حسن الراشد
لطالما افتخر السعووديون بانهم كانوا خلف عدم الاستقرار في العالم وانهم استطاعوا ارباكه في عام 2013 حسب ما أفاد به مقربون من النظام السعودي واعلنوا به جهارا من خلال مواقف سياسية وماكينة اعلامية لا يرقى لها في الاقناع والتشويش و الخداع اي اعلام في العالم فان هناك ما يدعوا الى التساؤل حول كيف اربك السعوديون العالم في عام 2013 ؟
لنقرأ هذا العنوان الرئيسي لموقع سعودي مقرب جدا من المؤسسة السياسية والامنية السعودية حول الدور السعودي في ارباك العالم والانجاز الذي حققه النظام السياسي في المملكة السعودية من خلال سياسة الاربكاك التي واجه بها المجتمع الدولي بعد رفضه مقعد غير دائم في مجلس الامن .
(( السعودية في 2013 ..غضبت فاربكت العالم )) !
بهذا العنوان خرج بنا موقع ايلاف المقرب جدا للمؤسسة الامنية والاستخباراتية السعودية عشية رأس السنة الجديدة مستحضرا كما يقول صاحب التقرير كلام وزير خارجية قطر للامير السعودي "سعود الفيصل " حيث قال له «أخي الأمير سعود الفيصل: عندما تغضب تربك العالم فشكراً لك فهذه هي المملكة العربية السعودية " !!قد يكون الكلام القطري صحيحا من حيث المضمون كاشفا حقيقة كانت الدوحة متورطة فيها قبل ان تستلم الرياض ملف ازمات المنطقة وعلى رأسها الملف السوري وتهمش الدور القطري حتى الحضيض الا ان هناك نقاط يجب ان تضع فوق الحروف ولما جاء في التقرير الذي يعكس جدا وجهة نظر المؤسسة الامنية السعودية حيث يقول التقرير :
((المشهد السعودي عاش ثلاث ملفات رئيسة ارتكزت عليها السياسة السعودية في 2013 هي: الملف المصري والسوري والنووي الإيراني، عوضاً عن ملفات أخرى تعتبرها الرياض من ثوابتها التي تتبناها في مراحلها كافة، وهي القضية الفلسطينية وأمن واستقرار البحرين.الانحياز السعودي في تلك الملفات إلى رغبات الشعوب وليس الحكومات قاد ضمناً إلى صدام مع قوى أوروبية وروسية والولايات المتحدة مما وضع الرياض أمام رهان حقيقي أمام موقعها العالمي كدولة عربية إسلامية لها وزنها وثقلها السياسي الدولي ))..http://www.elaph.com/Web/news/2013/1...tml?entry=gulf
وفعلا كان الرهان السعودي على ارباك العالم من خلال عدة محاور خرجت الرياض من سياسة المواربة واللعب خلف الستار الى المكاشفة وابراز الوجه الحقيقي للنظام السياسي في مملكة الامراء بعد ان تخلت عنها واشنطن وسارت خلف الخطة الروسية وهمها الشاغل وهو "محاربة الارهاب" وهو ما اغضب الرياض وجعلها تقدم على خطوات تربك العالم و تحرج البيت الابيض عبر الملفات التي جاء ذكرها في التقرير :
ففي الملف السوري فتح الرياض ابواب المعسكرات في الاردن وفي بعض دول الاقليم لتهافت "الجهاديين " واستقدامهم اما بالمال او عبر التجييش المذهبي والطائفي وقد تصدرت القاعدة قائمة المجموعات المسلحة في الشام حتى اشبعت ارضها برجالها وشكلوا عنوانا في محادثات الغرب والشرق الروس والامريكان وهو موضوع مؤتمر جنيف 2 الذي دعى اليه المجتمع الدولي لما لهذا الامر من حساسية للغرب وخطورة على الامن العالمي بعد ان تصاعدت مشاهد القتل والذبح والتفجيرات العشوائية والابادة للاقليات او تخييرها بين الذبح بحد السيف او اشهار "الاسلام " والدخول في المذهب الوهابي كما حدث للقرى الدرزية في ادلب التي اجتاحتها الدولة الاسلامية في العراق والشام المعروفة بداعش وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية وهو هاجس اقلق ويقلق ليس الروس لوحدهم بل الدول المحاذية لتركيا باتجاه اوروبا شرقها وغربها واحيت في ذاكرتهم مجازر العثمانيين وغيرهم عندما غزوا البلقان وخيروا شعوبها بين الاسلام او السبي والجزية وحمل عنوان "اهل الذمة" !
وتزامنا مع تفجيرات بيروت التي استهدفت السفارة الايرانية ومن قبلها الضاحية وبعدهاالجيش اللبناني ومن ثم اغتيال وزير المالية السابق محمد شطح بسيارة مفخخة جاءت تفجيرات فولفوغراد في القوقاز الروسية والتي ادت الى سقوط عشرات الضحايا تبين من خلال التحقيقات ان منفذي احدى العمليات سلفي وهابي اسلم و منتمي لتنظيم شيشاني مرتبط بالقاعدة وتقاتل عناصرها في سورية لتكشف ان هناك خلف كل تلك الهجمات الارهابية تقف جهة واحدة هي الممولة وهي المخططة وهي مصدر التعليمات لتنفيذ العمليات وتوجه رسائلها بدقة وفي ظروف متباينة ومختارة ولعل كلام بندر بن سلطان للرئيس الروسي بوتين عندما زار موسكو بان لديه "مونة" على الجماعات الاسلامية الشيشانية في ان لا يستهدفوا العاب الاولمبية التي ستقام في روسيا في العام الجديد شرط سحب موسكوا دعمها للنظام السوري له دلالة كبيرة وبرهان على علاقة بندر وجهاز استخباراته بالتنظيمات المتطرفة الارهابية التي تتلقى الدعم التسليحي والمالي من المملكة العربية انطلاقا من سورية التي يتعشش فيها الشيشانيون ولهم ارتباطات واسعة مع الاطراف التي تدعمها السعودية ضمن شبكة علاقات معقدة يتداخل فيها العمل الاستخباراتي مع النشاط الارهابي .وحتى وان انكر السعوديون اي علاقة لهم بالقاعدة والتنظيمات المتطرفة الارهابية ونشروا قوائم باسماء مطلوبين "للعدالة" فان الوقائع والقرائن التي يتداولها المراقبون تتحدث بوجود تناقض فظيع في السلوك السعودي في تعامله مع الارهابيين والقاعدة ويتسائلون عن حقيقة الموقف السعودي الذي يتظاهر بمحاربته للارهاب فيما سجناء القاعدة الخطرين في المملكة يطلق سراحهم بكفالة ويسمح لهم بالخروج من السعودية رغم ورود اسمائهم ضمن الممنوعين من السفر الا ان سلطات المطارات تغمض العين عنهم وهم يسافرون الى السورية للقتال ..وجاءت عملية اعتقال ماجد الماجد امير كتائب عبد الله عزام من قبل الجيش اللبناني وعمل استخباراتي لحزب الله لتضيف الشكوك اكثر على الدور السعودي في تنامي نشاط الارهابيين كون ان المعتقل بايع جبهة النصرة والمتطرفين في الشام المدعومين سعوديا .وفي العراق خرج الداعشيون من اوكارهم بعد ان فتحت لهم ابواب الانبار ومدنها على مصراعيها بفعل فتاوي الجهاد من قبل شيوخ الفتنة المرتبطين في افكارهم وتمويلهم بمنابع الخليج وتحديدا العربية السعودية ليتهافتوا زرافات زرافات وعلى عربات محملة بالدوشكات والاسلحة المتوسطة .وفي البحرين خرجت السلطات للعالم برواية اشبه بافلام "بوليوود" تتهم فيها المعارضة البحرانية بوقوفها خلف عملية تهريب اسلحة وصواعق من على سطح قارب صغير لا يسع لنفرات معدودة تم خلالها اعتقال 13 شخصا لم يعرف كيف وباي طريقة الا ان المعارضين البحرانيين شككوا في رواية النظام واعتبروها هزلية ومفبركة ولم يستبعد بعض المراقبين ان يكون لهذا الاعلان علاقة بواقع التفجير والتصعيد الذي اعتمده المتطرفون في التنظيمات "الجهادية" على طول الخط الممتد من البحرين ومرورا بالعراق وسورية ولبنا ن ووصولا بروسيا التي شهدت اسوء عمليات التفجير في الاسبوع الماضي من العام الفائت .هذا التصعيد ليس بعيدا عن تصريح السفير السعودي في لندن بان بلاده ستواصل المعركة ضد النظام السوري وايران لوحدها بعد تخلي واشنطن عن خطة مهاجمة دمشق واعتمادها سياسة التقارب مع طهران الامر الذي يفرض هذا التسائل وهو من هو امير "الجهاديين " في كل تلك البلدان التي اشتعلت فيها نيران الارهاب وتفجرت بها قنابل الموت وسقط الابرياء ؟حيثما وجد فكرا تفكيريا وحيثما وجد ارهابيا وحيثما انتشرت ظاهرة قطع الرؤوس وتفجير الاضرحة وحيثما ظهر وهابيا ففتش عن اميرهم ومصدر تمويلهم ..فاذا كانت الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة والاسلامية والحر بكل كتائبه تمارس القتل والذبح وهدم الاضرحة فان هذه الممارسات اخترعتها السعودية الوهابية وتميزت بها وهي "كلمة السر" التي تلتقي حولها كافة التنظيمات المتطرفة والارهابية وتتجمع تحت رايتها وبقيادة مركزية واحدة يقف على رآسهم "امير" واحد وهو بندر ابن سلطان .فمن يرد على هذا التصعيد والتفجير الذي طال الابرياء ودخل مرحلة خطرة بعد وصول شظاياه لروسيا ؟ هل روسيا لوحدها ترد ام انها مع شريكها الامريكي الذي سارع في استنكار العمل الاهابي ام ان الوكلاء والحلفاء في المنطقة سيردون جميعا ؟؟الاكيد ان عملية اعتقال ماجد الماجد امير كتائب عزام هي اول الغيث وضربة معلم تجعل من الوكيل الايراني المطلق في لبنان صاحب يد الطولى في مواجهة الارهاب يفتح افاقا للشراكة مع الكبار في الغرب يردون من خلالها على "الجهاديين" واميرهم !
https://telegram.me/buratha
