عادل العتابي
ما ان نسمع بالقاء القبض على عدد من المطلوبين،والارهابين القتلة وفق المادة 4 ارهاب، حتى تغيرت النغمة هذه الايام لنسمع بهروب عدد من الموقوفين او السجناء وفق تلك المادة وباعداد كبيرة جدا، نفرح عندما نسمع بالقاء القبض على عشرة او عشرين ارهابيا، الا ان الاخبار تنقل لنا بعد يوم او يومين بان اكثر من خمسمائة ارهابي قد تم تهريبهم من هذا السجن او ذاك الموقف، ان تكرار تلك الخروقات الامنية، وهروب السجناء الارهابين، يعد اصعب الف مرة من الخرق الامني الذي يستهدف عددا من الابرياء من خلال تفجير سيارة مفخخة، او عبوة ناسفة، او تفجير انتحاري بحزام ناسف، وغيرها من العمليات الانتحارية الارهابية، التي تنتجها ماكنة الارهاب المسننة والتي توزع انتاجها الارهابي على الجميع، وبحصص تكاد ان تكون متساوية.وتأخذ عمليات هروب السجناء والموقوفين طابعا اعلانيا ودعائيا من البعض الذي يتعمد تهويل الموقف، او منحه الحجم الذي يفوق حجمه الطبيعي، لاسيما من قبل المنظمات الارهابية، التي خططت ونفذت العمليات، والغاية الاساسية منها اسقاط المقابل سياسيا، وكأن ذلك الارهابي او المجموعات التي تم تهريبها من السجون والمواقف تقوم بقتل فئة معينة من الشعب، وانها تستهدف الحزب الفلاني وليس لها علاقة بالاحزاب المؤتلفة الاخرى مع ذاك الحزب، لقد علمتنا الايام والسنين الطوال منذ سقوط النظام الدكتاتوري، وحتى الان ان الارهاب لايفرق بين اطراف العملية السياسية، وان كل اطراف الائتلاف الوطني تقف سواسية امام اسنان الارهاب، فلم نسمع ان الارهاب استثنى احدا من تلك الاحزاب والتيارات، بل استهدف الجميع، وهذا يتطلب تعاونا وتنسيقا كبيرا بين كل القوى الممثلة للائتلاف الوطني، لاجل الوقوف بوجه الارهاب كما هي العيدان المجتمعة التي ترفض ان تتكسر بسهولة، وانها تتكسر فرادا بكل يسر.ان تزكية قادة وافراد القوات الامنية، والتاكد من ولائها للعراق الجديد، ومحاسبة المقصرين منهم، وترقية، ومكافئة، المجدين والحريصين منهم، والذين يضحون بكل شيء لاجل العراق هو الفيصل في القضاء على موضوع هروب السجناء والموقوفين، اما ان يستمر ازلام البعث في قيادات الجيش والشرطة، وقيامهم بوضع الافراد الذين بمعيتهم اهدافا سهلة للارهاب، ومحاولة تسهيل قتل افراد القوات المسلحة بكل الاشكال، فان هذا يضع الجميع امام سؤال كبير، الى متى يبقى اؤلئك ادلاء للارهاب؟ يتعاونون مع كل المنظمات الارهابية وبكل المسميات لاسقاط العملية السياسية او استهداف مكون معين ومهم من مكونات الشعب العراقي.انه لمن العار ان يفلت اعداء الشعب وقاتلي ابنائه من العقاب، وان يعودوا مرات ومرات لتنفيذ القتل الجماعي لابناء العراق، من خلال تكرار مسلسل هروب السجناء، والموقوفون، ومن دون تحديد المسؤولية في هروبهم من القادة في القوات الامنية، فلا احد يتمكن من الهرب ما لم يكن هناك من يساعده على الهرب، ويزوده بالسلاح، ووسائل الاتصال بالخارج، وتوفير ملابس الهروب، وكل الامور الاخرى، وبالتالي فان هناك من يهرب، وهناك من يساعد على الهرب، والاولى ان نقيم الحد على الاخير، ومن ثم نبحث عن الهارب.
https://telegram.me/buratha