المقالات

قبل التقريب بين السنة والشيعة يجب الاتفاق

627 02:50:00 2013-12-18

سامي جواد كاظم

التقريب بين المذاهب عبارة اطلقها الكثيرون من السنة والشيعة وحتى الوهابية ولكن من غير فعل مؤثر لتحقيق هذا التقارب والاسباب كثيرة منها اعداء الاسلام ومنها بعض مشايخ السنة والشيعة ومنها قلة ثقافة المسلم ، وحتى يمكننا ان نحقق التقارب هنالك مفهومان يجب توضيحهما قبل التقارب اولا الاتفاق على هوية عدو الاسلام ، والثاني التقارب من غير الغاء العقيدة والهوية ، ولكل مفهوم اشواك في طريقه .اصلا نحن المسلمون لسنا متفقين على هوية عدو الاسلام والبعض منا يتفق مع الاخر في تحديد هوية العدو ظاهرا الا انه باطنا متفق مع العدو على اخيه المسلم ،والبعض يتهم شخص غير مسلم هو عدو الاسلام لانه غير مسلم وهذا تجاوز على قدسية الانسان ، ومن هذا المنطلق تكون هوية عدو الاسلام اهم خطوة يجب ان يتفق عليها المسلمون، مع العلم ان العدو لايحتاج الى البخاري والكليني لمعرفة هويته في عصرنا الحاضر بل الى الواقع الذي نعيشه ، التقارب المامول هو غض النظر عن الماضي بين المختلفين فليس من مصلحة الاسلام التهجم على رموز أي طرف من الاطراف ،واهم ما يجب على المسلمين ان لايلتفتوا الى بعض الادعاءات والاقاويل التي يطلقها شذاذ القوم سواء من السنة او الشيعة وليكن عقلاء القوم هم الحجة لكل طرف على نفسه فاذا ما ظهر شخص هنا يتهم احدى زوجات النبي اتهامات باطلة او هناك من يقول ان الشيعة اخطر من اليهود فهؤلاء لا يعبرون الا عن انفسهم وعلى عقلاء القوم ان يردوا كل من يثير هكذا مفاهيم تؤدي الى التباعد بين المسلمين ، فالعدو الحقيقي للاسلام هم صنفان الاول خارجي معروف والثاني هم جهلاء القوم فاذا اتفقنا على هويتهم نكون قد نجحنا في اجتياز الخطوة الاولى نحو التقارب .الامر الاخر عدم الغاء الهوية او العقيدة فاننا نحتاج الى تقارب ثقافي او توحيد الثقافة الا وهي كيفية الالمام بثقافة الغير واحترامه فيما يقدس وعندما تكون الثقافة موحدة فانها تؤدي الى التقارب المنشود ، توحيد الثقافة عمل عليها كثيرا الشيخ محمد تقي القمي (قدس سره) وكانت مساعيه ناجحة وثمارها في الازهر والنجف وقم والزيارات المتبادلة فيما بين عقلاء القوم كانت مستمرة ومثمرة .المسلمون متفقون ولكن بالثقافة مختلفون فاذا ما توحدت الثقافة توحد المسلمون وحتى تتضح صورة توحيد الثقافة اذكر لكم هذه القصة اللطيفة .كان أربعة من الفقراء جالسين في الطريق وكل منهم من بلد، أحدهم رومي والثاني فارسي، والثالث عربي والرابع تركي، ومرّ عليهم محسن فأعطاهم قطعة من النقد غير قابلة للتجزئة ومن هنا بدا الخلاف بينهم، يريد كل منهم أن يجعل الآخرين على اتباع رأيه في التصرف في هذا النحو، أما الرومي فقال نشترى بها (رستافيل) والفارسي قال: أنا لا أرى من (الانگور) بديلا، وقال العربي: لا والله لا نشتري به إلاّ (عنبا) وقال التركي متشددا في لهجة صارمة: أن الشيء الوحيد الذي أرضى به هو: (اوزوم) اما ما سواه فاني لا أوافق عليه أبدا، وجرَّ الكلام بين الأربعة إلى الخصام، وكان يستفحل الأمر لولا أن مرَّ عليهم رجل يعرف لغاتهم جميعاً، وتدخل للحكم بينهم. فبعد أن سمع كلامهم جميعا وشاهد ما أبداه منهم تشدد في موقفه أخذ منهم النقد واشترى به شيئا وما أن عرضه عليهم حتّى رأى كل منهم فيه طلبته، قال الرومي هذا هو (رستافيل) الذي طلبته، وقال الفارسي: هذا هو (الانگور) وقال العربي: الحمد لله الذي أتاني ما طلبت، وقال التركي: هذا هو (اوزوم) الذي طلبته، وقد ظهر أن كلا منهم كان يطلب العنب من غير أن يعرف كل واحد منهم انه هو بعينه ما يطلبه أصحابه.فلو كانت الثقافة موحدة لكانت هوية عدو الاسلام معروفة فنحن بحاجة الى توحيد ثقافة واتفاق على هوية العدو

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظم
2013-12-18
اخي العزيز في الاسلام محمد صادق الصراحة حلوة ، لا الشيعي يتنازل عن موروثه التاريخي ولا السني كذلك وحتى يتم التقارب لنترك الخلاف ونتمسك بالمتفق عليه وهذا لا يتم الا من خلال توحيد الثقافة والاتفاق على من هو عدو الاسلام
محمد صادق
2013-12-18
ليش ماتنشرون التعليقات
محمد صادق
2013-12-18
اخ سامي يهمني ان اسمع رأيك بتعليقاتي السابقة لاصدق نيتك في الحوار او تنشرها في موقع آخر يعطي حرية جيدة في نشر التعليقات .واما اذا انت تنشر مقالات لمجرد النشر والدعاية الانتخابية لناس معروفين فهذا بحث اخر خاصة وانني كثيرا ما اعلق هنا ولا تنشر تعليقاتي علما انني من اهل السنة واريد افهم منكم
محمد صادق
2013-12-18
تكملة ان ضحية الخلافات المذهبية هم البسطاء اما الناس المسؤولون عن تأجيجها فهم في ابراج محمية لاتصل اليهم شظايا الاحتراب ويتنعمون باموال الفقراء الكادحين بل يجعلونهم ميليشيا لهم ليحافظوا على سلطانهم .كانت الخلافات العميقة مخبأة في خبايا الكتب العتيقة لكن الفضائيات الملعونة هي من ابرزتها للعلن كالتنين الشرير القاتل الحارق فذهب عشرات الوف الضحايا والقادم اظلم .وانت باعتبارك شيعي هل تعتقد ان الشيعة سيتنازلون عن رواياتهم الخلافية التي ينكرها اهل السنة وبعض مثل حادثة كسر الضلع التي انكرها فضل الله
محمد صادق
2013-12-18
اخي سامي ماتتفضل به فكرة محمودة والكل يتمناها ،لكن محاولات التقارب لايمكن ان تحصل بل ان الخلاف والشقاق يبدو انه سيستمر لان له اهداف وابعاد سياسية اكثر منها دينية ،وفي كل مرة نرى كل طرف يعلن انه يريد التقارب فانه يضمر في داخله جذب الاخر واحتوائه وباختصار شديد هل يمكن ان يتنازل الشيعة عن الامامة والعصمة وبالذات اصرارهم على ان عمر سلب الخلافة من الامام علي بالسقيفة وسب الصحابة مباشر او غير مباشر فعقيدة الشيعة تقوم على الولاية ولعن من غصبها في كل يوم .هذا مجرد حلم لكننا للهاوية الكبرى ماضون وتحيةلكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك