المقالات

ايها الناخبون ميزوا الروث من الرخام /

597 22:24:00 2013-12-18

حافظ آل بشارة

الدعاية الانتخابية فن رفيع هدفه اظهار الجميل واخفاء القبيح ، خطة للمكياج الاعلامي قد ينفذها ‏خبير فيصنع نموذجا استعراضيا رائعا في الجمال والسحر ، او مكياج ينفذه جاهلون فيحولون ‏نقاط الجمال الاصلي الى نقاط قبح اضافي ، صناعة دمية اعلامية تتداولها الايدي والابصار ‏والاسماع على مسرح العرائس المؤقت ، ولكل صبغة عمرها ولكل لون مدته ولكل ضوء أجله ، ‏خرافات واوهام سمعية وبصرية تنشط وقتا ثم تختفي فجأة ليحل الظلام . قد يخسر الأخيار الذين ‏لا يجيدون تسويق انفسهم ، ويربح الاشرار الذين يجيدون سحر الكلام وتحريك الدمى ، جوهر ‏المشكلة احيانا سهولة تضليل الناخبين وعجزهم عن التمييز بين البر والفاجر ، ومن أجل انقاذ ‏الناخبين من التضليل والخداع والشعوذة الدعائية يجب توعيتهم ، لا يمكن للأمة ان تكون صاحبة ‏القرار في انتخاب الحاكمين وهي أمة مخدوعة ، هناك خطوات بسيطة لصناعة الذكاء الانتخابي ‏، ابتداء على الناس قراءة تأريخ الشخصيات والاحزاب من مصادرهم الخاصة ، قراءة وجوه ‏القوم قبل المكياج ، نظافة السمعة الشخصية ، نظافة اليد ، نظافة التأريخ ، نظافة العرض ، ‏السابقة السياسية والمهنية ، التضحيات السابقة ، التدقيق في اوضاع القيادات والحواشي ، ‏فضائلهم ورذائلهم ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، هناك أحزاب شامخة في تأريخها وفكرها ‏وتضحياتها ونزاهة قياداتها واخلاصها ودينها وارتباطها بوطنها ، وأحزاب أخرى تحولت الى ‏مراكز تدريب لاكتساب مهارات الفساد والاختلاس والمحسوبية وتشكيل العصابات والكسب ‏الحرام وتزوير الشهادات وتمرير العقود وادارة الصفقات والظلم وسرقة جهود المستضعفين ، ‏واختلاق الالقاب والعناوين ، والاحتماء بالمرتزقة والمتملقين ، وتهميش الشرفاء والمبدعين ، ‏يريدون بلوغ السلطة لسرقة ما تبقى من البلد وليس لخدمة الشعب ، احذروا الدمى الانتخابية ‏الملونة قبل تساقط الاصباغ ، اذا وصل سكان هذه الزوايا العفنة الى السلطة فسوف ينقلون ‏امراضهم الى مؤسساتها ، واذا كانوا في ظل الحزب يسرقون المليار فهم في ظل الدولة ‏سيسرقون الامصار ، قد يصلون الى السلطة بالتزوير والتضليل والتهديد وشراء الاصوات ، ‏وهكنا تتحول الانتخابات من وسيلة لاختيار الاصلح الى وسيلة لتمكين الافسد ، ومن اداة لتطويق ‏الفشل الى اداة لنشره ، اخراج مظاهر الانحطاط من اروقة الاحزاب الى اروقة الدولة. ومثلما ‏هناك من ينصح الناخب بتجنب الوقوع في سحر الدمى الانتخابية فهناك ايضا من ينصح ‏الاحزاب الاصيلة ان تتخلص من فاسديها الذين هم كلطخة سواد في ثوب ابيض ، انهم حريق ‏يلتهم مصداقية اي كتلة او تحالف او قيادة نزيهة ، تصوروا ان يصل هؤلاء الى مواقع السلطة ، ‏سيكونون اداة لنشر الفساد وليس مكافحته ، واداة لنشر الارهاب وليس محاربته ، واداة لتقسيم ‏البلاد وليس توحيدها ، واداة لتسليم البلد الى الاجانب وليس حفظ سيادته ، كل شيء عندهم قابل ‏للبيع ، من ينتخبهم فهو مخدوع ، ومثله كمثل من يستخدم الروث في البناء ويريد ان يحصل على ‏قصر من الرخام . ‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك