المقالات

جهلٌ وفقر في بلاد الحضارة والنفط

525 18:20:00 2013-12-15

عبد الكاظم حسن الجابري

العراق مهد الحضارة, وموضع أول حرف خط في هذه المعمورة, والإرث والعمق الحضاري الضارب في عمق التاريخ للعراق لا ينكر, يشهد على ذلك هذا الكم الهائل من الآثار والسلالات التي عاشت في العراق كالسومرية والأشورية والبابلية والاكدية ..الخ.هذا الإرث الحضاري يرافقه قوة اقتصادية كبرى للعراق, تتمثل بأراضيه الخصبة, المتزاوجة مع نهري دجلة والفرات, وكذلك وفرة المعادن والثروات الطبيعية, الكامنة في باطن أرضه,وبمقتضى الحال, وبسبب هذه المقومات, يفترض أن يكون العراق, من أكثر الدول تعلما وتقدما, ومن أغناها شعبا وأكثرها رقيا.لكن الحال وللأسف, على عكس المقتضى, فالعراق الذي علم الناس الكتابة, تبلغ نسبة الأمية فيه مستويات تفوق المتوقع, فآخر إحصاءات وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي, تشير إلى إن نسبة الأمية بين الشباب بلغت 74%, أي إن ثلاثة أرباع الشعب أو لنقل الجيل القادم لإدارة دفة البلد في المستقبل القريب هم أميون.الأمية في المستقبل القريب, ستكون العائق الكبير أمام تطور البلد, فهذه النسبة من الأمية بين الشباب, وما يرافقها من ضعف في المستوى العلمي للطلبة الدارسين, سيؤثران سلبا على تطور الخطط التنموية وتطوير القدرات وبالتالي يؤثر على تقدم وتطور البلد.ومع هذا الواقع نجد الترهل في المؤسسات التعليمية, وتخبط خططها في مكافحة الأمية من جانب, وتطوير المناهج وقابليات الطلبة من جانب أخر, فلا مدارس نموذجية, أو مستوفية لأبسط مستلزمات الدراسة ولا تجهيزات, فواقع البنى التحتية للمؤسسات التربوية بحالة رثة, ومتواضعة.وفي الجانب الاقتصادي, فالوضع ليس بأفضل من سابقه ـ الأمية ـ فالعراق الغني بإرثه الحضاري يعاني من الأمية والعراق الغني بموارده وثرواته يعاني الفقر, فالإحصائيات الحكومية الرسمية تشير إلى إن نسبة الفقر في العراق هي 25,6 أي إن أكثر من ربع الشعب العراقي هم تحت خط الفقر, ونفس المشكلة تقف هنا ألا وهي, إن الحكومة لم تضع الخطط الناجحة, لرفع المستوى ألمعاشي للشعب.إن العمق التاريخي والإرث الحضاري والكم الهائل من الثروات, لا يشفعان إن لم يوازيهما حاضر متألق ومتطور, فما نفعي أن أجدادي علموا الدنيا رسم أول خط للحرف وأنا أمي لا اقرأ, وما نفع مكنون الثروات إن كنت لا أجد سكن أو عملا أتكسب به.وما يؤسفنا حقا, هو تبجح بعض السياسيين من أبطال المناصب وشاشات التلفاز, الذي يبشرون الشعب المتعب بأنهم أهل حضارة وأنهم يعومون على بحر من النفط, ألا يخجل هؤلاء من تبجحهم الفارغ هذا؟, أليس عليهم أن يعترفوا بالواقع وبصدق هذه الأرقام؟, أليس عليهم أن يكون صادقين مع أنفسهم؟, والعمل على إعداد خطط تشفع لتطور البلد وشعبه علميا واقتصاديا.خلاصة القول : إننا لا نريد أن نفتخر بماضي لا يلقي بظلاله على الحاضر ويطوره, ولا نريد أن نتبجح بثرواتنا وأبناء شعبنا محرومون منها, إننا نريد من ارثنا ومن ثرواتنا أن نبني ونطور حاضرا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك