سامي جواد كاظم
منذ ان تاسس مجلس التعاون الخليجي الى هذا اليوم لم يكن دوره بمستوى طموح الدول الخليجية ولكنه كان مجرد فقاعة اعلامية غايتهم ان ينظر الى هذه الدول ككيان واحد ولكن هذا المجلس لم يستطع ان يذلل الخلافات الخليجية فيما بينهم فلكل دولة رؤيتها بما يجري في منطقتها الخليجية خصوصا والعربية عموما .اليوم جاء اصرار السعودية على تحويل التعاون الى اتحاد ومقترحها هذا كانت اطلقته قبل عامين أي بعد سنة من ثورة البحرين واليوم تستميت السعودية من اجل تحقيقه ، السؤال المهم هنا ، من المستفيد الاول من هذا الاتحاد ؟ مما لاشك فيه هي السعودية وقد تكون لوحدها ومن بعدها البحرين اما بقية الدول فمنها الرافضة علنا ومنها المتحفظة ، ماذا تريد ان تحقق السعودية من هذا الاتحاد ؟نظرة شبه دقيقة للاوضاع الخليجية نستخلص منها غايتين سعوديتين مهمتين بالنسبة لها ، الاولى النظر الى ايران كقوة خليجية بدون منازع ولابد لهذه الدول المشتتة ان تعلن الاتحاد لتكون قوة مقابلة والاتحاد له شروطه اكثر بكثير من شروط تاسيس مجلس للتعاون ، وهذه القوة الخليجية هي فارغة عسكريا ولكنها قد تكون قوية سياسيا، وتحت هذا الاتحاد يحاول ان تنقذ السلطة الحاكمة في البحرين مما هي عليه من مازق بعد ما تورطت السعودية في تدخلها بالشان البحريني عسكريا ضمن قوات درع الجزيرة والتي اعطتها الشرعية من خلال اتفاق بين الحاكمين السعودي والبحريني ، علما ان السعودية اخذت الضوء الاخضر من امريكا في تدخلها في البحرين متعهدة لامريكا بانها ستنهي المظاهرات خلال سنة ولكنها فشلت فلابد لها من مخرج شرعي والاتحاد هو الحل الوحيد والامثل لتغطية عورتها .الغاية الثانية تهم الوضع السعودي الداخلي لما سيكون عليه مستقبلا فانه على ابواب الانهيار سواء كان من خلال فشلها التامري ضد دول المنطقة او موت ملكهم فالخارطة الخليجية ستتغير لا محالة ( وسيشترك اكثر من فريق ضمن كاس الخليج في البطولات القادمة ربما 12 فريق او اكثر) ، حتى تضمن السعودية مواقف دول الخليج وتربطها ضمن الاتحاد المستميتة على تحقيقه فلابد لها من اتخاذ خطوات حازمة وحاسمة لتحقيق الاتحاد وهاهي انفعلت وبشكل هستيري حالما اعلنت عمان صراحة انها لا تؤيد الاتحاد ولا تكون جزءا منه لانها ليست على استعداد لان تتحمل مشاكل السعودية مستقبلا ، ومن جهة اخرى مهما كان العالم من غير حياء وعدم الالتفات الى الثورة البحرانية فانها سيرغم الى ذلك لاسيما اذا علمنا ان مخططاتهم في سوريا فشلت اضافة الى تناحر القوى الارهابية فيما بينها وكانت تامل انهاء الملف السوري قبل سنة ولكنها فشلت وبدا فشلها بعد هزيمتها في معركة القصير، وهي الان تتخبط اذا ما انعقد الفاشل جنيف 2 الموقف القطري الذي تغير كثيرا في الايام القليلة الماضية جعل السعودية تنظر الى تميم نظرة حقد وانتقام باعتبار ان قطر والسعودية يجمعهم الفكر الوهابي الا ان هذا الفكر انقسم نصفين فالسعودي ناقم على الاخوان والقطري مؤيدا للاخوان ولعبت قناة الجزيرة دورها التحريضي في التاجيج ، فالاتحاد الذي تريد السعودية ان يتحقق يكون الحفرة التي تسقط اغلب خلافات الدول الخليجية والمستفيد الاكبر هي السعودية والاصغر هي البحرين لانهما الدولتين الوحيدتين اللتين يعانيان من مشاكل .المختصر مفيد الخوف من الشيعة
https://telegram.me/buratha