المقالات

بركات السماء .. وبركات المسؤول

571 22:28:00 2013-12-12

عبد الكاظم حسن الجابري

المطر نعمه من نعم الله, وهو هبة سماوية, تمنحها السماء للأرض, فتخضر, وتخرج بركاتها.المطر هو البشارة, والإيذان بنزول الرحمة الإلهية, وفتح باب من أبواب استجابة الدعاء.في العراق, ـ وكما هو الحال, الخلاف على كل شئ ـ , لم تسلم رحمة الله, المتمثلة بالمطر, من الشد والجذب, من السخرية والتهكم, ومن المزايدات السياسية.المطر في هذا الموسم, جاء وفيرا وغزيرا, على عكس المواسم التي سبقته, وكان لهذه الغزارة اليد الطولى, والكلمة الفصل, في استباحة شوارع ومدن العراق, ليغرقها حد التخمة, ليطلق العنان لسلسة من الانتقادات من قبل المواطنين, وموجة من الاستهجان والاستنكار الشعبي, وحتى المهاترات السياسية ـ المعتادة ـ خصوصا وان رداءة شبكات تصريف مياه الأمطار والمجاري, وعدم استيعابها للماء "زادت من الطين بله" , وألهبت مشاعر السخط لدى الجمهور.إن البركة الإلهية بنزول المطر, استقبلها السياسي العراقي. بتصرفات وتصريحات وتبريرات غريبة, واقل ما يقال عنها إنها مضحكة, فمن صخرة بوزن مائة وخمسون كيلوغرام, تسببت في غلق المجاري, وضعها أعداء النجاح, في طريق منجزات الحكومة إلى اتهام من أوقف مشروع البنى التحتية, بأنه هو المسبب ـ علما إن قانون البنى التحتية لا توجد فيه فقرة تخص المجاري ـ إلى اتهام أجندات خارجية بتخريب المجاري.السياسي العراقي, انتهز سقوط الأمطار, فصار يهوى التقاط الصور, فالمسؤول الذي ظل طول فترة تسنمه المنصب, في برجه العاجي داخل المنطقة الخضراء, لا يخرج للشمس, نراه استغل معانات الشعب, وصار يخرج على الملأ, ليلتقط الصور, التي كَثُرَتْ ككثر قطرات المطر, وبأوضاع مختلفة فتارة يمسك "هوز" سيارة السحب وتارة يمسك الماسحة أو "الكرك" , ولكل حركة صورتها الخاصة, وصار لكل مسؤول "قطيع" من المصورين.إن السلوك اللا منطقي لللامسؤول العراقي, هو استخفاف بمعاناة الشعب المبتلى, وضحك على الذقون, وتسخيف لمطالب المواطنين بالخدمات, فالمسؤول على قدر التقاط الصورة يمسك الماسحة. وماذا ينفع؟ وهل يخشاه الماء ويغوص في الأرض؟ وهل تُوصِد السماء أبوابها لان المسؤول نزل للشارع؟.ختاما انأ لا أريد من المسؤول, أن يرتدي البذلة الزرقاء أو "الجزمه" ويمسك الماسحة, فهذا ليس من اختصاصه, ولا يمت لعمله بصله, أريد من المسؤول أن ينجز عمله على أتم وجه, وبأسرع السبل, وأريد من المسؤول أن يُنْزِلَ بركاته بتشريع القوانين المهمة, والتي تهم حياة الناس, كما تًنْزِل بركات السماء لتشمل الجميع لا أن ينزل بركاته بكثرة الصور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك