احمد عبد راضي
يقال ان السياسة هي فن المستحيل ، ويقال ايضا ان العراق بلد المتضادات ، ويقال ان من المستحيلات جمع المتضادين ، هكذا يقولون ومالنا في ذلك دخل ولسنا عليه من الشاهدين ، ولكن هل لفن المستحيل ان يشرح لنا كيف ان رجلا واحدا يتباهى باعدام رمز البعث ويعدها منقبة ، ثم يتباهى بانصافة البعثيين ويعدها منقبة ايضا ؟، علما ان البعث حزب محضور وقد ذكر الدستور ذلك لا اعرف في اي فقرة، لكنني سمعت المالكي يقولها عشرات المرات ، وبعد كل تفجير يزهق ارواح الابرياء ، سمعته يقول (ان من وراء هذه التفجيرات هم البعث والقاعدة ، البعث المحضور والقاعدة الارهابية )، فما الذي جرى حتى يكون انصاف البعثيين دعاية انتخابية او مدخلا لاعلان دعائي يسبق ولاية ثالثة على الابواب؟ وهل ان الوقت حان لانصاف البعثيين ؟ ام هل ان البعثيين ورقة المالكي الجديدة في ظل هذا التخبط الكبير بسياسة البلد الداخلية والخارجية ؟ ثم ان هناك سؤال ملح ، وهو ان المالكي انصف البعثيين ،ولكن ممن انصفهم ؟ من ضحاياهم مثلا ؟ ام انه انصفهم من شركائه الذين وصفهم بالاخطر من الارهاب ؟ واذا كان شركائك هم من اخطأ بحق البعث ورجاله فماذا كنت تفعل طوال ثمان سنوات تصرمت بالفقر والفساد ؟ ، سنجمع النقيضيان وسحقا للمستحيل ، حكومتنا الجديدة سيكون نصفها بعثي ونصفها الاخر (دعوجي) في علاقة جدلية تشبه علاقة القط بالفأر ، الجلاد والضحية ، المجرم والواقع عليه الجرم، لاحداث توازن موضوعي من شأنه ان يخلق حالة من الارتضاء لدى المواطن المسكين ، غمن يقول ان العراق لم ينصف الضحايا ، اشرنا له بايدينا وقلنا هذا هو حزب الدعوة ، هو الحزب الحاكم ، ومن قال ان العراق الجديد لم ينصف البعث (الكافر) قلنا له صه ، المالكي انصفهم وهاهو يعطيهم نصف حكومة ، ونصف وزارات الحكومة ، حتى السيادية منها ، على ان لا تحصل القوى السياسية الاخرى (الخطيرة) على مكاسب سياسية تعيق عمل المالكي وشركاؤه الجدد . لن نفهم ما يدور في هذا البلد مطلقا ما دام هناك من يلتف على النواميس والدساتير ، ولن تقوم لنا قائمة اذا لم نعلن ذلك على الملأ بان لا نعيدهم الى السلطة مجددا .
https://telegram.me/buratha