المقالات

حفرة صدام وسنوات الضياع

514 18:37:00 2013-12-15

عباس المرياني

قبل اكثر من عشر سنوات بايام القي القبض بطريقة مهينة على راس الاجرام البعثي المقبور صدام حسين بعد ان وجدته القوات الامريكية مختبئا في حفرة صغيرة في احدى القرى القريبة من مسقط راسه مغطاة بالحشائش وبقايا الحيوانات ليظهر للعالم بذلك المظهر المقزز الاغبر وكانه ختم كل مسيرته الدموية بتلك الصور والمشاهد المعبرة عن نهاية الطواغيت والقتلة والمجرمين ولم تنفعه العشيرة والاهل والنياشين والاموال والحزب والامتدادات التي عاثت في الارض فسادا.ومنذ اللحظة التي القي القبض فيها على المجرم صدام توقع الكثير ان تاريخا جديدا سيبزغ فجره في العراق على انقاض بقايا الجماجم والدماء والحروب والحصار العالمي والدولي والحصار الصدامي الجاسوسي للشعب العراقي الا ان ايا من بشائر الفجر او بشائر الخير لم تاخذ طريقها الى العراقيين او تهتدي الى دواخلهم الحزينة والمغلفة ببقايا الالم والخوف والحاجة والفقر وبقي الامر بين الفوضى ومحاولة الاهتداء الى طريق عشوائي عله يوصل الى جادة الصواب لكن دون فائدة.بعد عشر سنوات من تاريخ الحفرة الشهير لا زال القتل والتفخيخ والتهجير والاستهداف الطائفي عنوانا لنشرات الاخبار اليومية ولا زالت الارقام القياسية لعدد القتلى تتساقط شهر بعد اخر وسنة بعد اخرى وكان لعنة الموت والقتل تعويذة ابدية كتبت على جباه العراقيين بينما لازال الحزب وبقايا صدام هم من يقودون الاجهزة الامنية لانهم الاقدر والاجدر والامناء بينما اجبر المجاهدين والشرفاء على الانزواء والجلوس في منازلهم يتابعون من خلال شاشات التلفزة اخبار التعيينات والقتل والاستهداف والاختراق اليومي .بعد عشر سنوات من انتهاء حقبة حكم العائلة وتحكمها بمصائر الناس لا زال اكثر من 25% من العراقيين تحت خط الفقر ولا زال البعض يبحث عن قرص شعير ولا زال البعض دون ماوى او سكن حقيقي يتناسب مع الطبيعة الانسانية رغم ان موازنة العراق المالية تفوق موازنات دول متعددة الا ان الفساد ووصول الانتهازيين والسراق والحرامية وتحكم البعث والبعثيين بمفاصل حساسة جعل هذه الموازنة تذهب هباءا ودون فائدة .عشر سنوات وهوية العراق ضائعة ولم يهتدي لها بعد بسبب تخبط النخبة الحاكمة ووصول من هو ليس اهلا للحكم مع استمرار تواجد البعثيين في ادق المفاصل ليس من اجل التصحيح بل من اجل استمرار الانحدار والضياع رغم ان هذا الضياع يكلف العراق كثيرا فلا هو العربي القومي ولا هو الاسلامي الحقيقي ولا هو الاشتراكي او الراسمالي انما هو اقرب الى نظام القبيلة والعشيرة والمليشيات والعصور المظلمة .عشر سنوات ولم نتخلص بعد من نتانة حفرة الدور فقد طال الظلام ولم نصحا بعد من سكرة الفوضى لنغسل انفسنا بماء الطهر والخلاص ونضع اليد باليد من اجل اعادة بناء العراق ونجعله فخورا بعراقيته فلا مدرسة شيدت ولا جسر امتد ولا عمارة امتشقت بطولها نخيل العراق ولا شوارع عبدت ولا مدينة حديثة متطورة قامت أعمدتها بينما لا زلنا نمارس هواية الحديث عن السياسة ونسب صدام والبعث وبعد عشر سنوات.لا ادري الى متى يستمر ضياعنا ونواحنا وفينا الف جرح وجرح بامكانها ان تخلق فينا رجال يغادرون الزمن المهدور ويقضون على بقايا صدام والبعث والفساد والخمول والكسل والتراجع ،ولكن الخوف كل الخوف من ان يستمر الوضع على ما هو عليه لان الدعاة لا يخجلون من تكاثر البعث تحت رعايتهم لكنهم بكل الاحوال لن يكونوا بمأمن من غدر البعث والبعثيين بل سيكونوا اول ضحايا البعث الغادر لكن الفرصة تكون قد انتهت وعاد كل شيء الى ما كان عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك