صباح الرسام
في كل عام يحتفل العالم بشتى اصقاع الارض باعياد الميلاد وراس السنة الميلادية وهو اليوم الذي ولد فيه النبي عيسى ع واستقبال سنة جديدة فنجد التهاني والتبريكات في هذه المناسبة الكبيرة التي يتوحد فيها العالم بشتى الوانه ، والاحتفال لا يقتصر على دين او مذهب او مكون معين لانها ولادة رسول الله عيسى ع احد اولياء العزم الخمسة عليهم السلام .وبما اننا نعيش في بلد معروف بتعدديته الدينية والمذهبية والقومية والعرقية نجد هذا المجتمع العراقي المتنوع سباقا بأقامة الاحتفالات وتبادل التهاني بين الأهل والأحباب والأصدقاء ونرى الاحتفالات المتنوعة في كل مكان وكل حسب طريقته الخاصة ، ان مشاركة المسيحيين وغيرهم في هذه المناسبة الخالدة يعبر عن توحد الإنسانية وحبها للسلام كما تعبر عن روح التلاحم والتعايش السلمي بين العراقيين وصفعة للظلاميين الذي يشكلون خطر على الانسانية .أن الاحتفالات في العراق لها طعم ونهكة تختلف عن كل دول العالم لمشاركة المجتمع التعددي مع اخوتهم في الوطن مما يدلل على حب العراقيين لنبي الله عيسى عليه السلام وحبهم للمكون المسيحي الذي يعتبر اقدم مكون في الوطن فهم اصل العراق التعددي المتنوع ، ويبقى المكون المسيحي مكون أساس بالرغم من قلة عدده فهو اساس بنوعه ، فهو مكون اصيل ومعروف بسلميته ومعاشرته للاخرين ويرفع شعار التسامح الذي رفعه المسيح ع وهذه اسمى صفات الأنسانية التي ترتقي بها الشعوب .كما ان هذه المناسبة تذكر الجميع بان المسيح يتعرضون للاستهداف من قبل الجماعات الظلامية والإرهابية التي تحارب العراقيين عامة وتحارب المكون المسيحي بشكل خاص في محاولة لتغيير ديمغرافية المناطق كما تحارب حريتهم فهم يتعرضون الى قمع لحريتهم ايضا ومنعهم من ممارسة اعمالهم ، وهذا يحتم على الجميع ان يقفوا وقفة جادة لمنع استهدافهم الذي يدق جرس انذار للمجتمع المتعدد ويهدف لإفراغ العراق من المكون المسيحي وهو مكون عراقي اصيل معروف بسلامه وتسامحه ، كما ان هجرة الكثير منهم الى الخارج احدث خلل في اللون العراقي مما يتطلب توفير الحماية للاخوة المسيح وللمناطق التي يتعرضون فيها للاستهداف بشكل مستمر للحفاظ على حياتهم ولايقاف هجرتهم ، وفي حال شعورهم بالأمان وممارسة حريتهم سيعجل في رجوع الذين هاجروا .ان العراق بلا مسيح ليس عراقا كما ان العراق بلا صابئة او بلا شبك او بلا ايزيدية او بلا اكراد او تركمان او بلا عرب او بلا سنة وشيعة ليس عراق الآباء والأجداد المعروف بتعدد مكونات مجتمعه وتعايشه السلمي .وبهذه المناسبة نهنئ الأخوة المسيح باعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية كما نهنئ العراقيين جميعا بكل اطيافهم والوانهم بهذه المناسبة اعادها الله بالخير والامن والسلام والالفة والمحبة على الجميع .
https://telegram.me/buratha