المقالات

أبا خليل، الجندي الذي أرعب إسرائيل..

530 10:00:00 2013-12-31

حيدر فوزي الشكرجي

أبا خليل: اللقب الذي أستحقه الجندي العراقي بجدارة في فلسطين، فعندما تقهقرت الجيوش العربية في حربها مع إسرائيل بقى الجيش العراقي صامدا في مدينة الخليل الفلسطينية رغم قلته عددا وعدة لهذا أطلق على الجندي العراقي هذا اللقب، وعندما حاولت إسرائيل إسقاط دمشق ظهر هذا الجندي الباسل مرة أخرى وأفشل العملية وأجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب، وكان لصقور الجو العراقيين وطائراتهم البريطانية القديمة (الهوكر هنتر) دور كبير في حرب 1937 ، وتمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع الصواريخ هوك، ومواقع مدفعية العدو في الطاسة، وتعطيل عدد كبير من دبابات العدو، لهذا فالجيش العراقي من أكثر الجيوش العربية التي تخشاها إسرائيل، ولذلك فقد قامت بتحريك عملائها في داخل العراق وخارجه لإبقاء الجيش العراقي ضعيفا غير قادر على القتال.وكان المعين الأكبر لمخططاتها الطاغية هدام، فقد أدخل العراق في عدة حروب طاحنة وأستخدم الجيش لضرب وتهديد الدول المجاورة وقمع الشعب، وأصبح الجندي العراقي في حالة يرثى لها حتى بات لقب (أبا خليل) دليل على الذل والمهانة بعد أن كان رمزا للصمود والشجاعة.بعد سقوط الطاغية في 2003 تغيرت الموازين وتحسن الواقع الاقتصادي للجندي العراقي إلا أنه واجه تحديين عظيمين، الأول هو الإرهاب المدعوم من عدة دول عربية وأجنبية لا نستثني منها إسرائيل طبعا، والثاني هو فساد بعض الساسة وأصحاب القرار الجدد. بسبب هذا الفساد أصبحت عملية تجهيز الجيش بالأسلحة والمعدات المتطورة بطيئة وصعبة للغاية فمن النادر ما تجد صفقة سلاح لا يشوبها الفساد، بالإضافة إلى ذلك أصبحت تحركات الجيش مرهونة بأهداف سياسية بدل الخطط والمعلومات الاستخبارية، ودائما ترافق هذه التحركات حملة إعلامية ضخمة ليس لمساندة الجيش بل للمهاجمة الآخرين لزيادة شعبية طرف على حساب طرف آخر.فمثلا معركة جيشنا الباسل ضد جرذان الصحراء من إرهابي داعش، منذ الدقائق الأولى شنت حملة إعلامية تتهم كل الكتل السياسية بالوقوف ضد الجيش العراقي، وطبعا كان الهدف هو أقناع الشارع العراقي أن الجميع ضد السيد نوري المالكي، لأنه يقف مع الجيش العراقي وهذا ممهد للمطالبة بولاية ثالثة في الانتخابات القادمة.طبعا هذا الموضوع عار من الصحة فأغلب الكتل أعلنت مساندتها للعمليات العسكرية، والتصريح الأقوى كان لرئيس كتلة المواطن" أقبل يد كل جندي عراقي يقف بكل بسالة لنصرة الشعب العراقي في مقاتلته الإرهاب الجبان في صحراء الرمادي" ،وكتلة المواطن من الكتل التي ركز عليها الهجوم الإعلامي ليس لعدم مساندتها للجيش كما أدعت الحملة، ولكن لتبنيها مشروع وطني ثابت زاد من شعبيتها في الشارع العراقي.أخيرا وبعيدا عن المزايدات السياسية على حساب الجيش العراقي، نتمنى من كل قلوبنا النصر لهذا الجندي الباسل الذي يقاتل في ظروف جوية قاسية و موجة برد لم يشهدها العراق منذ فترة وفي صحراء شاسعة، ونحن نعلم يقينا أن جرذان الصحراء الجبانة ليست أبدا ندا لأبي خليل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2014-01-01
اود ان اضيف معلومة للتاريخ ان طلائع الجيش العراقي التي وصلت الى مشارف دمشق في 1973 كانت لواء مدرع ناقص كتيبة في مواجهة خمسة او ستة الوية مدرعة اسرائيلية كانت تتقدم صوب دمشق التي كانت ساقطة لا محالة وكتب قائدالقوات المدرعة الاسرائيلية انه عندما رآى الغبار يقترب من قواته قال لا اشك لحظة ان هذا هو الجيش العراقي قد جاء لانقاذ دمشق ولا يفعلها غيره وحدثني ضابط سوري التقيته في بيروت سنة 1975 بانه كان محاصراً مع جنوده وبدأ الاسرائيليون يفتكون بهم لكنه كان يصبر جنوده ان الجيش العراقي قادم وهذا ما حصل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك