المقالات

الخروج من المدخنة !

556 07:06:00 2013-12-12

 

  لا ريب أن عالماً جديداً بدأت ملامحه تتضح، فقد مضى على عالمنا الراهن أكثر من سبعين عاماً، حيث تشكل في أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، ومنذ قرابة الثلاثين عاماً، بدأ الوهن والتعب يدبان في أوصال هذا العالم، المتشكل على أساس معطيات تلك الحرب الكونية..

  ولسنوات قليلة خلنا أن العالم بات يدور في فلك قطب واحد، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، لكن تفكك الإتحاد السوفيتي في العشرة الأخيرة من القرن الماضي، لم يكن إلا محطة مؤقتة، في تعطيل نظام الثنائية القطبية العالمي شبه الدائم؛ إذ ما لبث الدب الروسي أن أفاق من صدمته، ليعيد ترتيب مناطق نفوذه، الى وضع يقارب وضعه السابق..

  الروس وهم يستعيدون مناطق نفوذهم، سلبوا الرأسمالية الأمريكية سلاحها الذي كانت تشهره في عدائها للاتحاد السوفيتي السابق، فروسيا اليوم، وهي الوريث الشرعي للإتحاد السوفيتي، ليست شيوعية، بل هي تتبع نظام السوق الذي يتبعه الغرب، والعداء على أساس أيدولوجي، بين الغرب الرأسمالي وروسيا الشيوعية لم يعد له وجود، والصراع اليوم على أسس اقتصادية ومجتمعية.

  الفكرة التي تصوّر الدب كحيوان غبي صورة ليست صحيحة، وأثبت الروس أن دببتهم أذكى كثيراً على الأقل، من الحمار الديمقراطي الأمريكي، أو الفيل الجمهوري الأمريكي، وهما شعارا الحزبين الرئيسين في الولايات المتحدة الأمريكية..

  فمع أن لروسيا أسبابها الاجتماعية التي تربطها بسوريا، على إعتبار ان سوريا؛ مهد الأرثوذكسية المسيحية التي تدين بها روسيا؛ لكن هذا سبب واحد، من بين مئات الأسباب، التي تدفع روسيا للوقوف مع سوريا الى نهاية المآل.

  فقد تيقن الروس أنهم بدعمهم للنظام القائم في سوريا، سيمضون قدماً في عملية تكسير جدران القطب الواحد، وأنهم إذا ثبتوا على موقفهم، سيلتف حولهم كثير من الذين يريدون الخروج من هذا النظام المتعسّف، وكان يوم 12 شباط 2012، بداية عملية التحول إلى نظام متعدد الأقطاب، حيث شهد هذا اليوم، تصويتاً روسياً صينياً مشتركاً، بالفيتو في مجلس الأمن، ضد مشروع قرار يجيز استخدام القوة العسكرية في سورية.

  في البداية لم يفهم الغرب والأمريكان رسالة الفيتو، وأعتقدوا أن بإمكانهم القفز على معطيات هذه الرسالة بيسر، سيما من خلال بوابات التهديد بإستعمال القوة العسكرية المنفردة، لكن تلك التهديدات تحولت الى نكتة، ولاحقاً تمنى مطلقوها، أن لم يكونوا قد أطلقوها، فقد وضعوا أنفسهم في حرج شديد أمام الإعلام والرأي العام. لكنهم بلعوا الموس، وبحثوا عن طريق آخر ليفكك ما أوقعوا أنفسهم فيه.

  في خلال عملية بحثهم عن طريق يخرجون منه من المدخنة بلا سخام، مروا على الملف النووي الإيراني، وتعيّن عليهم أن يلعقوا بصاقهم، وقبلوا بإيران نووية بشروطها !.وفي ما تبقى من مسافة داخل المدخنة، سيتخلون عن أصحاب الدشاديش البيض، التي أضحت سوداء مثل وجوههم، لأنهم سوّدوا صفحات التأريخ بجرائمهم، سواء في سوريا أو في العراق وأينما وصل نفوذهم..

  كلام قبل السلام: سيحاول هؤلاء أن يلحقوا أنفسهم، ويجدون لها طريقاً ما، لكن النار بدأت تستعر تحت أرجلهم، وما أوقدوه سيحرقهم، وقد أكتشفوا ذلك، لكنهم كانوا متأخرين جداً!..

  سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-12-13
كل دوله فيها عظماء عندما تتهاوى دولتهم يخرجون كمنقذين ويسيرون الامور الى ان تتعافى من جراحها لتبدأ بأخذ المبادره من جديد كما هو في روسيا وسياستهاالجديده جعلت اوربا تتدحرج من مكانها وامريكا صار سقوطها من المحتومات فلابد من ظهور قطب جديد موازن للهزات العالميه ليس كما تريده اسرائيل لابتلاع المنطقه بتفريخ اتباع جهاد النكاح اما مشكلتنا نحن حكومتنا حمار يحمل اسفارا، فنرجو ان تكون فيل في المره القادمه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك