مديحة الربيعي
الضمير هو منظومة؛قيمية تتشكل لدى الفرد من خلال العائلة والمجتمع والتعاليم الدينية؛ وغيرها من قنوات التنشئة؛ التي تساهم في تشكيل سلوكيات الشخص.يظهر دور الضمير واضحاً في ردع الفرد عن ألابتعاد بكل ماهو منافي للقيم والأخلاق وتعاليم السماء وأذا مالتزم كل فرد بأتباع الضمير سينتج هذا مجتمعاً سليماً ذو منظومة قيمية متكاملة,وهذا ما أراده الدين الإسلامي الحنيف للمجتمعات إذا ما التزمت حرفياً بتعاليمه,ولكن مسألة الضمير والتعامل به نجد أنها تشكل عائقاً للبعض فيسعى للتجرد منها تدريجياً غالى أن يصل إلى مرحلة يصبح؛فيها قادراً على أن يرتكب إي خطيئة ولايقف عند حدود المحرمات,وهذا النمط من الناس يمثله الساسة وخصوصاً ذوي المناصب العليا أو رأس الهرم كما يطلق عليهم,أذ يصبح الكرسي هو شغله الشاغل وهدفه الأول في الحياة فيسعى لتقديم كل شيء من أجل الحصول عليه وبعد أن يصل إليه يبدأ بتقديم؛التنازلات والتجرد من كل المثل والقيم بالتدريج إلى أن يصبح مسخاً لايشبه البشر؛إلا بالملامح فقط,وفيما عدا ذلك فهو لاينتمي إلى العالم الإنساني بأي شكل من الأشكال,فيصبح قادراً على الظلم والقتل وأرتكاب الفضائع وشراء الذمم,والأمثلة على ذلك أكثر من أن تورد من الطغاة ممن أنتهجوا هذا الطريق,حكام العراق خير دليل على ذلك فمنذ أكثر من 35 عاماً؛ولحد الآن لا يزال يعاني من الطغاة وتجار الضمائر, التجارة بالمبادئ في أوقات يشعر فيها المتسلقين أن بقائهم على الكراسي؛بات مهدداً والأنتخابات خير دليل وشاهد على ذلك,في حين من المفترض أن تكون وسيلة للتغيير نحو الأفضل لا أن تكون سوقاً؛يتهافت عليه الحمقى,آملين وطامعين بالبقاء على الكراسي,يسعون لشراء كل شيء يمكن أن يسهل مهمتهم,وخصوصاً بعض الأبواق الإعلامية والقنوات المأجورة,والصحف التي تروج للزعيم الأسطورة,الذي هو في الواقع لايستطيع أن يحمي نفسه فكيف يمكن أن يحكم أو يحمي بلداً؟أن من يبيع قلمه وفكره ومبدئه من أجل دنانير معدودة لن يكون إلا مجرد سلعة بمجرد أن ينتهي وقتها ترمى؛في أول سلة مهملات,أذ لم يعد الحاكم المبجل بحاجة أليه, بالأضافة إلى أن دوره في ظلم الناس لن يكون أقل من دور الطاغية فهو من يمهد له الطريق ويضلل الناس,فتجارة المسؤولين تختلف بضائعها عما يعرض في الأسواق,فهي تجارة تنعدم فيها المباديء وتعرض في مزاداتها الضمائر والقيم.
https://telegram.me/buratha