هادي ندا المالكي
يحكى ان شاعرا فاشلا دخل في سباق علمي كبير بنظرية شعرية اثارت هواجس ومخاوف الاخرين الذين جاءوا بنظريات تتماشى مع طبيعة السباق العلمي وقد كانت نظرية هذا الشويعر مجسدة بقصيدة لطيفة ومع اعتراض اللجنة الا ان هذا الشويعر اصر على المشاركة واطلاق نظريته الشعرية وعندما جاء دور صاحبنا لالقاء نظريته الشعرية صال وجال باختيار المفردات والتلاعب بها الا ان اللجنة لم تمنحه براءة اختراع وطلبوا منه شيئا مميزا حتى يمكنه مواصلة السباق فاجتهد بكل قوته واطلق مخيلته العاصفة بالقول "كأننا والماء من حولنا ...قوم جلوس حولهم ماءُ" فما كان من اللجنة الا الغاء مشاركته وطرده شر طردة لانه اثار الفوضى وتسبب بهدر الوقت والاساءة الى العلماء والمفكرين.هذه التجربة والنظرية الشعرية تم استنسخاها من قبل النائب المنتمي الى دولة القانون الشاعر حسن السنيد وهذه المرة ليس في الجوانب العلمية انما في الجوانب السياسية وقد استمع الجميع الى نظريته عندما بارك انسحاب اعضاء القائمة العراقية من جلسات مجلس النواب معللا ذلك بالقول ان مجلس النواب سيكون اكثر مرونة وقدرة على اقرار القوانين المهمة وللحقيقة فان مجلس النواب كان كما وصفه السنيد عندما نجح بالتصويت على اول هذه القوانين وهو قانون اقرار التعريفة الكمر كية مع أرمينيا!!.ورغم ان السنيد رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية الا ان الرجل ومع ما قام به من دور في استتباب الامن والاستقرار في العراق خلال السنوات الاربع الماضية لا يمكن اغفاله حتى وان اعتبرت هذه السنوات هي الاسوء في تاريخ العراق من الجوانب الامنية الا ان الرجل كان متميزا وجذابا الى حد كبير في تقديم النصح والمشورة والخطط المدروسة التي كشفت عن شاعرية ورؤية عسكرية لا يمكن اغفالها او تجاهلها من اي طرف او مكون،وقد يكون من النبنوغ ان يضيف الى تميزه الشعري العسكري تميز شعري في السياسة والا لما صرح بما يعتقده من الهام وتسديد وهو انما ينطلق من نظرية الانسحاب التي تكررت من جميع الكتل تقريبا بما فيهم دولة القانون التي كثيرا ما انسحبت من الجلسات بسبب تمرير قوانين لا تتماشى مع اهوائهم ورغباتهم.الا ان هناك امر وان كان غير مؤثر كثيرا في نظرية السنيد وهو ان غياب العراقية عن جلسات مجلس النواب سيجعل الكرد يتبخترون ويتمادون في مطالبهم التي لا تنتهي حتى وان كان المالكي كريما في تنفيذ المطالب التي يزايد عليها في الاعلام كما ان غياب النواب سيزيد من الاحتقان والبغضاء والتباعد وضعف وسيؤدي الى تعقيد المشاكل بدل حلها وستتسبب بتعطيل دور البرلمان ودور المصالحة الوطنية التي يقودها عراب دولة القانون عامر الخزاعي وسيزيد من عزلة العراق مع محيطه العربي والاقليمي حتى مع اطلاق سراح القتلة والمجرمين العرب من قبل نائب رئيس الجمهورية الدعوجي والخزاعي الاخر خضير الخزاعي.ان امر الفعل وردات الفعل الذي تتعاطى معه نظرية السنيد السياسية في ادارة ملفات الدولة للاسف لا يختص بالسنيد فقط ولكنه وقد يكون من باب الصدفة هو منهج دولة القانون في ادارة البلد والنتيجة يعرفها الجميع ولا تحتاج الى نظرية سياسية جديدة.
https://telegram.me/buratha