حسين الركابي
يوماً بعد أخر أثبتت للعالم المرجعية الدينية في النجف الاشرف حياديتها، واستقلاليتها، وصفاء مشروعها، وصدق منهجها، وعلمت الشعوب معنى الديمقراطية، والحرية، واحترام الإنسان بكل طوائفه وقومياته؛ وفي ذلك المسار الطويل على مدى القرون المنصرمة إلى يومنا هذا، لا غبار على نزاهتها، وصدق نواياها. فتاريخ المرجعية الناصع منذ مرجعية الإمام الحكيم(قدس) زعيم الطائفة الشيعية في العالم عندما تصدى حين أقدم النظام العراقي بمقاتلة الكرد آنذاك، وإلغاء وجودهم من على الأراضي العراقية، فقد اصدر فتوى مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم بحرمة مقاتلة الأكراد.ولذلك نرى اليوم الكرد يتمتعون بحرية وكرامة وحقوق مكفولة منذ تلك الفتوى للسيد محسن الحكيم(قدس) إلى يومنا هذا. وكذلك مبادرة المرجعية في 2004 أبان الاحتلال الأمريكي عندما قامت القوات الأمريكية بمحاصرة مدينة الفلوجة، بسبب تداخل العصابات التكفيرية بين الأهالي، والتي أمرت المرجعية بجمع المئونة إلى أهلنا في تلك المدينة، والتي قام من خلالها وكلاء المرجعية في جميع المحافظات بجمع كافة مستلزمات الحياة، وإرسالها إلى أهلنا في الفلوجة التي تقبع تحت الحصار الأمريكي آنذاك. وفي الأمس القريب عندما نزح السوريون من أراضيهم بسبب تنظيم القاعدة، ومجموعات داعش الإرهابية، وحرق ممتلكاتهم، ومصادرة مناطقهم، وقتل أبنائهم فقد فتح ذراعي العراق ليحتضنهم فكان للمرجعية الدينية في النجف الاشرف دور كبير ومهم؛ حيث لم تتوانى لحظة واحدة بمساعدتهم، وقدمت لهم الطعام، والشراب، والملبس، وأؤتهم من حرارة الصيف، وبرد الشتاء؛ وطالبت الحكومة العراقية إن توفر لهم جميع متطلبات الحياة وما يليق بهم. وأيضا على الشأن الدولي حيث لم تتوانى عن مساعدة الشعوب العربية، والإسلامية الأخرى، حيث فتحت باب التبرع لمساعدة الشعب أللبناني في عام 2006 عندما قام النظام الإسرائيلي بضرب جنوب لبنان، وقتل الأطفال، والنساء، والشباب، وحرق ممتلكاتهم، ودمر البنية التحتية بالكامل؛ وفي الوقت ذاته وقفت معظم أنظمة الدول العربية مع الكيان الإسرائيلي، ومنعت المساعدات إن تصل إلى الشعب أللبناني، وباركت تلك الهجمة ضد أبناء لبنان. وكذلك وقفت بوجه المشروع الطائفي في العراق منذ سقوط النظام ألبعثي عام 2003 لا تغمض لها عين، ولا يهدى لها بال، حين بلغت ذروتها الطائفية عندما قام أحفاد يزيد بتفجير قبة الإمامين العسكريين في سامراء(عليهم السلام) عام 2005 وكادت هذا الفعل الدنيء إن يحرق البلاد، والعباد. وها هي اليوم مرجعية النجف تفتح ذراعيها أمام أبناء الفلوجة، والرمادي من أبناء(السنة) بعد تخفي مجموعات داعش، والقاعدة في أروقة بيوتهم، مما اضطرت القوات الأمنية بملاحقتهم في البيوت، والأزقة، وأجلاء مئات العوائل إلى مدينة السلام، وارض الحسين(علية السلام) أنها كربلاء المقدسة؛ حيث أمرت المرجعية الدينية في النجف الاشرف بفتح مدن الزائرين لإيواء العوائل النازحة من المناطق الغربية، وتوفير جميع المتطلبات التي تليق بهم...
https://telegram.me/buratha