المقالات

‏أبواق في دائرة الفشل /

465 14:43:00 2013-12-12

حافظ آل بشارة

الدعاية الانتخابية حق مشروع للجميع ، لان هدفها تعريف المرشحين وكتلهم وبرامجهم للناخبين ‏، وللدعاية اسلوبان ، اسلوب اؤلئك الذين يعتمدون على نجاحهم في اقناع الناخب ، واسلوب ‏الذين يعيشون على فشل الآخرين ، اسلوب الناجحين يعتمد تعريف المرشح والكتلة وتشخيص ‏الأزمات القائمة وطرح الحلول ، اما اسلوب الفاشلين فيعتمد اظهار جميع المنافسين بمظهر ‏الفاشل ، واتهامهم بأنهم سبب الفشل جريا على قاعدة : ان لم تستطع ان تكون ناجحا فحاول جر ‏الجميع الى دائرة الفشل على ان تكون انت خير الفاشلين ، ومن اجل رسم صورة الفاشل للجميع ‏يحتاج صاحب هذا الاسلوب الى حملة اعلامية لاسقاط للمنافسين ، وتشويه صورتهم ، التسقيط ‏الاعلامي ليس مجرد سيل من الشتائم بل هو بلاغ له قواعده ، ويستخدم آليات التضليل ومن ‏ابرزها : الكذب ، الاختلاق ، التحريف ، الدس ، تجاهل المنافس ، حجب أخباره الايجابية ، ‏تضخيم أخطاءه ، تقزيمه ، تحويل الاضواء عن اخباره ومشاغلة المتلقي بأخبار بديلة ، وتستغل ‏حملات التسقيط الاخطاء البشرية الطبيعية للمقابل ، ونقاط ضعفه كثغرات للدخول منها ونسج ‏قصة التسقيط ، ومن الاوهام الشائعة تصور القائمين بالتسقيط بأنهم سوف ينتصرون على ‏منافسيهم والحقيقة ان النتائج معكوسة تماما ، فالقائم بالتسقيط يكون عادة اول الضحايا ، واذا ‏كان الجاني والضحية من عقيدة سياسية واحدة فسوف يكون الاطار العام هو المهدد بكل مكوناته ‏حتى التي اعتزلت الصراع ، ومن اهم نتائج التسقيط الاعلامي في اوساط الشعب انه يكشف ‏صراعا وحشيا وليس تنافسا شريفا ممن يريد الاستيلاء على السلطة بأي ثمن لاهداف غير نبيلة ‏، ويكشف ان بعض الساسة تافهون وسوقة واوباش اوصلتهم ظروف غير طبيعية الى الواجهة ‏في بلد لا يستطيع فرز نخبة سياسية ذات تقاليد واخلاقيات وقواعد ثابتة للشراكة اذ يختلط رجال ‏الدولة المترفعون عن الدنايا واصحاب القيم مع قطاع الطرق والمجرمين والسقطة ، كما تؤدي ‏حملات التسقيط الى زرع العداوات العميقة وتغذيتها وتحويلها الى ضغائن ومرارات وحواجز ، ‏خاصة اذا كان التسقيط يتناول حيثيات واعتبار الجهات القيادية ويرجمها بما ليس فيها فالبهتان ‏اعظم اثرا في النفوس من الغيبة أو كشف المستور ، وتؤدي الى سقوط وسائل الاعلام ‏ومصداقيتها لأن اداة الجريمة تتلوث ايضا ، فيتحول الجمهور الى التفاعل مع وسائل الاعلام ‏الاجنبية ، وتجر المعركة الكلامية فرسانها من الطرفين الى حالة من التباري في الهجوم والهجوم ‏المقابل لطرح قضايا اكثر خطورة فينتقل الطرفان من كشف اسرار الاشخاص والاحزاب الى ‏هتك اسرار الدولة وما يتعلق منها بالامن الوطني او السيادة ، وعندما تصل الأمور الى هذه ‏الحافة الخطيرة يترتب على المستهدفين بالحملات ان يردوا على المهاجم ردا يؤدي الى اسكاته ، ‏والهدف من الرد هو اسقاط المنهج الخاطئ في الدعاية وليس اسقاط القائمين به ، ورسم صورة ‏افضل لنخبة سياسية يمكن ان تكون مثالا في العفة والترفع والتسامح وسعة الصدر والابوية ‏واضمار الحب والمودة للجميع . ‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك