سامي جواد كاظم
التقريب بين المذاهب عبارة اطلقها الكثيرون من السنة والشيعة وحتى الوهابية ولكن من غير فعل مؤثر لتحقيق هذا التقارب والاسباب كثيرة منها اعداء الاسلام ومنها بعض مشايخ السنة والشيعة ومنها قلة ثقافة المسلم ، وحتى يمكننا ان نحقق التقارب هنالك مفهومان يجب توضيحهما قبل التقارب اولا الاتفاق على هوية عدو الاسلام ، والثاني التقارب من غير الغاء العقيدة والهوية ، ولكل مفهوم اشواك في طريقه .اصلا نحن المسلمون لسنا متفقين على هوية عدو الاسلام والبعض منا يتفق مع الاخر في تحديد هوية العدو ظاهرا الا انه باطنا متفق مع العدو على اخيه المسلم ،والبعض يتهم شخص غير مسلم هو عدو الاسلام لانه غير مسلم وهذا تجاوز على قدسية الانسان ، ومن هذا المنطلق تكون هوية عدو الاسلام اهم خطوة يجب ان يتفق عليها المسلمون، مع العلم ان العدو لايحتاج الى البخاري والكليني لمعرفة هويته في عصرنا الحاضر بل الى الواقع الذي نعيشه ، التقارب المامول هو غض النظر عن الماضي بين المختلفين فليس من مصلحة الاسلام التهجم على رموز أي طرف من الاطراف ،واهم ما يجب على المسلمين ان لايلتفتوا الى بعض الادعاءات والاقاويل التي يطلقها شذاذ القوم سواء من السنة او الشيعة وليكن عقلاء القوم هم الحجة لكل طرف على نفسه فاذا ما ظهر شخص هنا يتهم احدى زوجات النبي اتهامات باطلة او هناك من يقول ان الشيعة اخطر من اليهود فهؤلاء لا يعبرون الا عن انفسهم وعلى عقلاء القوم ان يردوا كل من يثير هكذا مفاهيم تؤدي الى التباعد بين المسلمين ، فالعدو الحقيقي للاسلام هم صنفان الاول خارجي معروف والثاني هم جهلاء القوم فاذا اتفقنا على هويتهم نكون قد نجحنا في اجتياز الخطوة الاولى نحو التقارب .الامر الاخر عدم الغاء الهوية او العقيدة فاننا نحتاج الى تقارب ثقافي او توحيد الثقافة الا وهي كيفية الالمام بثقافة الغير واحترامه فيما يقدس وعندما تكون الثقافة موحدة فانها تؤدي الى التقارب المنشود ، توحيد الثقافة عمل عليها كثيرا الشيخ محمد تقي القمي (قدس سره) وكانت مساعيه ناجحة وثمارها في الازهر والنجف وقم والزيارات المتبادلة فيما بين عقلاء القوم كانت مستمرة ومثمرة .المسلمون متفقون ولكن بالثقافة مختلفون فاذا ما توحدت الثقافة توحد المسلمون وحتى تتضح صورة توحيد الثقافة اذكر لكم هذه القصة اللطيفة .كان أربعة من الفقراء جالسين في الطريق وكل منهم من بلد، أحدهم رومي والثاني فارسي، والثالث عربي والرابع تركي، ومرّ عليهم محسن فأعطاهم قطعة من النقد غير قابلة للتجزئة ومن هنا بدا الخلاف بينهم، يريد كل منهم أن يجعل الآخرين على اتباع رأيه في التصرف في هذا النحو، أما الرومي فقال نشترى بها (رستافيل) والفارسي قال: أنا لا أرى من (الانگور) بديلا، وقال العربي: لا والله لا نشتري به إلاّ (عنبا) وقال التركي متشددا في لهجة صارمة: أن الشيء الوحيد الذي أرضى به هو: (اوزوم) اما ما سواه فاني لا أوافق عليه أبدا، وجرَّ الكلام بين الأربعة إلى الخصام، وكان يستفحل الأمر لولا أن مرَّ عليهم رجل يعرف لغاتهم جميعاً، وتدخل للحكم بينهم. فبعد أن سمع كلامهم جميعا وشاهد ما أبداه منهم تشدد في موقفه أخذ منهم النقد واشترى به شيئا وما أن عرضه عليهم حتّى رأى كل منهم فيه طلبته، قال الرومي هذا هو (رستافيل) الذي طلبته، وقال الفارسي: هذا هو (الانگور) وقال العربي: الحمد لله الذي أتاني ما طلبت، وقال التركي: هذا هو (اوزوم) الذي طلبته، وقد ظهر أن كلا منهم كان يطلب العنب من غير أن يعرف كل واحد منهم انه هو بعينه ما يطلبه أصحابه.فلو كانت الثقافة موحدة لكانت هوية عدو الاسلام معروفة فنحن بحاجة الى توحيد ثقافة واتفاق على هوية العدو
https://telegram.me/buratha