المقالات

املأ قربتك

751 22:02:00 2013-12-14

بين ذهول الدهر لهول ما حصل في كربلاء مرت الايام وتعاقب استذكار الاحداث المؤلمة وصار وشيكا ًموعد رجوع الركب الحسيني المهيب السليب الى ذات الموقع المقدس لزيارة ابي الاحرار عليه السلام في زيارة الاربعينة ليجدوا ملايين الشيعة في انتظارهم تلبي بأسم الحسين عليه السلام عسى ان يلتئم جرح من جروح جسده الشريف .

في هذه الايام ينتابني شعور اتصور ان الجميع احسوه الا وهو كم النشاط المستشري بين الناس بين مستعد للزيارة وبين من بدأ المسير وبين من يرتب للمواكب والكثير الكثير من الصور الواقعية التي تجسد عشق الثورة الحسينية بأعلى مستوياتها وبتناسب طردي يزداد كل عام عن الذي سبقه والكل مستعد ان يضحي بنفسه احياءا لهذه الشعيرة وهنيئا لهم هذا الشعور الانساني العالي والولاء النبيل.

في درسي ارى طالباتي يفضن همة على غير عادتهن ويستعجلنني شرح المواد العلمية المهمة كي يلتحقن بالركب الحسيني الهادر الى كربلاء بأقرب فرصة , حقاً اجدهن اكثر جدية وهمة وعيونهن تفيض شوقا ً واملا ً وسعادة ويتقبلن اي شرط في سبيل تحقيق بلغتهن , وفي نطاق الاسر تلحظ هذه الحالة فالكل يرتب وضعه لكسب الزيارة فينشط الجميع كخلايا نحل ناهيك عن القصص التي يسردها الزوار وما يقدمه الجميع من خدمات في البيوت والمواكب فالدموع تسيل حرقة ان لم يمر زائر بهم وهم يتوسلون ان تأكل من زاد مواكبهم وان تبيت في بيوتهم ويتكفلون بغسل ملابسهم بل وبمسح احذيتهم حبا ً بهم كونهم زوار الامام الحسين ع .

في هذه الايام واقولها بصراحة افخر بأنتمائي لشعبي ووطني على غير ما يحصل على مدار العام حيث الفساد والغدر يثني في نفسي الهمة وفخر الانتماء وانا ارى بلدي الاول في كل متأخر وشعبي اتكالي كل يرمي الكرة بساحة الاخر والغدر والموت والتراجع والفساد والاهمال في كل ركن والانفس من سيء الى اسوء فالتراجع شمل النفوس والعمل وبات كل شىء تكراري يقطر ظلما ً وهماً وغما ً وتفرقة الا ان هذه المناسبات وخاصة الاربعينة تجلي عن الانفس الكثير من السواد وتجلعني المس حبا ً واتحادا لا اشعره على مدار العام .

اتمنى لو ان هذا الاحساس الانساني والوحدة والسعي لخدمة الناس يكون على مدار السنة بيننا وحقيقة ان الزيارة الاربعينية هي الجالية للنفس ولولاها لكان الامر افضع واسوء فلولا اهل البيت عليهم السلام ما ظننت ان نمسك بخصلة انسانية وسط هذا الركام الحيواني وما استطعنا الاستمرار , في هذا العام اسأل الزائر ان لا يكتفي بغرفة الكف من هذا النهر الجاري ليطفأ شهوة حب الدنيا من قلبه بل ليحمل قربته وليملأها زادا ً للعام كله علنا انا وانت نعيش في وحدة وحب ووئام ورقي انساني عسى ان يفرج الله عني وعنك كربة بلدنا ويمن عليه بالتسديد ورفع الحيف والضيم وينعم علينا بالعدل والتوفيق , نسأل الله لجميع الزوار السلامة ونسألهم الدعاء لكافة المؤمنين وان يعودا بقربهم سالمين .

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد الخلق محمد وال بيته الطيبين الطاهرين .

اختكم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صاحب الجابري
2013-12-15
صانتك عين العلا دنيا وآخرتآ... حياك رب الملا حل ومرتحل.... ما اكرم العيش ان سادت به قيم ... من السماء هوداها لا من الملل.... دنياك بشرى بآل المصطفى شرفت... قد زانها من ولاء البيت والمثل... آل الهدى من بتول الطهر سادتنا ...صفؤ الائمة من بعد الوصي علي ... للسائرين على درب الهدى علم...من نور احمد لامن سائر السبل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك