خضير العواد
الثورة الحسينية الأمل الأخير للشعوب لكي ترجع الى طريق الله القويم الذي بينه ورسمه جميع الأنبياء والمرسلين بما فيهم سيدهم وخاتمهم الرسول محمد صلى الله عليهم وعليه وأله وسلم ، هذه الثورة التي غرس بذورها وسقاها رسول الله (ص) من خلال أحاديثه الكثيرة منها قال رسول الله (ص) ( أن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا) .......(1) ومنها رواية التربة التي جلبها إليه جبرائيل عليه السلام من تراب كربلاء والتي تتحول لدم عبيط في يوم العاشر من محرم في يوم قتل الحسين عليه السلام وأعطاها لأم سلمة (رض) وأخبرها بذلك وغيرها من الروايات الكثيرة التي تؤكد على قيام الثورة وإستشهاد أبي الأحرار عليه السلام من يوم ولادته ، ومن ثم أكد الإمام علي عليه السلام في أكثر من موقف على ثورة الإمام الحسين (ع) وإستشهاده في كربلاء ، ومن ثم الإمام الحسن عليه السلام بل من أهم العوامل التي أدت الى دفع الإمام الحسن عليه السلام للموافقة على الصلح مع معاوية هي الحفاظ على المتبقين من خلص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام لكي يكونوا النواة الرئيسية للثورة الحسينية كحبيب بن مظاهر الأسدي ومسلم بن عوسجة وغيرهم من خلص الصحابة ، وقد أكد الإمام الحسن عليه السلام في الكثير من المواقف والأحاديث على ثورة أبي عبد الله الحسين عليه السلام منها قال الإمام الحسن عليه السلام (...لا يوم كيومك يا أبا عبد الله ، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل ، يدعون أنهم من أمة جدنا محمد (ص) ، وينتحلون دين الإسلام فيجتمعون على قتلك وسفك دمك وإنتهاك حرمتك وسبي نسائك وإنتهاب ثقلك فعندما تحل ببني أمية اللعنة ، وتمطر السماء رمادا ودما ويبكي عليك كل شيء حتى الوحوش في الفلوات والحيتان في البحار ) ....( 2) وغيرها من الأحاديث التي تؤكد هذا المعنى ، أي جميع المعصومون عليهم السلام قد حشدوا كل الطاقات لكي يواجهوا أنحراف الأمة ومن ثم بإعادتها الى الطريق القويم ستتبعها جميع الأمم بأعتبارها تمتلك الرسالة الخاتمة لجميع الرسالات الربانية ، لهذا فالثورة الحسينية قد خطط لها الله سبحانه وتعالى لكي ترشد جميع الأمم الى طريق الله القويم الذي لاعوجاج فيه ، فقد جمع أبو الأحرار عليه السلام كل الطاقات من أجل نجاحها بل من أجل أستمرارها الى أخر الزمان ترشد وتبين طريق الحق ، فقد هيئ القيادات الميدانية ليوم الثورة كأبي الفضل عليه السلام وحبيب بن مظاهر الأسدي بالإضافة الى القيادات التي تقود الحملة الإعلامية بعد الثورة لكي تنقلها الى الأمة من أجل أستنهاضها وتحركها ضد الطغاة والظلمة فكان الإمام زين العابدين عليه السلام وعمته فخر المخدرات زينب بنت علي عليها السلام ، ومن ثم حشد المعصومون عليهم السلام كل السبل من أجل المحافظة على هذه الثورة العظيمة التي تتأمل فيها الرسالات السماوية تحقيق أهدافها وغاياتها في هداية الإنسان ، فالإسلام المحمدي الذي وصل إلينا كله من نتاج الثورة الحسينية بالإضافة الى الجهد الذي بذله جميع المعصومون عليهم السلام وخصوصاً أبو الأحرار عليه السلام ، لهذا يتطلب منا كموالين أن ننشر هذه الثورة في جميع أنحاء العالم من أجل هداية الشعوب الى طريق الله القويم وهذا من صميم العوامل التي أدت الى ثورة أبي الأحرار عليه السلام ، فيجب علينا أن نجهز كل الطاقات والسبل من أجل تعريف العالم بمبادئ هذه الثورة العظيمة ، فألخط الشيطاني يبذل كل جهده من أجل محاصرة هذه الثورة وما يرتبط بها من مناسبات حتى تبقى بعيدة عن الشعوب لا تعرف عنها شيئاً ، لأنه يعلم علم اليقين لو أطلعت الشعوب على هذه الثورة ومبادئها لكانت تهرول بل تركض الى طريق الحق زرافات زرافات ، لهذا يجب أن نعمل المستحيل من أجل تحطيم هذا الحصار الشيطاني الذي عمله الشيطان وأتباعه حول الثورة الحسينية من أجل إبعاد الشعوب عن الإسلام المحمدي الأصيل ، فرفع أعلام الدول التي يشارك أبناءها في الزيارات المليونية ما بين الحرمين في كربلاء واحد من العوامل المهمة لتحطيم هذا الحصار بالإضافة الى دفع موسوعة غينيس للأرقام القياسية أن تضع هذه الزيارات المليونية في أكبر التجمعات البشرية في العالم ، نشر صور واحداث هذه الزيارات في كل حقول شبكة الإتصالات والإعلام من يو تيوب وفيس بوم وتويتر ويس أب بالإضافة للفضائيات والمهم في الأمر إذا كانت بلغات مختلفة وخصوصاً الإنكليزية والفرنسية والأسبانية لأعتبارها لغات منتشرة في جميع العالم ، والعامل المهم والذي نحتاجه من أجل الإسهام بشكل فعال في نشر هذه الثورة الى العالم عمل فلم عالمي يجسد واقعة كربلاء الأليمة ويتم تمثيله في أرقى الأستوديوهات العالمية كهوليود مثلاً حتى تشاهد الشعوب بأم عينها ماساة كربلاء الألمية وما جرى على أبي الأحرار عليه السلام وأهل بيته وأصحابه ،وهذا الفلم من أهم الأدوات التي تحطم هذا الحصار والى الأبد بل سيكون أقوى الوسائل وأكثرها فعالية في جذب الشعوب الى أحضان الإسلام المحمدي الأصيل ، لأنها الوسيلة الأكثر فعال في هذه الأيام والتي تدخل في كل بيت بل كل غرفة في العالم وتنقل لهم بالصوت والصورة تلك المآساة الألمية التي أبكت كل ما خلق الله سبحانه وتعالى ، لهذا يجب أن تتظافر كل الجهود من أجل تحطيم الحصار الإعلامي الذي يحيط بالثورة الحسينية ، حتى نكون أحد الحلقات التي يحتويها المخطط الإلهي الذي يريد تعريف العالم بالثورة الحسينية ومبادئها العظيمة .(1) مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج10 ص318(2) الأمالي - الشيخ الصدوق ص177
https://telegram.me/buratha