المقالات

تأجيل الموازنة والإنتخابات وتقسيم العراق

549 12:29:00 2013-12-18

واثق الجابري

جميعنا أدرك إن بعض السياسين هدفهم شخصي أناني، نراهم يقتلون الوطنية ويقسمون المجتمع ويفتعلون الأزمات، خطاباتهم منحطة وأفعالهم بائسة، يجعلون المواطن يعيش داومة الهَمْ اليومي وعلامات الإستغراب والإستفهام، يسأل كيف تسرق الأموال ويهرب او يُهرب السجناء المجرمين؟ كيف تتم الصفقات وتحت أيّ سقف تعقد جلساتها؟ كل هذه الأفعال حتى يفسح لهم المجال للسرقة العلنية دون رقيب!!معظم السياسيون من تلك الطبقة متشابهون بالظلم، يختلفون بالوسائل ويجتمعون على الأنانية والتنكر والتعالي على الشعوب.لا يكاد يمّر يوم الاّ وترتفع وتيرة التصعيد، بعض القوى السياسية يبدو إنها دائمة السعي لمشروعها الفئوي، لا همَّ سوى ما يحصلون من منافع شخصية وحزبية، الوطن في عيونهم شجرة خريف يجب أن تتساقط أوراقها مصّفرة، تحركها عواصف أفعال سلطوية، تجاوزت التلميح الى التصريح، ومَنْ كان يخجل من حديث الطائفية والتقسيم والمصالح الحزبية، صار فاعلاً ومعلناً لا يتردد.وحدة الشعب؛ قدسية الإنتخابات؛ إقرار الموازنة، من أهم مرتكزات العملية الديموقراطية، تقترن بإدارة الدولة التي صار الإنطباع فيها عن معظم الساسة سراق مفسدون أهدافهم إنتخابية ليس الاّ!! جعلوا الكثير من القوانين معلقة يدور حولها الجدل والصراع، بين الحكومة والبرلمان؛ الموازنة كان من المفترض أن تكتمل في الشهر الخامس وترسل الى البرلمان في التاسع، من الظاهر سنتهي السنة ولم ترسلها الحكومة لحسابات حزبية وإنتخابية ومزايدات، بعض الكتل تدور حول نفسها للبحث عن مسببات لتأجيل الفصل التشريعي وبالتالي تأجيل الإنتخابات حال عدم إقرار الموازنة، تترك الأمور على الغارب تتقاذفها أمواج سوداء ونوايا سيئة، تحرك عجلة التقدم الى الوراء لصراعات داخلية، حتى يعلن دون خجل تقسيم العراق الى 30 محافظة على أساس طائفي وعرقي وقومي.الصراع الإنتخابي دخل منعطفه الخطير، إستخدمت قوى السياسة الماسكة بالقرار القواعد الشعبية والمال العام، والأخطر إنها تسير بقوة نحو نسف العملية السياسية برمتها.التضحية بوحدة الوطن وعيش المواطن من أخطر وأقذر الوسائل السياسية، ومن أبشع الصور السوداوية للوجه الخلفي لمرأة السياسي.يبدو إن الجهات القابضة على السلطة، شعرت برياح التغيير تتجه بوصلتها نحوها، والمواطن كُشف له الغطاء، وعرف سلطويتهم ولاهمَّ لهم سوى كرسي نهب الثروات، يُشغال يومياً بالأزمات كي تترك الساحة فارغة لنهب الأموال علنياً. خيوط اللعبة السياسية المتبقية مستعدة بعض القوى لإستخدامها في نسف العملية الديموقراطية والتبادل السلمي، ثم تأجل الموازنة والإنتخابات ويقسم العراق الى دويلات متقاتلة، يقودهم كل مجموعة قطيع ذئاب مفترسة لا تشبع!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسن
2013-12-21
المشكله العراقيه اكبر من مجرد استبدال نواب فاسدين بنواب شرفاء او قاده فئويين او طائفيين باخرين وطنيين. القضيه العراقيه (فلنعترف بانها قضيه موغله في القدم) استبدلت الثقه بالغدر والاداره الابويه الحكيمه بالاذلال والانتقام وعلى مر العصور. الان يأتي من يأتي ليفهم العراقيين بانهم اخوه ومصيرهم واحد ومستقبلهم واعد بعد ان اصبحت داعش قاب قوسين اوادنى منهم بكل ماتلاقيه من ترحيب ونصره من البعض. لدينا مشكله بوجود قاعده جماهيريه اهدافها واضحه محاربة الاخر ولن يكون هناك حل الا بعزل العدوين في بلدين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك