المقالات

مرجعية (يوم النخوة)..!

568 16:07:00 2014-01-02

محمد الحسن

الإسلام دين متحرك, لا يمكن إخضاعه للجمود, وليس من المنطقي التفكير بنمطية القرون الوسطى؛ وإلا فمن يتعامل معنا من الأمم؟!..القيادات الإسلامية التي توصف بالإعتدال, تتماشى مع التطورات بما ينسجم مع معتقداتها؛ فهي تراعي كل الشروط الموضوعية, الإجتماعية والسياسية, وترسم وفقها تصوراتها, وما يجب أن يكون.. لا تلتفت إلى ما يدرّه عليها هذا الموقف أو ذاك من مكتسبات شخصية ومنافع أنانية, ويبدو إن شخصية كبيرة كالسيد علي السيستاني, يصعب سبر عقليتها الفذة وتفكيك رسائلها المنسجمة مع الواقع.كثر اللغط الدائر حول موضوعة "القضاء الجعفري", وأخذت القضية بعداً أكبر من حجمها, سيما في الظرف الإستثنائي الذي يمر به البلد, والغريب أن يتهم وزير العدل التابع لحزب الفضيلة المرجعية الدينية, في الوقت الذي يفشل بإدارة وزارته وقمة ذلك الفشل؛ إقتحام مجموعة من السجون وهروب آلاف الإرهابيين القتلة, فهل أرادها الشمري ستراً للفضائح المدوّية؟!.. ولعمري إن ثوب الستر أقصر من فضائحهم التي بدأت في البصرة وقصة الإجرام والتهريب..!لا ريب, فأحد مسببات زوبعة (القضاء الجعفري), هي صرف الأنظار عن قصة السجون المستباحة من قبل (داعش), غير إن هناك أسباب أخرى أهمها: إن وزير العدل ينتمي لحزب يرأسه (مرجع) مفترض, برز أبان الحملة الإيمانية الصدامية, وفشل في حجز مقعد مرموق في الوسط الشيعي, وطالما لاحقته أصابع الإتهام؛ فلم تُدّخر وسيلة إلا وأستخدمت بغية الوصول للكبار والتمنطق بمنطقهم, ليعطي إنطباع بإنه كفؤً لهم!.. السبب الآخر هو العداء المكبوت تجاه رموز العيار الثقيل, والتي يخفُّ أي ثقل يريد مقاطعتها؛ فضلاً عن كون (التأسّلم) في العمل الحزبي, وإستغلال المصالح العامة لإجندات خاصة, سمة أصيلة ومتجذرة في العقلية الحزبية التي ما برحت تعاني من ضيق أفق حاد؛ فليس لقانون القضاء الجعفري قيمة أمام سيل لعاب مرجع الحزب على بضعة مقاعد برلمانية بات وشيكاً فقدها..!في الطرف المقابل, فالمرجعية العليا, ليس لها ما تخشى عليه أو منه, سوى ما يجنب البلد المزيد من الإحتقانات والأزمات, وهي تعمل بالعموميات, فترسم الخطوط العريضة وتترك الأمر للواقع؛ إما يفرضه أو يرفضه..المرجعية العليا أصرت على حرية العراقيين في أحوالهم الشخصية, وضُمّنَّ هذا الأمر بالدستور. وأعدت مسودة قانون الأحوال الشخصية الجعفري منذ ما يربو على ستِ سنوات, أي عندما كان (اليعقوبي) يصرّح بحقده على كل من عارض النظام البائد, ويعلن معارضته للعراق الجديد, في ذلك الوقت كانت تجلس كتلته جنباً إلى جنب (عبد الناصر الجنابي) في مجلس النواب؟!..التفكير الذي تقوم عليه عقلية المرجعية العليا, مختصر بمصلحة الوطن والناس, وعابر لما هو شخصي؛ واليوم من الصعب الزج في هكذا مشروع قد يزيد الوضع تفاقماً, فلا مجلس النواب مهيئً لإستقباله, ولا الشيعة مستقلون بإقليم ليتسنى لهم فرض ما يريدوه, فلماذا عارض اليعقوبي (مرجع يوم النخوة), مشروع الفدرالية وأتهم مروجيه بإشنع التهم التي تصدر عن (تربية الفرق الحزبية)..؟!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك