حسين الركابي
في الوقت الذي نساند قواتنا الامنيه البطلة في هذا الظرف الحرج لدحر الإرهاب"وصناع الموت" ونشد على أزرهم في مثل تلك الخطوات لمواجهة داعش، والقاعدة، ومن يقف ورائهم في أعمالهم الإرهابية الدنيئة. إلا إنا لا نعرف ما تخفي لنا الأيام القادمة في ظل هكذا سياسة متخبطة همها السلطة والتسلط، والحكم حيث جعلنا ذلك التخبط السياسي نعيش الفوضى السياسية، والأمنية، والاقتصادية، ولا نحزر المستقبل، ولم نعرف ما يدور خلف الأبواب الموصدة؛ هذه الضبابية التي نعيشها اليوم لا تدل على نوايا سليمة، وصحيحة لبناء بلد أو مؤسسات، حيث وصلت بنا الأزمات، والتخاصم السياسي إلى حافة الهاوية، وأصبح التراشق بالكلام، والتصريحات النابية؛ والتسقيط الانتخابي سمه يتسم بها معظم قادة البلاد. فكل يوم يقترب فيه الاستحقاق الانتخابي نرى ألحمى السياسية تأخذ بالتصاعد، والتصادم، واستعراض البطولات، والانجازات الوهمية، والتعامل بمنطق القوة والتحدي. ففي عام 2010 بدا السيد المالكي بصولة الفرسان لينقض على التيار الصدري في المحافظات الجنوبية، واشتد وطيس تلك الصولة بقتل العشرات من إتباع"الصدر" وما إن يتكلم احد بالعقلانية، والوسطية، وحل الأمور بالسلم اتهم من قبل أذيال المالكي بالسرقة، والتخاذل، والتهاون، في أرواح الشعب، والمساومة على مقدرات البلد؛ وبعد ذلك بدأ مسلسل طارق الهاشمي، ومشعان الجبوري، وإحداث الحويجه، ووصولا إلى وزير المالية رافع العيساوي، واليوم اعتقال احمد العلواني. فان حلقات هذا المسلسل السياسي الرهيب، والمخيف التي لم نراها إلا قبل الانتخابات بعدت أشهر، وتنتهي وتذوب حلقاته بعد إقفال صناديق الانتخاب، وهذه المناورة الخطيرة التي اعتاد عليها الحزب الحاكم منذ تسلمه مقاليد الحكم منذ 2006 إلى يومنا هذا، وفي تلك الأساليب استطاع السيد المالكي في الانتخابات السابقة إن يكسب ود الجمهور العراقي، كون معظم مجتمعنا قبلي ويوؤل إلى ألنزعة القبلية، والثارات العشائرية، ويتناغم مع الحديث بالشجاعة، والبطولة، وغلب الأخر. فاليوم تلك البضاعة أضحت بالية، وليس لها رواج حتى في أسواق البزازين، واتضحت تلك الألاعيب أمام الملأ عندما روج أبواق الإعلام إلى"حمودي" نجل السيد المالكي، وذهب الآخرون إلى ابعد من ذلك إن يجب تسلم القوات المسلحة إلى هذا الفتى الشجاع الذي تصدى إلى إرهابيي الخضراء ببسالة ومهنيه عاليه!!تلك المدينة المحصنة، والتي يحيطها عدة أسوار من الجيش، والشرطة، والقوات الخاصة، والاستخبارات الخ... وفي وجود هكذا أسوار، وثكنة عسكرية رهيبة لا يمكن لأحد إن يصف نفسه، أو يصفه الآخرون انه بطل وقائد مخضرم؛ بل القائد من يكون في قلب الحدث أمثال هذه العمليات الجارية ألان في وادي حوران، والصحراء الغربية، ولا يتخفى خلف الأسوار، وفي البروج المحصنة...
https://telegram.me/buratha