المقالات

حكومة المالكي .. سيادة قانون أم إرهاب دولة

482 14:22:00 2013-12-29

قيس المهندس

فجأة وبلا سابق إنذار، شهد العراق في الأيام القليلة الماضية ، دخول قوات الجيش في معارك ضد تنظيم (داعش) الإرهابي في صحراء الأنبار، يأتي ذلك بعد سنين ما فتيء بها ذلك التنظيم بالقيام بتفجير المؤسسات ودور المواطنين، وعمليات اختطافً واغتيالاتٍ في مختلف المدن، اصطبغت بها ارض العراق بلون الدم القاني، انطلاقاً من صحراء الانبار، وبعض المناطق الحاضنة لتلك المجاميع الإرهابية.وفي كل هذا فإن حكومتنا لم تبدي أي تحركاتٍ من شأنها ردع ذلك التنظيم؛ حتى اقترب موسم الإنتخابات، وفي ليلةٍ وضحاها، انطلقت عمليات الجيش العراقي لتدك اوكارهم، ورافق تلك العمليات تصعيداً إعلامياً من قبل إعلام الحكومة، من المفترض أن يكون موجهاٍ الى دعم القوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب، الّا أن ذلك الإعلام رافقه تصريحات غريبة للقائد العام للقوات المسلحة، والتي اتهم فيها خصومه السياسيين، وبعض وسائل الإعلام، بدعم تنظيم (داعش)، وتوهين الجيش العراقي.مع ان ما طُرح في وسائل الإعلام، حتى من الفرقاء السنة أنفسهم، لم يكن سوى تشجيع للجيش العراقي في ضربه للإرهاب، مع النصح والتحذير من المساس بالمدنين، كي لا يتم تحين الفرص من قبل المتربصين للنيل من جيشنا الباسل، واتهامه بقتل المواطنين المسالمين.تصرفاتٌ غريبة، وتصريحاتٌ عجيبة، بات يطلقها المالكي بين الفينة والأخرى، هذه المرة تنبئنا بالخطر الكبير على الأمن السياسي، وبالتالي على الديمقراطية الإجتماعية، والحريات الشخصية. فبعد التهم التي كالها رئيس الوزراء لكل من تطرق أو يتطرق الى الأحداث بالنقد، أو التحذير من مغبة الأخطاء التي قد ترافق العمليات العسكرية، أو التنويه الى بعض الأمور المتعلقة بها، واتهامهم بالخيانة ودعم الإرهاب؛ لا يستبعد ان يتطور الأمر الى اعتقال أولئك المتهمين (من وجهة نظر المالكي)، وقد يصل الأمر الى من يعبر عن رأيه الخاص في مواقع التواصل الإجتماعي!.ما نراه اليوم من تصريحاتٍ لجميع شرائح المجتمع العراقي، بمكوناته السياسية والاجتماعية؛ جميعها تتفق مع ضرب الإرهاب أينما كان، والكل يشد على أيدي الجيش العراقي، الّا أنّ على الحكومة الأخذ بالحسبان؛ أن الجيش ملكٌ للوطن، وليس ملكاً للحكومة، وأن أفراد الجيش مواطنين، وليسوا مليشيا، او مرتزقة، او عبيدا لرئيس الوزراء. وعلى الحكومة إحترام، وتقبل الرأي الآخر مهما حصل، سيما إنْ كان ذلك الرأي لا يخالف الدستور والقانون، وعدم اللجوء إلى إستمالة السلطة القضائية، وتطويع السلطة التنفيذية لقمع الخصوم السياسيين، والتنكيل بهم.والّا بكل بساطة، ولا نحتاج الى جهد جهيد؛ بإتهام الحكومة في اختيار توقيت ضربها لجماعة داعش؛ بالدعاية الإنتخابية، وتحقيق أجندات لقوى الإستكبار العالمي، بل وأتهامها بالتقصير في الذود عن دماء الشعب العراقي، والتهاون والإستخفاف بتلك الدماء؛ بتأخير ضرب تلك الجماعات لما يقارب العامين، بالرغم من توفر الإمكانات اللازمة لضربها، منذ تسلم القوات الأمنية للملف الأمني من القوات المتعددة الجنسية عام (2010).وهنالك تساؤلٌ يُطرح : هل ان ما يصدر عن رئيس الوزراء سيادة قانون أم إرهاب دولة؟!.سينبئك الدهر بما غاب عن ناظريك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك