حافظ آل بشارة
بمناسبة زيارة الاربعين الحسينية المقدسة ، حشد مليوني عالمي يتوجه الى كربلاء مشيا ، محبو اهل البيت (ع) يستجيبون لهاتف الحب المنادي في الضمائر ، الأئمة الاطهار (ع) اهتموا بنقل الحديث : (احيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا) والمقصود بأمرهم اي دعوتهم وثورتهم المفروضة الهيا وليست هي من صنع البشر تواصلا مع قول النبي (ص) : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ... ) ، احيوا أمرنا اي احيوا الاسلام ، ويذكر الأمر في ظل عاشوراء وقضية الطف ، اي احيوا بذكرى الحسين (ع) أمرنا ، وأمرهم هو ما يخص حياة البشرية في الدنيا والآخرة ، ونحن في العراق أحوج شعوب العالم لاحياء أمرهم عليهم السلام لان أمرهم يعني بالنسبة لنا الانقاذ من المأساة التي نعيشها يوميا أمرهم يعني : 1- محاربة الفساد : (انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي) ، والعراق بحاجة الى الاصلاح ومكافحة الفساد المنتشر في كل مكان ، فالمحب لاهل البيت (ع) ، واجب على من يحب اهل البيت (ع) محاربة الفساد حتى الاستشهاد باللسان واليد ، خاصة عندما يمتلك ادوات السلطة او الوجاهة او قدرة التحريض والتحشيد والحث. 2- مقاتلة البغاة : فالشعب العراقي يقتل يوميا بشكل عشوائي ويواجه حرب ابادة تبدأ من الفتوى التي يصدرها وعاظ السلاطين واشباه العلماء وخدم الملوك وتجنيد المجرمين وانفاق الاموال والتدريب والتسليح والتضليل العقيدي واشاعة الفتنة ، فالواجب على من يحبون اهل البيت (ع) الدفاع وحفظ ارواح واموال واعراض الناس . 3- مواجهة الظلم : فنحن في دولة انهكها الظلم ، فيها المسؤول الظالم قوي ، والمسؤول الشريف مستضعف ، وتنتشر فيها مظاهر الجور والاهمال وسرقة الاموال ، والفقر والتشرد والفوضى ونقص من الاموال والانفس والثمرات . 4- مواجهة ادعياء الدين : الدول الظالمة تصنع غطاءها الديني الذي يمنحها الشرعية ويستميل لها قلوب الجهلة والقاصرين عن معرفة الحق ، فلا بد من التمييز بين علماء الأمة الذي يحيون أمر اهل البيت (ع) ووعاظ السلاطين واصحاب فتاوى الابادة او فتاوى التزلف والتملق للحاكمين ، فالعلماء من ورثة الحسين (ع) يقابلهم علماء من ورثة شريح القاضي وسمرة بن جندب وابي موسى الاشعري ... ان احياء الأمر يعني الجهاد الشامل لاحياء قيم الاسلام في وقت لم يبق من الأمة الاسلامية الا اسمها ، وهي في ذيل قائمة الامم ، ومثال للتخلف والتراجع على جميع الاصعدة ، تتفوق عليها الأمم الكافرة والملحدة حتى في الاخلاق ! وهنا يصبح نداء المعصوم :(أحيوا أمرنا) تكليفا باحياء الاسلام لانه صادر بصيغة الأمر من المعصوم ، و(رحم الله من أحيا أمرنا) رحمة عامة ، فهي في الدنيا انقاذ الأمة من الظلم والفساد والخوف والجوع والذل وبناء الأمة الصالحة ، وفي الآخرة النجاة من عذاب الخلود .
https://telegram.me/buratha