المقالات

هروب أم تهريب السجناء ؟!!

484 18:11:00 2013-12-14

محمد حسن الساعدي

 ما حصل في سجن العدالة من هروب 22 سجيناً متهمين بقضايا إرهابية تمكنوا من الهروب من سجن العدالة في منطقة الكاظمية شمالي بغداد متنكرين بزي قوات الجيش حصلوا عليه من عدد من عناصر السجن وما قبلها من سجون التاجي وأبو غريب حقيقة شيء مؤلم ، وفي نفس الوقت يثير الغرابة والتساؤل ، في ظل التسلح والتسليح ، وفي ظل القوات الأمنية الكبيرة ، وفي ظل التواجد الأمني الذي يهز الأرض ، نرى اعداداً من الإرهابيون وهو يهربون من سجن وسط بغداد ، انه حقيقة لنصر ليس بعده نصر ، انه فشل كبير وذريع للقوات الأمنية ، من اعلى سلطة الى اقل رتبة عسكرية ، ويعكس هشاشة الواقع الامني والفساد الكبير والخطير في مفاصل المؤسسة الأمنية ، ولكن مع كل هذه الإمكانيات بالتأكيد هناك فشل واضح في كل قواعد وأسس المؤسسات الأمنية . وما أن أعلن عن هروب هولاء السجناء ، حتى كل طرف أعلن عن براءته ، فخرجت العدل التي لاتملك العدل ، لتقول أن لاعلاقة لها بهروب السجناء ، وانه من اختصاص وزارة الداخلية ، وسيتم تشكيل اللجان للوقوف على الفاعل ، والجميع يعرف الفاعل ، ولا تحتاج القضية الى لجان انه الفساد وشراء الذمم ، ودخول الدولار حيز التنفيذ في سجون العراق ومؤسساته الأمنية .سابقاً المشكلة تكمن في الخطط الأمنية ومحاربة الفساد والمفسدين في المؤسسات الامنية ، واليوم في ظل هذا الفساد الواضح ، وهروب أو تهريب هولاء القتلة والذي سيعيد لنا صفحة القتل والإرهاب بخروجهم من السجن ، ولكن اليوم المشكلة ذاتها هي تفشي الفساد مؤسسات الدولة الأمنية ، إذ لارقيب ، ولا وزير يمكن ان يتابع ويحاسب موظفي وزارته ، فما زالت الوزارة فارغة من الوزير ، وهذا ما يجعل الأمور تسوء في حكومة الوكالات . ان هروب هذا العدد الكبير يبين مدى هشاشة الوضع الأمني والإجراءات المتبعة من قبل وزارة الداخلية في حماية السجون التي هي من المفترض ان تكون من أكثر الأماكن تحصينا وحماية أذ تعد منطقة الكاظمية تعد من المدن المهمة والمحصنة بشكل كبير وهذا يدل على أن هروب السجناء من سجن العدالة تم فعل فاعل، وهذا الهروب الجماعي للإرهابيين من سجن العدالة ما هي إلا انتكاسة جديدة إلى وزارة الداخلية ، والتي تتحمل مسؤولية هروب هولاء الإرهابيون .وهنا نطرح التساؤل كيف يمكن أن تُهزم الدولة بكامل أجهزتها ومعداتها أمام عدد محدود من المسلحين؟!! خلال بضع ساعات فقط ويُهرب عشرات السجناء من سجني العدالة المحصن، أننا نرى أن أي دائرة أمنية بسيطة في أي مدينة من مدن العراق محاطة بأسوار ومراقبة بالكاميرات ويصعب دخول حتى المراجعين المدنيين إليها، فكيف الحال مع السجون التي بداخلها عتات المجرمين من القاعدة والتكفيريين وغيرهم .عملية الهروب لم تحصل في اية دولة لا تمتلك مثل هذه الأجهزة الامنية والاستخبارية المتوفرة في العراق الامر الذي يؤشر خرقا امنيا فاضحا بل هي فضيحة ،وتؤشر مدى تردي وضعف وهشاشة الاستعدادات والتدابير الامنية بعد اعلان التنظيم عن العملية وقيامه بها وتحقيق اهدافه ومع ذلك لم نجد الاستعدادات الكافية ما يعكس عدم المبالاة وعدم الاكتراث من المسؤولين الامنيين الامر الذي يدمي القلب لما تركه في نفوس عوائل الضحايا من لوعة وحزن واسى لاسيما وان هذه ليست العملية الاولى بل ان بعض الاحصائيات تشير الى 12 عملية تهريب للسجناء والإرهابيين ولم نجد استعدادات تمنع حصولها بل وجدنا عدم اكتراث بل وصل الامر الى الاستهانة والاستخفاف من قبل تنظيم القاعدة بالاجهزة الامنية والاستخبارية حيث انهم روجوا قبل فترة في مواقعهم الالكترونية لهذه العمليات .أن اختراق الأجهزة الأمنية واضح للعيان وهروب السجناء هو تحدي صريح للحكومة من قبل الجماعات الإرهابية والسياسيين الذين ينفذون أجندات خارجية، وهذا دليل على وجود فلتان أمني واضح والحكومة غير قادرة على مقارعة الإرهاب في العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-12-15
ابو حمودي سوف يخرج علينا بمؤتمر صحفي ويؤكد بأن تهريب السجناء يقف وراءه المجلس الاعلى والتيار الصدري لان هو والبعثيين(ذبوا جرش)حسب العرف العشائري والحمير يرددون قوله
الدكتور شريف العراقي
2013-12-15
تشكيل حماية سجون شديدة المراس
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك