المقالات

الانبار طوق نجاة السنة

587 21:06:00 2014-01-04

محمد حسن الساعدي

ربما يتبادر إلى الأذهان التساؤل هل تحرك الحكومة العراقية ضد معسكرات ( داعش) في صحراء الانبار وأوديتها مهمة شريفة ؟ بالتأكيد يأتي الجواب لا إراديا ونقول توكلوا على الله ، بل حتى الأخوة السنة في الانبار لايمكن لأحد منهم الاعتراض على هكذا عمليات تحرر مدينتهم من بطش القاعدة التي سيطرت على مقدرات المدينة ، وتحت غطاء ديني من شيوخ الإرهاب ، وسياسي قطر والسعودية ، ومن سيعترض سوف ينظر إليه بعين الريبة ، وستحظى عملية ( ثأر القائد محمد) بالتأييد المحلي والإقليمي والدولي .وتحرك الجيش العراقي ليضرب معاقل الإرهاب ، وباركت القيادات السياسية في التحالف الوطني وغيره من الكتل السياسية ، وتحدث السيد رئيس الوزراء عن الانتصار الذي تحقق بثلاث طلعات جوية ، أستخدم فيها صواريخ تم تجهيزها من أمريكا تمتاز بالدقة في إصابة الهدف ، وتولد عند التفجير درجة حرارة تصل إلى خمسة آلاف درجة مئوية مما يصهر مساحة الاستهداف ، وانطلق التهليل بالنصر وعم الفرح وهربت داعش وانتهى الأمر . وفي نظرة بسيطة إلى الوراء عندما كانت القاعدة تتحصن في الفلوجة كان للقوات الأمريكية هناك غطاء جوي يعمل بمدار اثنين وسبعين ساعة يومياً أي بمعدل ثلاثة طائرات على مدار اليوم ، وسخّروا كل الإمكانيات والتقنيات التي يمتلكها الجيش الأمريكي ، وبعد أشهر من القتال لم يقولوا قضينا على القاعدة ،بل صرحوا أنهم أضعفوها في العراق ، لان القاعدة تعتمد حرب العصابات وليس جيشاً نظامياً يواجه الجيش ، وفي الوقت ذاته لم تكن الحالة السورية على ما هي عليه اليوم من وجود أكثر من 55000 ألف مسلح منتشرين في الأراضي السورية ، ويتحركون بشكل علني وواضح ومع دعم إقليمي ودولي . فهل من المنطق إطلاق ثلاث صواريخ وتسجيل فيديو لذلك نقول انتهى الموضوع؟ فسقطت الفلوجة بيد الإرهابيين وبقايا البعث الإرهابي ، لتعود ألينا صفحة جديدة ، ويعود ألينا حجم الإرهاب ، ولكن هذه المرة بين تحالفين مهمين ( البعث ورجاله الأوفياء ، وبين داعش والسفياني ) وتبدأ صفحة تصدير السيارات المفخخة ، وهذه المرة ستكون المحطة الفلوجة ، وبحسب أحصائيات وزارة الصحة ، فقد راح ضحية الإرهاب الداعشي لشهر كانون الاول 2013 أكثر من 8000 شهيد ، و15000 جريح ، ناهيك عن الاغتيالات والقتل على الهوية والذي تصاعد بصورة واضحة في محافظاتنا وعلى أسس طائفية .هنا نطرح تساؤل عرضي لماذا تحولنا من استهداف القاعدة (داعش) والذي يحظى بالدعم والتأييد الدولي والإجماع الوطني لنتحول إلى ساحات الاعتصام في وقت ضمرت وتشتت فيه وابتعدت الفضائيات عنها.الم يكن من الأولى الاستمرار في استهداف معسكرات داعش وملاحقتهم؟ وأما العلواني وأمثاله من أين يستمدوا قوتهم أليس من داعش والقاعدة ولو أضعفناهم وطاردناهم بحرب عصابات منظمة سوف ينتهي دور هؤلاء ونستطيع أن نحاسبهم عبر القانون؟ إذ يؤكد الخبراء الأمنيين أن القاعدة الإرهابية (داعش) كونها تعتمد حرب العصابات من الطبيعي أن تنسحب أمام الجيش العراقي ولكنها سوف توجه ضربات موجعه للشعب العراقي في مناطق أخرى وعلى أسس طائفية .هذا التحرك الغير مدروس ضد ساحات الفتنة ، أعطى الذريعة اليوم للتشكيك بنوايا الحكومة تجاه السنة ، وإعطائهم الذريعة في الوقوف والتوحد ضدها، وفعلاً أعلن متحدون الانسحاب من البرلمان وغيرهم من الشخصيات السنية لندخل من جديد في صراع داخلي تدخل بين ثناياه الطائفية ، وتحركه الخيوط الإقليمية ليدفع فاتورتها المواطن العراقي ، والتي بان أثرها في التفجيرات الأخيرة في بغداد والتي راح ضحيتها عشرات الأبرياء في ستة مفخخات تستهدف المناطق الشيعية والفضائية العراقية تعزف أناشيد النصر..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
فراس
2014-01-05
اخي الكاتب من الذي قام بقتل الجنود الخمسة ومن نعت 75 % من الشعب العراقي بالخنازير ومن قال سنحرر بغداد من الفرس اليسو البرلمانيين الداعشيين في ساحات الذل المفروض هذا الجيش العراقي يذهب أينما يريد وبأي وقت وكفى كلما عملنا شيئا تقولون لا يجوز هذا العمل طائفي وهم يعملون ما يحلو لهم ولا تقولون عليهم اي الشيء يعني الان اصبح الجيش هو المعتدي والذين هم بالطرقات عملهم قانوني للتذكير فقط وشكرا
حسين الساعدي2
2014-01-05
وعندما فضت القوات الامنية خيم المعتصمين اين ال30 ارهابيا الذين تبجح المالكي وبعض غربانه بوجودهم بالخيم ولماذا لم يقبضوا عليهم هذه اسئلة يجب ان نسألها لانفسنا لماذا نقع في كل مرة بنفس حفرة التصديق بأقوال الطغاة وكذبهم من صدام حفرة الى المالكي خظراء وسؤال الى اتباع المالكي هل علموا بأعداد الشهداء من الافواج الذين ارسلهم المالكي للانبار من المحافظات الجنوبية وبالاخر سوف ترون كيف سيطلق سراح الارهابيين من العلواني وشيل ايدك واعتقد انه سيؤدي دية قتلاهم ويعتذر منهم وسيبقى ولد الخايبة هم من يدفعون الثمن
حسين الساعدي 1
2014-01-05
يبدو ان الاخ احمد يملك نظرة قصيرة فهو قد وقع في وهم المالكي الذي جعل الناس ترى نصرا وهميا ..نعم جميعنا ضد ما قيل في ساحات الفتنة ولكنها بمرور الوقت اضمحلت وحتى وسائل الاعلام بدأت منذ وقت طويل بعدم عرض اوتداول اخبارها ونحن مع عمليات الصحراء رغم انها اتت متأخرة ولكن دخول الجيش المدن بحجة ان الارهابيين في المخيمات فهو خطأ واضح ثم اين الارهابيين الذين ذكرهم المالكي وقادته الم تكن المخيمات تحت انظار القوى الامنية فمن اين دخلوا وكيف ادخلوا معهم المفخخات ...يتبع
احمد
2014-01-05
أخي الكاتب المحترم - ليس هناك اي ذريعه للسنه للتشكيك في نوايا مهاجمه خيم الارهاب اينما كانت- مرت سنه كامله والكل ساكتون علي الارهاب وألاف الشهداء من اهلنا سقطوا وهم ساكتون لايتكلمون- الجيش له الحق بالانقضاض علي الارهاب اينما كان واذا انت وغيرك من الكتاب المحترمين تكتبون هكذا فمابال البقيه من اخواننا السنه - ان كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك