المقالات

الدعاية وجاذبية القوة والمظلومية /

494 09:28:00 2013-12-12

حافظ آل بشارة

الدعاية الانتخابية هي عملية تعريف للمرشحين ، وكلمة (دعاية) اصلا تعني اقناع المقابل بشراء ‏بضاعة او خدمة ما او انتخاب شخص او التعاطف معه ، ربما تقدم الدعاية مرشحا معينا كرمز ‏للقوة مستوحى من موقف أمير المؤمنين (ع) في قوله : (الضعيف عندي قوي حتى آخذ الحق له) ‏لكي يلتف حوله الناخبون الباحثون عن الحماية والعدل واسترداد الحقوق ، او تقدمه كرمز ‏للمظلومية مستوحى من موقف الامام الحسين (ع) : (هل من ناصر ينصرنا ، واقلة ناصراه) ‏ليلتف حوله المحبون والمتعاطفون والمشفقون والغاضبون ليتحولوا هم الى رموز للقوة والنصرة ‏، في كلا الطريقتين تلبي الدعاية رغبة المتلقي في اثبات الذات ، وفي كلا الاسلوبين الصدق ‏مطلوب . الدعاية فرصة للتثقيف بتزويد المتلقي بمعلومات لم يعرفها او الفات نظره الى الواقع ‏وما فيه من مشاكل كبيرة واسبابها وخلفياتها وكيفية اصلاحها فكثير من الناس يعاني من الأزمة ‏ولكن لا يعرف حقيقتها بالارقام وما هو مصدرها وما هو ‏المستقبل وما هي الحلول ومن يصنعها ‏، حتى يكون المتلقي جزء من عملية الاصلاح المنشودة وليس متفرجا عليها ، ولا تقدم الدعاية ‏الناجحة حلولا انشائية بل تقدم برنامجا مستقبليا كاملا لادارة البلاد يتضمن تبويبا ‏للمشاكل القائمة ‏وطرق حلها ‏، ولا بد للدعاية من اثارة نقاش بين الجمهور ، وتحقيق نوع من التواصل بين ‏اصحاب الرأي ، وابتكار رؤى ‏وتحليلات جديدة ، فتصبح مادة الدعاية اضافة نوعية للرأي العام ‏‏. والمعروف ان البلاغ الدعائي اما ان يكون بلاغا تعبويا يعتمد الاثارة بكل انواعها او يكون ‏بلاغا معرفيا حافلا بالمعلومات ، ولا يمكن لكل من البلاغين ان ينجح منفردا بل لا بد من الجمع ‏بينهما لتحقيق عملية الاقناع ، وفي ظل هذا التعاطي الدعائي الصحيح يتم تعريف المرشحين ‏وتعريف احزابهم . هذا هو الشكل الفني للدعاية المؤثرة ، شكل متطور لمضمون متطور ايضا ، ‏فلا ينجح هذا النموذج الا مع نوع محدد من المرشحين والاحزاب يمتاز بسمعة ايجابية وانجازات ‏سابقة وغطاء شعبي ، ثم صياغة بلاغ نوعي مدروس وليس بلاغا كميا مملا . وفي الدعاية ‏للانتخابات المقبلة تواجه القوى السياسية ظاهرة سقوط مصداقية ما يسمى (البرنامج الانتخابي ‏المكتوب) لكثرة البرامج التي قدمت للجمهور في السنوات الماضية فلم يلمس الناس منها الا الفشل ‏والتلكؤ وهيمنة الارهاب والفساد المالي والاداري . لذا سيكون البرنامج الانتخابي هو الأقل ‏جاذبية في الدعاية الانتخابية المقبلة رغم اهميته ، ستكون أكثر الكتل مصداقية التي لم تشترك ‏بقوة في الحكومة الحالية ، ولم تلوث سمعتها تهمة فساد مالي او ارهاب مدعوم او فشل تنفيذي او ‏ظلم ، فهذه ارضية جيدة لتشكيل عناصر المصداقية السياسية ، وما عليها الا قطع الخطوة ‏اللاحقة وهي تقديم دعاية رصينة لتعريف مرشحيها وبرنامجها ببلاغ نوعي مكثف وهادئ وخال ‏من الصراخ والتوتر والاستعجال فالحكمة تقول : (تكلم بهدوء وانت تحمل العصا الغليضة) .‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك