الحاج هادي العكيلي
لقد تعود نواب البرلمان العراقي ان يلعبوا سنوياً لعبة الموازنة الاتحادية في اجواء برلمانية بين الجر والعر وبين الرفع والكبس وبين لك ذلك ولي هذا فيصبح البرلمان ساحة للمهاترات السياسية النفعية الضيقة .ومع اقرار الموازنة الاتحادية ومناقشتها في البرلمان تتعالى أصوات اللاعبين بين مؤيد ورافض . فتبدأ المزايدات السياسية على هذه الفقرة أو تلك من أجل تحقيق بعض المكاسب السياسية . فعلى مر السنوات الماضية كانت الموازنة تتأخر من أجل إقرارها في مجلس النواب . فقد كان تمريرها يرافق تمرير بعض القوانين والقرارات غير متفق على تمريرها من قبل أعضاء مجلس النواب لينتهزوا فرصة أقرار الموازنة الاتحادية من أجل إقرارها وكما يطلق في مجلس النواب بسلة واحدة . لقد عان الشعب العراقي من تأخر الميزانية الاتحادية خلال الفترة الماضية لوجود صعوبات يخلقها النواب أمام تمرير الموازنة ، حيث تأخرت موازنة عام 2013 أكثر من شهرين وسط مقاطعة النواب الكرد بسبب خلافات عدة تأتي على رأسها مستحقات الشركات الاجنبية العاملة في الاقليم .أن هناك أيادي خفية ومبطنة تريد تأخير أقرار الموازنة الاتحادية لغرض تأجيل الانتخابات البرلمانية المقبلة وخير دليل أن الموازنة الاتحادية إلى اليوم لم تصل إلى مجلس النواب من مجلس الوزراء .وكان المفروض وصول الموازنة منذ منتصف الشهر العاشر حتى تدرس بشكل مفصل لكي يتم إقرارها . وهذا واضح لدى أغلب المواطنين المتابعين للوضع السياسي في العراقي بأن هناك كتلة ترى أنها لن تكون بأحسن من حالها الحالي لانشقاق وتشتت وانفراد القوائم التي كانت منضوية تحت تلك الكتلة ، فأن طالبت عدة مرات من تأجيل الانتخابات ولكن ضغط المرجعية الدينية والكتل السياسية الاخرى والشعب أجبرها إلى تحديد موعد الانتخابات يوم 30 / 4 / 2014 . وها هي تلعب أخر ورقة في لعبة تأجيل الانتخابات بتأخير الموازنة الاتحادية وهي على علم مسبق أن تمرير الموازنة سيواجه صعوبات مما يؤدي إلى تأخير اقرارها وبهذا سوف يؤدي إلى تأخير أو تأجيل الانتخابات إلى موعد لا يعلمه الا الله لتبقى تلك الكتلة محافظة على مكاسبها ومستولية على السلطة بغير وجه قانوني .أن خلق الذرائع والحجج لغرض تأجيل الانتخابات المقبلة هي من شيمة الكتل السياسية الضعيفة التي تعرف نفسها انها خاسرة في الانتخابات ولكنها تجري مثل هكذا حجج أو ذرائع هو لكسب الوقت عسى أن يتحسن موقفها جماهيرياً . وأن تأجيل الانتخابات بذريعة الموازنة الاتحادية هو اعتداء صارخ على حقوق المواطن . لقد دعا ممثل المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة في خطبة الجمعة إلى أبعاد الموازنة الاتحادية عن التجاذبات السياسية والدعاية الانتخابية ، حيث تحاول بعض الكتل السياسية من استغلالها في قضايا انتخابية والأخطر من ذلك إلى استغلالها بتأجيل الانتخابات المقبلة مما يؤدي الى دخول البلد في فراغ قانوني وحدوث صراعات سياسية بين الكتل السياسية فتكون لعبة الموازنة الاتحادية من أخطر الالعاب السياسية .
https://telegram.me/buratha