المقالات

الرجل المناسب ..على الرصيف

508 20:58:00 2013-12-16

مديحة الربيعي

نعرف جميعا مقولة "الرجل المناسب في المكان المناسب",والتي تؤكد على أهمية الدقة في أختيار الأشخاص حسب الكفاءة والاختصاص,من أجل أن يؤدي كل فرد المهمة الموكلة إليه على أكمل وجه.أن هذا المبدأ هو السائد في جميع الدول المتقدمة الغربية منها والعربية,لكن لم يطبق هذا المبدأ في العراق؛ في ظل الحكومات المتلاحقة منذ أكثر من 35 عاما ولحد الآن,وهذا هو أحد أهم الأسباب تأخر العراق إلى أن وصل الوضع إلى مانحن إليه الآن,إذ يتم أختيار الموظف أو المسؤول على أساس انتمائه للحزب الحاكم بغض النظر عن أمكانياته ومؤهلاته,فالمهم هو مدى إخلاصه وتملقه لرأس الهرم السلطوي,وهذا مايحدد أهمية المنصب الذي سيحتله الأخ المتملق,فكلما بالغ في التمجيد والتعظيم لولي نعمته ازدادت أهمية المنصب الذي سيتسلمه تبعاً لذلك,فمصلحة الحزب فوق الوطن والمواطن,ورضا وراحة القائد الضرورة أهم من رضا الله أو رضا الناس,وخدمتهم وخدمة الوطن.هذا مايقدمه هؤلاء من تنازلات؛ليحتلوا أماكن ليست لهم أساساً,فمعظم ليس له خبرة في المجال العسكري ورغم ذلك نجدهم في مواقع أمنية حساسة ومهمة,والقسم الآخر لايمتلك المؤهل العلمي الذي يمكنه من أدارة وزارة أو دائرة,ورغم ذلك نجده يدير وزارة؛ترفد البلد بالكوادر العلمية,بل أن معظمهم كان يعمل بائعاً للخضار فيصبح وكيل أقدم في وزارة ما,أو بائعاً للمخللات يصبح سفيراً يمثل العراق في الخارج,والأدهى من ذلك أن بعضهم مصاباً بأمراض نفسية وعقلية لايمتلك المؤهل العقلي الذي يمكنه من أن يدير منصباً أمنياً حساساًّ!.أما العقول والكفاءات الحقيقية في العراق فهم يفترشون الأرصفة لتأمين لقمة العيش لعوائلهم,أو أنهم تركوا البلاد وهاجروا إلى الخارج ليستفاد من خبرتهم وأمكانتهم من يقدر عقولهم وعطائهم من الدول العربية أو الأوربية,والأمارات العربية خير دليل على ذلك فأغلب الكفاءات الموجودة هناك هم من العراقيين,وكذلك السويد حتى أن هناك شارعاً في السويد يسمى شارع الأطباء العراقيين.كل الدول تقدر العقول بغض النظر عن جنسيتهم,أوأنتمائهم فالمهم في الأمر هو مقدار عطائهم؛ومدى مايقدمون من خدمة وفائدة تعود بالنفع على أهل هذا البلد,ألا في العراق لاتقدر العقول بل يقدر المسؤول,فهو المهم والأهم,فمقولة "الرجل المناسب",في بلاد الرافدين لم يعد يكملها النصف الآخر من العبارة "في المكان المناسب"؛بل وجدت لها تكملة أخرى تماماً فأصبحت المقولة "الرجل المناسب..على الرصيف",فهي تروي واقع الحال في العراق بشكل أفضل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك