطى، إضافة إلى عداء إيران لإسرائيل ودعمها حزب الله اللبناني ضد إسرائيل ".وبقي الملف النووي أيضا مثار جدل وخلاف, بين إيران من جهة وأمريكا وحلفاءها من جهة أخرى, وأصبح هذا الملف يؤرق المنطقة والعالم, وخصوصا بعد التضخيم الإعلامي الأمريكي لهذا الملف وتخويف المنطقة والعالم منه.كان الملف النووي الإيراني الشئ الأهم الذي أصر كل رؤساء الجمهورية على الاستمرار فيه, وكان السيد نجاد متشددا في هذا الأمر.نجاد كان صلبا وقويا, ثابت المواقف, وهذا الحال أعطى زخما وهيبة لإيران, فصارت أمريكا وحلفاءها, في رعب وخوف وخصوصا إن القواعد الأمريكية في الخليج قريبة من إيران.لم يتراجع نجاد, ولم يعطي قيد أنمله من التردد او التراخي, لذا اضطر الغرب لاستخدام أساليب التشديد الاقتصادي والمقاطعة, لكن بقي الموقف على حاله.مهدت ستراتيجية نجاد في إدارة الملف النووي, الطريق لخلفه روحاني, فروحاني كان ناعم الأسلوب ثابت الموقف, ومع استغلال الخوف والرعب الذي زرعه نجاد في قلوب الغربيين, تمكن روحاني بحنكته من اخذ الإقرار العالمي بحق إيران امتلاك التكنولوجيا النووية, بعد أن وقع الاتفاق مع مجموعة (5+1).أبرزت إيران نموذجا راقيا لتعامل الحكومات في الحفاظ على حقوقها, وإعلاء ورفعة شعوبها, فلا ثغرات ولا تراخي ولا مهادنة بل إصرار وثبات وحنكة, فصارت حقا مثالا يحتذى به..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين الساعدي
2013-12-12
احسنت اخينا الجابري وخصوصا جملة(مهدت ستراتيجية نجاد .....ألى مع مجموعة 5 1) حيث قرأت قبل ايام مقال لاحد الاخوة بعنوان العمامة غلبت الافندي حيث حمل نجاد مسؤولية التدهور الاقتصادي والسياسي واعتبر ان روحاني هو سبب هذا النصر الذي حققته الجمهورية الاسلامية وقد اجبت بما طرحته في هذا المقال الجميل
البلداوي
2013-12-11
نعم هي كذلك اصبحت نموذج للمنطقة وعلى اعراب الخليج ان يتعلموا منهم الا يبقوا يتباكون على هزيمتهم النكراء امام الجمهورية الاسلامية النووية الايرانية
زيد مغير
2013-12-11
ملاحظات الإيرانيون لهم روح وطنية لا توصف الإيرانيون رغم كره العربان لهم ودفع المليارات للغرب لضربها لكنهم يقولون نحب العرب الإيرانيون لم يتزعزعوا من تهديدات أعداءهم من مبدأ ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) تطوروا تطورا لا يضاها بوركت ايران الاسلامية التي تحالف الشرق والغرب في قادسية بطيحان وصمدوا وجعلوا المجرم صدام يرضخ ويعيد توقيع اتفاقية الجزائر التي ألغاها بنفسه ،
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك