المقالات

دولة القانون قتلت التحالف وتحاول عبثا البكاء عليه

592 18:56:00 2014-01-03

هادي ندا المالكي

ان استحضارا سريعا لمراحل تجربة العراق الديمقراطية التي بدأت مع انهيار نظام البعث ألصدامي بعد عام 2003 يوصلنا الى مثابات مهمة تجبر المتلقي على ان يفتخر بها لان هذه المثابات والمحطات تركت أثرا وفعلا مهما ليس في مرحلة التأسيس والفعل بل امتدت الى مراحل بعيدة وطويلة حتى وان تلاشى البناء الظاهري والإطار العام لها الا ان اثارها ستكون طويلة الامد، ومن هذه المحطات المهمة هو تشكيل التحالف الوطني بزعامة الراحل السيد عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الأعلى والذي يعتبر هو صاحب التأسيس والامتياز دون منازع ومنافس.وللحقيقة فان البناء العام للتحالف الوطني وقوته وسطوته انتهت ورحلت مع رحيل مؤسسه وحتى مع محاولات السيد عمار الحكيم المتكررة لاعادة البناء والسطوة والقوة والتاثير المباشر للتحالف لم تنفع معه كل المحاولات المهنية والعاطفية التي رافقت رحيل وتشييع السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله بسبب اصرار دولة القانون على الخروج من التحالف واعتباره حالة طائفية طارئة انتهى وقتها وايجاد بديل وطني لها عابر للتسميات والتجمعات الطائفية على حد وصف الدعاة بينما وجد التيار الصدري والسيد الجعفري والفضيلة وحتى البدريين حتى وقت قريب يتقدمهم المجلس الاعلى ان التحالف الوطني خيار لا بد منه للمرحلة الماضية والحالية كونه القوة الاكبر التي يمكن من خلالها قيادة العراق وضبط التوازنات التي تقود الساحة السياسية العراقية.ورغم ان الدعاة اول من كتب لا فتة موت التحالف الوطني عندما ذهبوا الى المحكمة الاتحادية وطالبوها بإصدار توضيح جديد لمعنى الكتلة الاكبر فاستجابت المحكمة الاتحادية لهذا الطلب وصادقت بدورها على شهادة وفاة التحالف وختمته بالشمع الاحمر وبهذا الطلب فقد قطعت الطريق على النوايا الحقيقة الراغبة بتحقيق وتشكيل التحالف طالما ان تشكيل هذا التحالف قبل الانتخابات ليس بالامر المهم او المفصلي.وللتاريخ فان المجلس الاعلى ورغم انه صاحب الامتياز في التاسيس وصاحب دعوة التجديد في الحكومة الحالية التي شارفت على نهايتها فانه تعرض للتهميش والاقصاء من قبل الصدريين والفضيلة والبدريين فكانت الفترة الثانية من تشكيل التحالف شكلية ولم يقم بدوره بالشكل المطلوب بل اصبح من الضعف بمكان بسبب ضعف رئيسه السيد الجعفري مقابل نزق وتمرد السيد المالكي على قرارات التحالف وتهميشه وعدم استشارته في القرارات المفصلية والمهمة التي يتخذها رئيس الحكومة .ان مشكلة التحالف الوطني تكمن في عوامل ديمومته التي يريد البعض استمراريتها من اجل مصلحة العراق ومصلحة الاكثرية بينما يريدها الدعاة مطية يمتطونها متى ما احتاجوها لذر الرماد في العيون والبكاء على حقوق الاغلبية التي يريد شركائهم تضييعها بتقاربهم مع الكرد والسنة وعندما تطالبهم بالشراكة الحقيقية يديرون لك ظهر المجن ويطعنونك باشد السهام فتكا وصلفا لانك لا تستحق الشراكة والاستشارة فأنت لا تعدوا عن منظمة مدنية او حفنة من السراق والحرامية والمليشيات. ان محاولة الدعاة القفز على الحقيقة وايهام المتلقي بحرصهم على العراق والعراقيين لا يمكن ان تكون مادة جيدة في حملتهم الانتخابية لان الجميع يدرك ان التحالف الوطني الذي يتعلقون بأستاره زمن الحج الى صناديق الانتخابات لعبة مكشوفة اتضحت معالمها يوم اعلنت المحكمة الاتحادية ان الكتلة الاكبر هي التي تتشكل بعد الانتخابات وبهذا الاعلان فان الدعاة كتبوا وفاة التحالف الوطني وبمصادقة ومباركة المحكمة الاتحادية المالكية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك