المقالات

إغتصاب العذراء..!

712 07:29:00 2013-12-18

محمد الحسن

"يمنع دخول غير المنتسبين"..فمن هنا يأكل الجميع..ثمة عجلات يستقلها رجال بإلوان مختلفة, شقر, وحمر, وسود, وبيض..يعبّرون عن جنسيات وأصقاع مترامية الأطراف من هذا العالم المليء بالموبقات. أهنا فقط يتجولون؟..حتماً لا؛ فالأرض متصلة ببعضها, ولابدّ من إتصال ما في باطنها, غير إن البيوت المتهاوية تمنع إستعمار ما تحتها, ليس لقدرة السكان على المنع؛ إنما لإبقاء الأعين مغمضة عن ما يحدث..! والمنتسبون, أليسوا من السكان؟..بلا هم كذلك, وكحاجة لخدماتهم سُمح لهم...النفط في كلِ مكان..هنا البصرة, بغربها, وشرقها, أستحالة طبيعتها الخلاّبة وجنتها الطروب إلى نارٍ موقدة, وقيرٌ أسود يجتاح قلب الأهوار, "جنة الغناء التي أزيل منها أثر الموت" لم تتحول إلى مرتع لذكرى المقاتلين الأشاوس, أو لصرحٍ يرتّل قصة النضال والجهاد ضد الطغيان..بعض البقايا من القصب, تحكي مأساة الطيور المهاجرة, تلك الآتية لقضاء فصول العسل هنا؛ لا مأوى لها سوى بنادق الأفذاذ العابثة, والمتسلية بتلك الكائنات!..الناس في البصرة يعرفون, ويتجنبون الذهاب غرباً أو شرقاً, خوفاً من نداء الواجب, وحسرة القلب, وفوق هذا "يمنع الدخول"..أنكفأت المدينة حتى صارت ممر يقع في المنتصف, فكل أراضيها محرّمةٌ على أهلها.الأرض مجنونة, وكل ما فيها ثروة, وما عليها نعمة, أزيل ماعليها لتسهيل إسخراج مافيها..ولم يتغير شيء؛ بل شابت رؤوس من يعرف الحقيقة بصفحاتها..لماذا تراخيص نفطية؟!التراخيص تعني الأستثمار, أو حفر الأرض, أو أستخراج النفط. النفط مستثمر بإيادٍ عراقية, وما يصدرّه العراق, قادر على الوصول لنفس الأرقام من الموازنة السنوية..معادلة الأستثمار ظالمة, فالنفط حسب التسعيرة الحالية (90-100)دولار, جزء كبير من هذا الرقم يذهب للشركة المستثمرة, والباقي للدولة, ثمة مستحقات أخرى لتلك الشركات؛ فأجور الحماية, وعجلات الدفع الرباعي, والأدوات, وجميع أحتياجات العمال, والطرق, كلها تدفع من النفط, أي من الأموال المخصصة للعراق..الصافي, قد يكون صفراً..!جولات التراخيص النفطية, تمثّل أغتصاب وإحتلال لمحافظة البصرة, أو أستعمار إقتصادي, وهو أثقل أنواع الأستعمار..إذ يأخذ دون عطاء. للمركز الحصة الكبرى, وللأجيال اللاشيء!..كان في البصرة عشرات الآبار المنتجة للنفط, وبطاقات متوسطة أو أقل, ولم يكن هناك موت, واليوم هناك آلاف الآبار المنتجة, والحال كما هو, وأبناء البصرة يرسلون إلى الغرب والوسط ليموتوا كتماً أو تفخيخاً..كانت الأرض بكراً, لم تطأها أرجل السرّاق, رغم عبث الكثيرين بها, لكنهم لم يقربوا من أحتياطها النفطي الضخم..لم يعد ذلك النفط كما هو, ولو بقي النفط, لكان العزاء بضمانِ حق الأجيال..الدولارات الخمسة أستكثرها رئيس بغاة الخضراء, فُحرم منها السكان..في زمنٍ قادم, سيقال: هنا كانت ثروة عظيمة, ولم يستثمرها أجدادنا, بل سلّموها -ببراءة المخلص للوطن- بيد شخص من "جلاجل" وهذا وهبها لآخر من شهرستان..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-12-19
اذا كان الاستعمار سابقا يدخل البلدان عنوه عن اهلها ويسرق خيراتها من ارضها ما فوقها وماتحتها اما اليوم اهل الدار يستدعون الاستعمار لاحتلال بلادهم اقتصادياً بارادتهم انقلبت الموازين باسم الاستثمار واي نوع من الاستثمار تقاسم خيرات المنطقه المستثمره بين الشكات العالميه النفطيه والطبقه السياسيه الحاكمه وتحول الاموال للطرفين للبنوك الدوليه والشعب ينتظر مكرمات القائد وارض البصره محرمه على اهلها للنفط الذي تطفوا عليه ويحرم عليهم الا ستفاده (بالماي مطفحه وعطشانه)هذا حالها،الحمل الثقيل لاينهض به الا اهله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك