ما زلنا فيما يجري في غرب العراق وفي الأنبار، وإذا كان مطلوبا ولو على الأقل نظريا، الفصل بين الموضوعين، فإن الحقيقة تقول أن ذلك غير ممكن من الناحيتين العملية والنظرية..
وعدم الإمكانية تقودنا الى أن نقول وبصراحة أن أهل الأنبار الكرام، ليسوا منبعا للإرهاب، ولا هم حاضنين له، وهم جزء اصيل وحيوي في النسيج العراقي؛ وشخصيا لا أتصور للمروءة والكرم من معنى، بدون أهل الأنبار..إذاً؛ وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا بات غرب العراق مستقرا للتنظيمات المسلحة الإرهابية؟!
الإجابة تكمن في أن نلقي نظرة على المحيط المتصل بالأنبار من جهة خارج العراق، وسنكتشف بيسر ألأسباب..
سوريا المشتعلة نارا ودماء، والأردن الذي تعود أن يتغذى على مشكلات الآخرين، والسعودية التي خطت لنفسها منذ تأسست بحلف بين آل سعود والعقيدة التكفيرية، منهجا يخالف كل إهتمامات الإنسانية وإنشغالاتها..هؤلاء جيران العراق من الغرب، وبالأصح جيران الأنبار، وليس معقولا أن لا تتأثر الأنبار بجيرانها!
لكن كيف يمكن منع تأثرها؟!.. الحل ممكن ، ولكنه ليس يسير، إنه ممكن إذا خلصت النوايا من أجل الحل، سواء من الأنباريين، أو من باقي العراقيين، أو من الحكومة، وبالمقابل فإن يسر الحل منوط باللجوء الى القواعد التي سنها الدستور، وما تفرع عنه من قوانين، وليس بالقفز على القوانين وتنحية الدستور..
إن على الحكومة أن تتعامل مع الأنباريين بلا عقد مسبقة، وعلى الساسة والنشطاء السياسيين والفعاليات العشائرية في الأنبار، أن يقروا بأن ليس بيدنا من وسيلة غير الدستور نرتب بواسطتها أوضاعنا، ونحل من خلاله مشكلاتنا، ويتعين عليهم أن يغادروا الخطاب المتشنج، وإلإقلاع نهائيا عن إتهام الآخرين بالخيانة والعمالة والتشكيك، والكف عن إستخدام لغة التهديدات العنترية، وإجتياح بغداد، والوصول الى طهران، وهدم قم على رؤوس ساكنيها، سيما وأن جدران بيوت كثير منهم من زجاج، كما أن عليهم أن يحسموا أمرهم مع الإرهاب الذي وجد في مناطقهم ملاذات، ترسخت بفعل عوامل الجوار الموضوعية التي أشرنا اليها، وبفعل العوامل الذاتية التي لا يمكن التغاضي عنها وإنكارها..
أما قضية العلواني وغيرها من القضايا فستحل، مثلما حلت قضايا أكبر منها، وهي أسهل بكثير من قضية الهاشمي مثلا الذي سهلت الدولة خروجه من البلاد كي يفلت من العقاب! أو العيساوي الذي ميعت قضيته كفص ملح، أومن كان متهما بالبعث وتحت طائلة الإجتثاث، ثم فجأة وضعته دولتنا في الصفوف ألأولى من مقامات المسؤولية!
https://telegram.me/buratha