بلدان عربية تخرب وأبرياء يقتلون ربما بمخططات خارجية قديمة ولكنها بتنفيذ عربي وبأياد عربية محضة...
الدولة الإسلامية في العراق والشام.... الجهاد ضد الكفار والنصارى... الجهاد ضد نظام الأسد الكافر... الجهاد ضد نظام المالكي الفاسد... هذا مواطن كافر وهذا انتحاري مجاهد انتقلت روحه للجنة... كل هذه أفكار ومسميات جعلتنا في قبضة مثل هذه التنظيمات...
جيش النصرة أو الجيش الحر جيش جهادي يتبنى القتل ردا على قوات الأسد لتتحول المعارضة التي بدأت في أولها كثورة شعبية عادية إلى استباحة القتل والسفك وذبح الأسرى والأشخاص وترهيب للاقليات...
جيش داعش الذي يبحث عن دول إسلامية كبرى في العراق والشام ويكفر الآخرين،،، كثرت التحليلات المتناقضة بخصوصه، ففي سوريا كان معارضا ويتبنى الجهاد ضد النظام وفجأة يكفر الجيش الحر والائتلاف السوري والمجلس الوطني ويصبح الصراع في ظاهره بين الطائفتين لتثبيت الإسلام –الذي لا يحتاج لتثبيت ولم يأت أبدا ليبيح القتل بل جاء رحمة للعالمين- هذا الصراع وكما أوردت في ظاهره إسلامي ووفي باطنه صراع على أي المعارضتين أقوى ومن فيهما يستطيع أن يخلف نظام الأسد ويكون له دور في الرئاسة الجديدة... يعني هو مجرد صراع على الكراسي من جديد ليس إلا!!
أما في العراق، فداعش ضربت بعرض الحائط مطالب أهل الانبار من الطائفة الستية التي خرجت لتطالب بمطالب تراها شرعية وهي الطوائف التي واجهت الاحتلال الأمريكي ببسالة وباتت ترى أنها تعاني التهميش الآن من قبل نظام المالكي، مع التذكير انه لا الطائفة السنية ولا الشيعية باتت متفقة تماما على بقاء المالكي وسياسته وبالتالي فإن الانبار انتفضوا على سياسة بعينها ولم ينتفضوا على إخوتهم من الشيعة لأنها ليست حربا طائفية ولكنها مجرد مطالب يتقاسمونها معا... ولكن انسحاب الجيش وسيطرة داعش على المنطقة جعلت المنطقة في يد القاعدة وأعلن قيام ولاية إسلامية في الفلوجة وهكذا انتهت مطالب أهل الانبار وأصبحت المعركة بين القاعة والجيش والعشائر....
فمع من إذن هو تنظيم داعش، وكيف يكون مع العلويين في سوريا ويقيم دولة إسلامية في المناطق السنية في العراق ويهدد بتفجير أهل الشيعة في لبنان؟؟؟
ومع من الجيش الحر وجيش النصرة وهو التنظيم الممول من دول عربية معروفة، وسمته مثل غيره القتل والذبح وترهيب للأقليات وليس المعارضة ولا تغيير الوضع...
إذن كل هذا يدل على أن الولاية الإسلامية والجهاد والاقتتال ما هي سوى مسميات لرسم معالم إسلام جديد.. إسلام لم نعرفه ولم نعهده نحن المسلمون... إسلام تخويف وترهيب...
كل هذا لأهداف اكبر مما يظهر لنا ... أهداف لكي تتحقق يجب أن يعاد رسم معالم الشرق الأوسط الكبير... يجب أن تستمر الحروب وتنتشر الطائفية... بكلمة جامعة شاملة... لكي تتحقق الأهداف السامية علينا أن نعيش حالة الفتنة... وكلنا نعلم ما تعنيه الفتنة... فتنة جعلتنا ملتهين عن عدونا الحقيقي بل أصبح صديقا لنا لأننا ببساطة التهينا في الجهاد في بعضنا البعض...
فمرحا إذن بالإسلام الجديد...
29/5/140106 تحرير علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha