حافظ آل بشارة
الدعاية الانتخابية حق مشروع للجميع ، لان هدفها تعريف المرشحين وكتلهم وبرامجهم للناخبين ، وللدعاية اسلوبان ، اسلوب اؤلئك الذين يعتمدون على نجاحهم في اقناع الناخب ، واسلوب الذين يعيشون على فشل الآخرين ، اسلوب الناجحين يعتمد تعريف المرشح والكتلة وتشخيص الأزمات القائمة وطرح الحلول ، اما اسلوب الفاشلين فيعتمد اظهار جميع المنافسين بمظهر الفاشل ، واتهامهم بأنهم سبب الفشل جريا على قاعدة : ان لم تستطع ان تكون ناجحا فحاول جر الجميع الى دائرة الفشل على ان تكون انت خير الفاشلين ، ومن اجل رسم صورة الفاشل للجميع يحتاج صاحب هذا الاسلوب الى حملة اعلامية لاسقاط للمنافسين ، وتشويه صورتهم ، التسقيط الاعلامي ليس مجرد سيل من الشتائم بل هو بلاغ له قواعده ، ويستخدم آليات التضليل ومن ابرزها : الكذب ، الاختلاق ، التحريف ، الدس ، تجاهل المنافس ، حجب أخباره الايجابية ، تضخيم أخطاءه ، تقزيمه ، تحويل الاضواء عن اخباره ومشاغلة المتلقي بأخبار بديلة ، وتستغل حملات التسقيط الاخطاء البشرية الطبيعية للمقابل ، ونقاط ضعفه كثغرات للدخول منها ونسج قصة التسقيط ، ومن الاوهام الشائعة تصور القائمين بالتسقيط بأنهم سوف ينتصرون على منافسيهم والحقيقة ان النتائج معكوسة تماما ، فالقائم بالتسقيط يكون عادة اول الضحايا ، واذا كان الجاني والضحية من عقيدة سياسية واحدة فسوف يكون الاطار العام هو المهدد بكل مكوناته حتى التي اعتزلت الصراع ، ومن اهم نتائج التسقيط الاعلامي في اوساط الشعب انه يكشف صراعا وحشيا وليس تنافسا شريفا ممن يريد الاستيلاء على السلطة بأي ثمن لاهداف غير نبيلة ، ويكشف ان بعض الساسة تافهون وسوقة واوباش اوصلتهم ظروف غير طبيعية الى الواجهة في بلد لا يستطيع فرز نخبة سياسية ذات تقاليد واخلاقيات وقواعد ثابتة للشراكة اذ يختلط رجال الدولة المترفعون عن الدنايا واصحاب القيم مع قطاع الطرق والمجرمين والسقطة ، كما تؤدي حملات التسقيط الى زرع العداوات العميقة وتغذيتها وتحويلها الى ضغائن ومرارات وحواجز ، خاصة اذا كان التسقيط يتناول حيثيات واعتبار الجهات القيادية ويرجمها بما ليس فيها فالبهتان اعظم اثرا في النفوس من الغيبة أو كشف المستور ، وتؤدي الى سقوط وسائل الاعلام ومصداقيتها لأن اداة الجريمة تتلوث ايضا ، فيتحول الجمهور الى التفاعل مع وسائل الاعلام الاجنبية ، وتجر المعركة الكلامية فرسانها من الطرفين الى حالة من التباري في الهجوم والهجوم المقابل لطرح قضايا اكثر خطورة فينتقل الطرفان من كشف اسرار الاشخاص والاحزاب الى هتك اسرار الدولة وما يتعلق منها بالامن الوطني او السيادة ، وعندما تصل الأمور الى هذه الحافة الخطيرة يترتب على المستهدفين بالحملات ان يردوا على المهاجم ردا يؤدي الى اسكاته ، والهدف من الرد هو اسقاط المنهج الخاطئ في الدعاية وليس اسقاط القائمين به ، ورسم صورة افضل لنخبة سياسية يمكن ان تكون مثالا في العفة والترفع والتسامح وسعة الصدر والابوية واضمار الحب والمودة للجميع .
https://telegram.me/buratha