عبد الخالق الفلاح كاتب واعلامي
الثقافة هي هوية الشعوب ولولم تكن للامم ثقافة تحملها لما كان لها وجود اليوم وطبيعي مادامت هناك شعوب مؤمنة بوجودها وتعتز بتاريخها وحضارتها اذن هي موجودة وإلا لكان قد طغى عليها الانحطاط والتكفير وثم الانهيار مثلما نراه في الكثير من بلدان العالم حيث إن فساد بعض الحكومات بات واضحاً من خلال دعمها للجماعات الارهابية السلفية التكفيرية بالتعاون مع الصهيونية العالمية لتحجيم قوة الشعوب وكي تمتد في قلب العالم الانساني لحياكة المؤامرات الدولية والمحلية لفرض اراداتها واغراق الدنيا بالمحن والظلامات التي اخذت تنخر كيانات المجتمعات وبالذات بعض الدول العربية وهذا ما خطط لها العدو من اجل نيل مطامعه واحلامه واستطاع فرض مشاريعه على الكثير من مفاصله والاستفادة من شعار فرق تسد وعمل من اجل ذلك وخاصة خلال القرن الماضي لذلك نرى الان ان بعض المجتمعات تعيش حالة الدهور والانحطاط والفقر المدقع مع وجود كل اسباب النجاح فيها بسبب وفرت الخيرات المتنوعة للفقر الثقافي الذي يعشعش في جسد شعوبها...إن القيم الثقافية هي روح الشعوب ومضامينها الحقيقية لان كل شئ مرتبط بها وليست هامشاً او تابعاً للسياسة بل العكس هو الصحيح لان السياسة والاقتصاد تنبعان منها ..اذن الثقافة اولاً ثم السياسة حيث لايمكن لأي سياسي ان يجعل نفسه سياسياً دون ان يتسلح بها كي يرتوي بحب الوطن ويتعامل بالوطنية... وهذه هي المشكلة التي يعاني منها بعض المحسوبين على الساسةفي العراق لغيابهم عن مفهوم ثقافة شعبنا وتراهم ينعقون مع كل ناعق دون حساب اوكتاب بعيداً عن الخيارات الوطنية ويتخبطون في قراراتهم المتسرعة.اما القسم الاخر فقراراته تنصب لخدمة اسيادهم الصهيونية العالمية المقيتة وعملائهم الحكام السعوديين بأصدار فتاوي الجهاد عن طريق المؤسسات الدينية ووعاظ السلاطين الهدف منها تشضي الاوطان الاسلامية وتدمير دولهم خدمتاً لاسيادهم الذين يعيشون اسعد ايامهم بفضل تلك العقول ومن يقف وراءهم. ان التشبث بدول الخارج للتوسط بالقضايا الداخلية العراقية اوطرحها في محافل خارج القطر تعتبر عملية رخيصة وخيانة بحق الوطن وعقوله السياسية الوطنية لان من يدعي الوطنية او حريص على وحدة البلاد يجب ان يعمل لحل المشاكل الداخلية عن طريق الحوار الجاد البعيد عن التشنج والطائفية واهل مكة ادرى بشعابها.اني اعتقد بأن الكتل تستطيع من حسم القضايا المختلف عليها بالطرق السلمية لأن الاليات بيد ابناء الوطن لا الذين يعيشون في خارجه او في دول الجوار (مثل اياد علاوي ) العائش على طلال القائمة العراقية و الوطنية جديدة التأسيس وهو يغني على ليلاه ومطالباته وتخرصاته غير الموزونة بكيل التهم ولقاءاته المشبوهة مع السفراء الاجانب ليخرج بمبادرات سطحية وغير منطقية تخدم تلك الجهات واخرها مبادرته اخلاء مدن (الرمادي وقضاء الفلوجة) من الجيش والقوات الامنية وقوات العشائر لكي تسلم الى الارهابيين ويعيثوا في الارض مفسدين و(الحليم تكفيه الاشارة).وليعلم بعض السياسيين ان وثيقة السلم الاجتماعي هو ميثاق شرف يفرض على الموقعين عليه التزامات اخلاقية تتطلب من الجميع الحرص على تنفيذ بنودها لا الانسحاب منها لانها خيانة للعهد والوطن.(( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى))ولاشك ان تأييد العمليات العسكرية التي انطلقت لضرب قواعد الارهاب في الانبار خطوة صحيحة والتي يقف اهلنا ابناء الرمادي من شيوخ ووجهاء في المحافظة معها ومناصرتها للتخلص من هذه الافة القذرة بدلاً من ان يقع اهلها سبايا بيد هؤلاء الاوغاد والتجربة السورية اقرب مثال على ذلك.ان مناهضة الارهاب وتفكيكها من المطالب المشروعة لاتخضع للمساومة والابتزاز او الاستثمار السياسي والانتخابي على حساب سلامة الوطن ومصالحه العليا بعكس نواب قائمة متحدون في مجلس النواب الذين اعلنوا استقالتهم ومن ثم عودتهم عن الاستقالة و(هي وصمة عار في جبينهم ) بدلاً ان يقفوا مع ابناء الجيش العراقي الباسل لتخليص ابناء الانبار ومدنها من القاعدة و(جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وعلى وسائل الاعلام تعرية هؤلاء بكل شجاعة ولطردهم من الساحة السياسية وفضحهم وكشف اوراقهم المحروقة مسبقاً للجماهير . وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّه إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
https://telegram.me/buratha