المقالات

الإنعاش الصهيوني للسعودية..!

512 23:48:00 2013-12-13

محمد الحسن

أستلمت السعودية الملف السوري بوقت متأخر, فبعد إخفاق اللاعب القطري المدعوم تركياً وغربياً ومن خلفهما إسرائيلياً؛ أتجهت الإرادة الدولية إلى تسوية الصراع في سوريا بشكل سلمي, وجاء ثمن تسوية النزاع باهضاً نوعاً ما..فغُيب أمير قطر خلف الكواليس بإنقلابٍ ناعم وسحب معه مهندس السياسية القطرية (حمد بن جاسم). فرصة تاريخية لمملكة (آل سعود) لإستعادة ما فقدته في ظل الهيمنة القطرية؛ فأرتمت المملكة بكامل ثقلها مستثمرة علاقاتها الرسمية وغير الرسمية للتأثير على القرار الأمريكي ومن ثم الغربي بشكل عام..كان للمملكة ما تريد, غير إن الملف لابد أن يغلق بوقت نسبي, لذا كان الدور السعودي في وقت إضافي لعله يغير مسار الأحداث.التوقيت مثّل عثرة حظ بالنسبة للمملكة, فبدايتهم كانت في (القصير), تلك المعركة التي أعادت للجيش السوري هيبته وسيطرته على أهم موقع أستراتيجي شكّل عامل إرباك من خلال تأمين خطوط الدعم اللوجستي للمسلحين..إنقضت المهلة, وتعامل البيت الأبيض مع معطيات الواقع. ثمة أمور أخرى تجري خلف الكواليس؛ سلطان عمان يقود وساطة جديدة بين واشنطن وطهران..!هذه المرة الوضع مختلف, فطهران التي أعربت عن تضامنها التام مع النظام السوري, ونفذت إتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا عبر دخولها المباشر في الحرب الدائرة هناك؛ سارت حسب قواعد السياسة الدولية, ووفق مبدأ الربح والخسارة, وتعاطت مع الوضع بصورة براغماتية..ويبدو إنها دخلت نادي الدول النووية بالقوة والتفاوض معاً, وكما تقلصت الفجوة بينها وبين الغرب بشأنها النووي, تقاربت وجهات النظر المشتركة لكل من (روسيا, الصين, إيران, وسوريا) من جهة والغرب من جهة ثانية, فأتجهت البوصلة صوب (جنيف2) ولا حل عسكري في سوريا.إسقاط النظام السوري, وتفكيك محور المقاومة, يعد الهم السعودي الأول, وليس لدولة تتبع "الملكية المطلقة", تحكمها طبقة من الأمراء, وتنتهك فيها الحريات؛ شأن بحقوق إنسان أو ديمقراطية, ولعلها مهزلة القرن عندما يطالب نظام العائلة بتشكيل ديمقراطيات عربية!..ما جرى من تقارب أو إتفاق (إيراني-أمريكي) جاء على حساب المصالح السعودية بكل المقاييس, وقد كشفت السعودية عن سخطها ومعارضتها لهذا التفاهم, وبالمقابل, فإنها بدأت تخسر سطوتها على دول الخليج الأخرى, إذ سارعت أغلب تلك الدول لعقد الصفقات مع الجارة إيران.فكانت خسارة (ال سعود) مضاعفة, وتتفاقم يوماً بعد يوم, بيد إنها لن تقف هكذا, ولابد لها من البحث عن حليف جديد, ولا أمل بإقناع روسيا الحليف الأهم لإيران, وأمريكا سحقت الخطوط الحمر, طالما حصلت على ماتريد من حفظ ماء الوجه, فلم يتبق للمملكة سوى شريك أخير, تتطابق وجهة نظره معهم في كثير من القضايا, سيما الموضوع الإيراني.. المملكة في غرف عمليات (تل أبيب) تبحث عن العلاج, أملاً ببقاء جزء يسير من القوة الوهمية التي أتضح زيفها بأول ضغطة زناد خارج حدودها. لن يجدي معها علاج, فخلاياها هرمت وماتت, ولعلها تنكمش لمشاكلها الداخلية, أو تلاقي مصيراً مشابهاً لمصير قطر السابقة, بإسقاط الخط الوهابي ودعم المحور المعتدل داخل الحجاز, ولعل صراع النفوذ دب في أوصال العائلة الحاكمة, فلا يُجدي إنعاش أو تنفس إصطناعي لمن فُقدت وظائفه الحيوية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك