المقالات

مزادات الضمير

641 10:00:00 2013-12-20

مديحة الربيعي

الضمير هو منظومة؛قيمية تتشكل لدى الفرد من خلال العائلة والمجتمع والتعاليم الدينية؛ وغيرها من قنوات التنشئة؛ التي تساهم في تشكيل سلوكيات الشخص.يظهر دور الضمير واضحاً في ردع الفرد عن ألابتعاد بكل ماهو منافي للقيم والأخلاق وتعاليم السماء وأذا مالتزم كل فرد بأتباع الضمير سينتج هذا مجتمعاً سليماً ذو منظومة قيمية متكاملة,وهذا ما أراده الدين الإسلامي الحنيف للمجتمعات إذا ما التزمت حرفياً بتعاليمه,ولكن مسألة الضمير والتعامل به نجد أنها تشكل عائقاً للبعض فيسعى للتجرد منها تدريجياً غالى أن يصل إلى مرحلة يصبح؛فيها قادراً على أن يرتكب إي خطيئة ولايقف عند حدود المحرمات,وهذا النمط من الناس يمثله الساسة وخصوصاً ذوي المناصب العليا أو رأس الهرم كما يطلق عليهم,أذ يصبح الكرسي هو شغله الشاغل وهدفه الأول في الحياة فيسعى لتقديم كل شيء من أجل الحصول عليه وبعد أن يصل إليه يبدأ بتقديم؛التنازلات والتجرد من كل المثل والقيم بالتدريج إلى أن يصبح مسخاً لايشبه البشر؛إلا بالملامح فقط,وفيما عدا ذلك فهو لاينتمي إلى العالم الإنساني بأي شكل من الأشكال,فيصبح قادراً على الظلم والقتل وأرتكاب الفضائع وشراء الذمم,والأمثلة على ذلك أكثر من أن تورد من الطغاة ممن أنتهجوا هذا الطريق,حكام العراق خير دليل على ذلك فمنذ أكثر من 35 عاماً؛ولحد الآن لا يزال يعاني من الطغاة وتجار الضمائر, التجارة بالمبادئ في أوقات يشعر فيها المتسلقين أن بقائهم على الكراسي؛بات مهدداً والأنتخابات خير دليل وشاهد على ذلك,في حين من المفترض أن تكون وسيلة للتغيير نحو الأفضل لا أن تكون سوقاً؛يتهافت عليه الحمقى,آملين وطامعين بالبقاء على الكراسي,يسعون لشراء كل شيء يمكن أن يسهل مهمتهم,وخصوصاً بعض الأبواق الإعلامية والقنوات المأجورة,والصحف التي تروج للزعيم الأسطورة,الذي هو في الواقع لايستطيع أن يحمي نفسه فكيف يمكن أن يحكم أو يحمي بلداً؟أن من يبيع قلمه وفكره ومبدئه من أجل دنانير معدودة لن يكون إلا مجرد سلعة بمجرد أن ينتهي وقتها ترمى؛في أول سلة مهملات,أذ لم يعد الحاكم المبجل بحاجة أليه, بالأضافة إلى أن دوره في ظلم الناس لن يكون أقل من دور الطاغية فهو من يمهد له الطريق ويضلل الناس,فتجارة المسؤولين تختلف بضائعها عما يعرض في الأسواق,فهي تجارة تنعدم فيها المباديء وتعرض في مزاداتها الضمائر والقيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك