عبد الكاظم حسن الجابري
تدور هذه الأيام, معارك قتالية في غرب العراق, تحديدا في صحراء الرمادي, بين قوات الجيش العراقي ومسلحي قوات "داعش" الإرهابية.ومع كل الشد والجذب والتهاتر السياسي, والمناطقي, المصاحب لتلك العمليات, بين مؤيد ومعارض, وبين متابع يَراقب الموقف أولا بأول, مع كل هذا فان الجيش الوطني اثبت حضوره وهذا يحسب لهذه المؤسسة.المؤسسة العسكرية رغم قلة التجهيز, وقلة الخبرة في المواجهات المفتوحة, إلا أنها تبلي حسنا, ونتمنى أن تستمر على هذا الوضع, لمواجهة كل التهديدات الداخلية والخارجية التي تهدد البلد, كما إن هذه العمليات تعطي زخما إقليميا ودوليا للعراق, على اعتبار إنها ـ العمليات ـ ستعطي هيبة وقوة للعراق الجديد.حازت حركة الجيش هذه, تأييد غالبية الشعب العراقي, والكل يدعو لهؤلاء الأبطال متمنين لهم النصر والعودة سالمين, وباستثناء أصوات النشاز فإننا كعراقيين كلنا نقف مع جيشنا في معاركه.ومن خلال شاشات التلفاز, ظهرت مقاطع كثيرة لواقع العمليات القتالية, من خلال عدسات وتقارير الصحفيين الذين يرافقون الحملة العسكرية, كما إن ما تعرضه قيادة عمليات البادية والجزيرة ووزارة الدفاع من مواد "فلمية", يعكس واقع العمليات على ارض المعركة.هذه المقاطع, أظهرت شئ يمكن من خلاله قراءة مابين السطور عن مواطن الخلل في المؤسسة الأمنية, والتي يجب أن يتنبه لها القائمون على الملف الأمني, فالمعسكرات التي ظهرت من خلال التلفاز, والأجهزة والمعدات التي تعود للمجاميع الإرهابية, لم تكن وليدة يوم أو يومين, الواضح أنها كانت تدبيرات لسنوات, ويبدو أن المجاميع الإرهابية كانت آمنة ومطمئنة, وتعمل بما يحلو لها من تجهيز وتدريب, وتأسيس قواعد قيادة عملياتها الإرهابية.هذا التجهيز والعدة والمواقع التي أظهرتها مقاطع الفيديو, تدل على ضعف في الجانب الاستخباري لدى المنظومة الأمنية, فأين كانت المعلومات الاستخبارية عن كل هذا التجهيز للمجاميع الإرهابية, ولماذا تُرِكَ الإرهابيون ليعيثوا بالرمادي وصحراءها كيف ما يشاءون, أليس المفروض أن تكون المعلومات الدقيقة تصل إلى مصدر القرار أولا بأول, لاتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف المجاميع المسلحة.إن الجهد الاستخباري, هو جزء مهم, ومفصل حيوي في أعمال المنظومة الأمنية, لذا على أصحاب القرار الأمني إيلاء الجهد الاستخابري أهمية وأولية في عمليات حفظ الأمن.
https://telegram.me/buratha