المقالات

2014 تحت أي شعار؟!

498 18:30:00 2014-01-06

علي الغراوي

بتلويحة حزن؛ نودع 2013، لما فقدناه من أحبة، وماخسرناه من وقتٍ في إنتظار فسحة من الأمل لكن دون جدوى؛ فكان من طبيعة الحظ القاسية أن نجد أنفسنا محاصرين بصخرة عبعوب، وغارقين في وحل الدماء والدموع، حتى ختم هذا العام يومه الأخير حرباً ضد داعش.على مدار الأعوام الثمان، إعتدنا أن يكون لكل عام شعارات يعلنها رئيس الوزراء أمام الملأ، فكانت التسميات على غير مُسمى، ولم تمت الى الواقع بِصلة، لتكون نسيج من أنسجة الخيال الذي يتمشدق به المنفردين بالسلطة.رُفع شعار الوحدة الوطنية، ولم يكن سوى تقسيم للغنائم، وتحاصص في المناصب، أما وحدة الشارع العراقي فقد طغى عليها العزلة والتُكتل، وأصبحت كل مدينة تحمل أسم مكونها، وعُلن شعار الإعمار والبناء ومكافحة الفساد، ولم نشهد سوى أسيجة كونكريتية عازلة عن الحياة، وأرصفة من الإسفلت الرديء، أما الفاسدون؛ فقد نهبوا الجزة وأكلوا الخروف، ووُكلت مُهمة مكافحتهم ألى" البطل الكارتوني" الشبل من ذاك الأسد! ليُداهم أوكار" هوامير البترول" والصفقات الفاسدة في المنطقة المُحصنة؛ بعد أن عجزت القوات الأمنية التي تحارب داعش في هذه الآونة عن مداهمتهم! وتحت شعار خدمة المواطن؛ غرق الوطن، وانتفضت" المنهولات" وتحولت بركة السماء الى نقمة التُعساء!مشاهد يراودها الحزن والأسى حين نقف على أطلال2013، ليختم الأخير أيامه" بالصولات والفزعات" في قيام عملية" ثأر القائد محمد" على خلفية أستشهاد العميد" محمد الكروي" وكوكبه من الضباط والمراتب، وكان الأجدر أن تسمى" ثأر الشعب" يارئيس الوزراء! لما عانوه" أولاد الخايبة" منذ أن صاروا قرابين لشهوات الأرهاب، وحطأ الشارع العراقي بِدوامات الزعيق والدم؛ فالصولة ضد داعش كانت متأخرة لحسابات أنتخابية تحت شعار" أنا ومن بعدي الطوفان" وتبين فيما بعد؛ إن صناعة الأمن مزيفة، لا تُنتج سوى" أبطال قوميين" أمثال: أحمد العلواني، وطارق الهاشمي! ليغلق 2013 أبوابه، فتمددت العاهات، ويستطيل الخراب، وثُبت أجر المفسدين. دخلنا أبواب 2014، ليخرُج" بابا نويل" بفضفاضه الأحمر المعتاد في رأس كل عام، وهو أكثر أحمراراً لأختلاطه بدماء ضحايا الأرهاب، وخلجات الحزن في صدره، ليوزع هداياه لمن يذرفون الدمع يومياً لفقد الأهلين والأحبة، ولم يعرفوا ما يخبأ لهم القدر في العام الجديد، بعد إن أغرقتهم الكآبة حتى أنوفهم، وأكتشفوا أن الأمن لم يعد أكثر من نكتة، ليلجؤوا الى باحثي الفلك ومتكهني الأبراج، ليطلعونهم على الأحداث الغيبية حتى وإن كانت ليس لها أساس من الصحة، كوسيلة للتهدئة والسكينة! بماذا ستخبرنا" جاكلين عقيقي" عن الأبراج؟ وبماذا ستخبرنا "ماغي فرح" عن الفلك؟ لكي نعيش في عالم الخيال بعيداً عن الواقع، ولا نعلم؛ ربما تسعفنا حقاً الأنتخابات البرلمانية القادمة، ويكون الشعار" أزالة النفايات" من العملية السياسية، ويكون الأنتخاب هو آلة التنظيف بمسحوق بنفسجي؛ أو ربما ترجع الأفعى الى عرينها، ولم يتغير شيء...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك