المقالات

مجانين... العشق

1013 15:18:00 2013-12-17

الحاج هادي العكيلي

الجنون هو عدم قدرة الشخص على السيطرة على العقل الذي يؤدي إلى الشاذ ، أو هو مجموعة من السلوكيات الشاذة التي تميز أنماط من السلوك الى انتهاك المعايير الاجتماعية حيث يصبح هؤلاء الاشخاص يشكلون خطراً على أنفسهم والآخرين .قد يكون الجنون في لحظة معينة وقد يستمر فترة طويلة ،ومنه ما يكون متقطعاً يظهر في أوقات متقطعة لساعات أو أيام ثم يعود المجنون على أثرها واعياً مدركاً مالكاً زمام أرادته ، ومنه ما يكون كلياً دائماً ، ومنه ما يكون جزئياً أي يصيب جزء من دماغ الانسان فيفقده جزء من ملكاته العقلية .لقد ذكر لنا التاريخ كثير من قصص مجانين العشق ومنها قصة مجنون ليلى الذي جن بعشقه لليلى وبلغ العشق بقيس ان اخرجه إلى الوسواس والهيمان وذهاب عقله وكثرة هذيانه وهبوط الاودية وصعود الجبال والتفرد في الصحراء فكان كالصبيان يلعب بالتراب ويهذي كالمجنون وكان اذا ذكرت له ليلى رجع إلى عقله وتجلت عنه غمرته . وحكي أنه في بداية وسواسه قيل لآبيه لولا أخذته وذهبت به الى الحج وأمرته ان يدعو الله أن يجلي عنه حب ليلى ، ففعل وأخذه إلى الحج وعند الكعبة قال له أبوه : يا بني خذ بستار الكعبة واطلب الله أن ينسيك ما بك من حب ليلى ، فذهب المجنون وتمسك بأستار الكعبة وقال : اللهم زدني لليلى حباً إلى حبها وارني وجهها في خير وعافية ، فضربه أبوه ، فأنشد يقول : ذكرتك والحجيج لهم ضجيج ...... بمكة والقلوب لها وجيب .لقد كتبوا وألفوا ونشروا وأنتجوا العديد من النتاج تروي قصة عشق بين شخصين كانوا على درجة البلوغ ، فما حال جنون العشق بين الملايين البشر على مختلف أعمارهم اتجاه معشوق واحد ؟ حيث بلغ بهم العشق أن يقدموا أرواحهم على مر الزمن بفعل الحكام الظلمة ليقتلوا ويعدموا كل من تقدم لزيارته والى يومنا هذا يقدمون تلك الارواح الطاهرة بفعل التفجيرات والعبوات والاغتيالات . ومنهم من قدم احد أجزاء جسمه مقابل أن يزوره ، ومنهم من قدمه ماله من اجل الوصول اليه ، ومنهم من تعذب وسجن وحبس للقاء به . فقد سلكوا الصحراء والوديان والبساتين متخفين خلسة في ظلمة الليل مرددين بصوت عالي (( أبد والله يا زهراء ما ننسى حسينا )) فكانوا لا يخافون السلطات الظالمة على الرغم من قسوة تلك السلطات ،ولا متغيرات الطقس بين الاجواء الباردة والحارة ، وبين الجوع والعطش ، وبين الخوف من أزلام النظام وفرحة الوصول وقبول الزيارة .فكم هي القصص التي تحكي هذا العشق الجنوني ، فكل واحد منا له قصة مع هذا المعشوق الإلهي . فحن مصابين بالجنون الكلي الدائم ، فلا نستطيع لحظة أن نفارقه أو لن نذكره ، فان بذكره ترجع عقولنا وتتجلى عنا غامرات جنون العشق الفطري . فكم هو الشوق الذي نحمله اتجاهه بدعوة زيادة هذا العشق وتجديده طول السنة بزيارته مأخذين بستار شباكه ساكبين الدمعة داعين ربه وربنا أن يحفظ بلدنا من كل مكروه ، وان ينعم على شعبنا بالآمن والأمان .أن السير إلى هذا المعشوق ، هو السير على خطاه ، وهو السير نحو تحقيق الاهداف التي أراد أن يحققها ، وان السير له هو التمسك بتلك المبادئ التي نادى بها . وان السير له هو لطرد الظلم والظالمين والفاسدين والمارقين . فما أحلى اللقاء به والتمسك بمنهجه ، فحن مجانين بحبه ، وليطلقوا علينا ( مجانين الحسين ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك