المقالات

ونحن نواجه التكفير والإرهاب ما أحوجنا اليوم إلى الإصلاح الحسيني

409 16:45:00 2013-12-14

حسن الهاشمي

إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم( مقتل الخوارزمي: 1/ 188). طلب الإصلاح يقابله وجود فساد وإفساد، هكذا أراد الإمام الحسين عليه السلام أن يعلم الإنسانية أنه إذا ظهرت البدع واستشرى الفساد فلابد للعالم والمصلح من إظهار علمه ونشر فضائله وإشهار إصلاحه حتى لو كلفه ذلك دمه، ليمييز الحق من الباطل والزين من الشين وأهل الحق من أهل الضلالة والباطل، وعليه: ما الإمام إلا العامل بالكتاب والآخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه على ذات الله(تاريخ الطبري3/287) وإنه عليه السلام رجح الشهادة من أن يعيش مرغما بين الظالمين بقوله: إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما(تاريخ الطبري3/307).أحلى شيء بالوجود العقيدة التي تضبط سلوك الإنسان نحو الرقي والتكامل وإذا ما خدشت العقيدة فإن الحياة تضحى ظلماء مسودة لا خير فيها ولا عطاء، وحري بالمؤمن أن يقدم الغالي والنفيس في سبيل إرجاع الأوضاع إلى نصابها الصحيح، إنها معركة ابتدأت منذ بدء الخليقة بين الحق الذي يمثله أبونا آدم عليه السلام وأنصاره والباطل الذي يمثله إبليس عليه اللعنة وقبيله، والمعركة ما زالت مستمرة بين أهل الحق وأتباع الباطل إلى قيام الساعة. إن للإمام الحسين عليه السلام موقعا رساليا متميزا في صميم حركة الأنبياء والأولياء، جعل منه حقيقة خالدة وضميرا حيا لكل مظلوم يصرخ بظلامته عبر التاريخ، وصرخة حق تدوي في وجه الظالمين إلى يوم الدين، وليس جزافا أن تكون طبيعة الرعاية النبوية ومستواها متميزة للإمام الحسين عليه السلام، وليس هذا إلا من أجل أن هناك دورا رساليا جوهريا ومقاما إلهيا خاصا أراده الله سبحانه وتعالى ورسوله الصادق الأمين لهذا الإمام الهمام لكي يكون ثأر الله حتى يرث الأرض عباده الصالحون.ونجد حقيقة الثورة ضد الظلم والاستبداد قد جسدها الإمام الحسين عليه السلام وقدمها على طبق من ذهب لأجيال الأمة على مدى الدهر عبر ما لمسناه من مواقف صلبة وشعارات خالدة سطرها أولئك الثلة المؤمنة التي ضربوا أروع الأمثلة في منطلقات النهضة الإلهية، نعم كل مجريات ملحمة الطف إلهية خالصة لوجهه الكريم، فأيامها أيام الله تعالى الخالدات وكلمات إمامها كلمات الله تعالى المتألقات، فهي عظيمة بمواقفها بتضحياتها بكلماتها بإمامها بأهل بيته الأبرار وصحبه الكرام.لعمري فالإمام هو القائل: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرام الله ناكثا عهده مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بفعل ولا قول، كان حقا على الله أن يدخله مدخله... (تاريخ الطبري: 3/307). فالوقوف بوجه الظالمين الفاسدين تجسيد حي لواحدة من الصرخات المدوية التي أطلقها الإمام الحسين عليه السلام، ولهذا من الضروري إحياء الشعائر الحسينية وإعلان الولاء للإمام الحسين وكذلك إعلان البراءة من أعداء وظالمي الإمام، وهذا في حقيقة الأمر إعلان البراءة من كل الظالمين وعلى مدى الأجيال والعصور، وفي ذلك استحضار دائم للثورة الحسينية وأهدافها وتقويم دائم للواقع على أساس معادلة الحق والباطل ومصاديقها في كل عصر.لهذا نحن نعلنا صرخة مدوية كلا للتفجيرات الانتحارية، كلا للقتل على الهوية، كلا لدعوات الفتنة والطائفية، وعندما نعلن براءتنا من ظالمي آل محمد وقاتلي الإمام الحسين عليه السلام بالخصوص إنما نعلن براءتنا للظلم والاستبداد والفساد، نعلن براءتنا للصيحات النشاز التي تظهر بين الفينة والأخرى متهمة الأغلبية في عراق المقدسات تارة بالعمالة وأخرى بالخرافة وثالثة بالتخلف ورابعة بالجهالة وهكذا دواليك، فهي بهذه الترهات تريد ذر الرماد في العيون وإرجاع العراق إلى المربع الأول حيث الديكتاتورية والمحسوبية والفساد والإفساد، متخذة في سبيل تحقيق تلك الغايات الخبيثة كل مآرب السوء والمنكر من قتل وتفخيخ وتشريد وتدمير وبطش وهتك وانتهاك، وهذه الغدد السرطانية المنتثرة هنا وهناك لا يجدي معها إلا الاستئصال لكي نمهد الطريق أمام الإصلاح الحسيني فإنه يبقى مطمحا للتواقين إلى الحرية والإنعتاق وعلى مدى العصور والأزمان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-12-15
نريد مختار جديد مع جيش يقتل أعداء الحسين الحاليين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك